
القاهرة - «ا. ف. ب»: توجه الرئيس المصري محمد مرسي بخطاب متلفز الى الشعب المصري امس فيما اكد الجيش المصري انه لن يكون «اداة قمع» للمتظاهرين وسيعمل على منع وقوع اشتباكات جديدة بين المتظاهرين اثر المواجهات ليلا التي ادت الى مقتل خمسة متظاهرين واصابة اكثر من 600 اخرين.
وقال احد مساعدي مرسي لفرانس برس ان الرئيس المصري يدعو الى الحوار لكن بدون تحديد اي مقترحات ملموسة.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان «هناك عدة افكار يجري بحثها».
والمواجهات التي وقعت الاربعاء واستمرت طوال الليل في محيط القصر الرئاسي في القاهرة، تعتبر الاعنف بين مناصري ومعارضي مرسي منذ انتخاب الرئيس المصري في يونيو الماضي.
وتجسدالانقسام الحاد في البلاد التي تغرق في ازمة سياسية.
واستؤنفت المواجهات حول القصر الرئاسي في القاهرة ليلا وسمعت اصوات عيارات نارية.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان خمسة متظاهرين قتلوا، اربعة منهم بالرصاص وخامس بخردق غليظ من بندقية صيد اصيب به بالقرب من قلبه.
ومن ناحيتهم، اعلن الاخوان المسلمون الذين ينتمي اليهم الرئيس مرسي وفاة خمسة اشخاص ايضا موضحين على موقعهم الالكتروني انهم فقدوا خمسة من انصارهم.
وفي الاسكندرية «شمال»، قتل صبحي صالح المنتمي الى الاخوان المسلمين والعضو في اللجنة التأسيسية، خلال مظاهرات معادية لمرسي، حسب ما ذكرت الوكالة. وانتشرت صورة له والدم ينزف من رأسه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتمكنت شرطة مكافحة الشغب من فرض حاجز امني وسط المتظاهرين المتواجهين امام القصر الرئاسي لكن المواجهات استمرت بالتراشق بالحجارة في الشوارع الجانبية.
ولليوم الثاني على التوالي كان محيط القصر الرئاسي الواقع في حي راق بالعاصمة في قلب الازمة.
وشهدت الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية فجر الامس حالات من الكر والفر والتراشق بالحجارة بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين فضلا عن تحطيم عدد من السيارات المتوقفة في الشوارع الجانبية.
وانتقلت تلك المواجهات من شارعي الميرغني والخليفة المأمون الى ميدان روكسي حيث تبادل الطرفان التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف قبل أن يتم الدفع بمدرعتين الى الميدان واطلاق عدد من قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة الفصل بين الجانبين.
وعلى اثر نداء من جماعة الاخوان المسلمين تدفق آلاف من الاشخاص بعد ظهر الاربعاء على القصر الرئاسي وفككوا خيما نصبتها مجموعات صغيرة من المتظاهرين المناهضين لمرسي الذين امضوا الليل فيها بعد تظاهرة حاشدة للمعارضة الثلاثاء.
وجرت مظاهرات معارضة لمرسي الاربعاء في المحافظات المصرية حيث تم حرق مقار لجماعة الاخوان المسلمين في الاسماعيلية والسويس في شمال شرق مصر.
وفي محيط القصر الرئاسي اظهرت شهادات متظاهرين عمق الانقسام داخل المجتمع المصري بعد نحو عامين من الثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير 2011.
وقال علي جمال «22 عاما» المعارض لمرسي قبل ان يلقي حجارة على الصف المقابل، «نحن هنا من اجل الحرية اما هم «الاسلاميين» فمن اجل العنف».
وقال احمد فهمي «27 عاما» باسف «انها حرب اهلية ستحرق كل شيء».
اما وائل علي الاربعيني المؤيد لمرسي فقال «انا هنا للدفاع عن الديمقراطية والرئيس المنتخب من الصندوق» في حين ارتفعت من حوله شعارات «الشعب يدعم قرارات الرئيس» و«الشعب يريد تطبيق شرع الله».
لكن ناهد المصري «32 عاما» المعارضة تقول «الاخوان المسلمون يتحدون الامة ويريدون ان يظهروا ان للرئيس الكثير من الانصار لكنهم ليسوا سوى كاذبين».
وتطالب المعارضة بسحب الاعلان الدستوري الذي منح مرسي صلاحيات مطلقة والغاء استفتاء 15 ديسمبر على مشروع الدستور.
وتندد المعارضة المصرية بمشروع الدستور الجديد الذي تمت صياغته من قبل الاسلاميين وللاسلاميين. وكانت اللجنة الدستورية التي قاطعها الليبراليون واليساريون والاقباط، انهت التصويت على مواد مشروع الدستور بسرعة كبيرة الاسبوع الماضي.
وتعهد الجيش المصري بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واكد انه «لن يكون اداة لقمع المتظاهرين» بعد ان انتشر الحرس الجمهوري حول قصر الرئاسة في مصر الجديدة «شرق القاهرة».
وقال قائد قوات الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان «تواجد قوات الحرس الجمهوري في محيط قصر الرئاسة منذ صباح الخميس يهدف الى الفصل بين المؤيدين والمعارضين للرئيس والحيلولة دون حدوث اصابات جديدة» مضيفا «القوات المسلحة وعلى رأسها الحرس الجمهوري لن تكون اداة لقمع المتظاهرين».
وقال اللواء زكي ان «تواجد قوات الحرس الجمهورى فى محيط القصر الرئاسى بحي مصر الجديدة منذ صباح الخميس جاء بهدف الفصل ما بين المؤيدين والمعارضين للرئيس والحيلولة دون حدوث أية إصابات أخرى كما حدث مساء أمس الأربعاء».
واكد انه يريد ان يوجه «رسالة إلى الشعب المصرى» وهي ان «القوات المسلحة وعلى رأسها قوات الحرس الجمهورى، لن تكون أداة لقمع المتظاهرين، كما انه لن يتم استخدام أى من أدوات القوة ضد أفراد الشعب المصري».
ودعا قائد الحرس الجمهوري «الجميع الى التزام الهدوء الى أن يوفق الشعب المصرى فى مبتغاه» مشددا على «حرص القوات المسلحة وقوات الحرس الجمهورى على أرواح الجميع من الشعب».
واكد ان «قوات الحرس الجمهورى هي جزء أصيل من الشعب المصرى وأنا شخصيا حريص كل الحرص على كل مواطن مصرى، وعدم تكرار أحداث الاشتباكات التى وقعت فى محيط القصر الرئاسي أمس».
ونظمت المعارضة المصرية الى مسيرات جديدة عصر الامس الى قصر الاتحادية.
وقرر المعتصمون في ميدان التحرير بوسط القاهرة تنظيم ثلاث مسيرات الى قصر الاتحادية امس للاحتجاج على ما وصفوه بـ«اعتداء ميليشيات جماعة الاخوان المسلمين» على المتظاهرين السلميين المعارضين للرئيس مرسي وهدم خيام اعتصامهم.
وذكر عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي مصطفى شوقي في تصريح صحافي ان العديد من القوى السياسية والأحزاب من بينها التحالف الشعبي والاشتراكيون الثوريون والجمعية الوطنية للتغيير وشباب حزب الوفد والدستور وغيرهم قاموا بتنظيم ثلاث مسيرات من اماكن متفرقة بعد العصر للتوجه صوب منطقة قصر الاتحادية.
وفي مؤتمر صحافي لجبهة الانقاذ الوطني المعارضة الاربعاء قال رئيس الجبهة محمد البرادعي ان مرسي يتحمل «المسؤولية الكاملة» في اعمال العنف.
واضاف البرادعي حائز جائزة نوبل للسلام والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية «ان النظام يفقد شرعيته يوما بعد يوم».
لكنه اكد اثناء المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه بالخصوص عمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية وحمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة ان المعارضة «مستعدة للحوار» لكن شرط ان يسحب مرسي الاعلان الدستوري. ووصف البرادعي النظام بانه «قمعي وثيوقراطي».
من جانبه دعا الازهر الشريف الى تجميد الاعلان الدستوري وبدء حوار وطني فورا لتجنيب مصر من الانزلاق فى فتنة اكبر.