
عواصم - «ا. ف. ب»: اعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني امس الموافقة على طلب المعارضة السورية تعيين ممثل لها لدى دول المجلس الست.
واوضح بيان للامانة العامة ان الزياني ابلغ الامين العام «للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مصطفى الصباغ على هامش حوار المنامة «موافقة» المجلس الوزاري لدول الخليج على «طلب الائتلاف اعتماد ممثل له لدى مجلس التعاون».
كما اكد الزياني «استمرار وقوف دول المجلس ومساندتها التامة للشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته المشروعة» فضلا عن «بحث تطورات الاوضاع على الساحة السورية وجهود الائتلاف على المستويين الداخلي والخارجي». ووقعت اطراف المعارضة السورية في 12 نوفمبر في الدوحة بعد ضغوطات مكثفة عربية وغربية اتفاقا لتشكيل ائتلاف يتمتع بالقوة والوحدة لكي يتمكن من اسقاط النظام في سوريا.
وعلى صعيد منفصل حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري امس من استخدام الاسلحة الكيميائية او البيولوجية مؤكدا ان بلاده لم تستبعد يوما التدخل العسكري في سوريا.
وقال هيغ لصحافيين بينهم مراسل فرانس برس، على هامش منتدى في المنامة حول الامن الاقليمي «نحن قلقون للغاية حيال مخزونات السلاح الكيميائي والبيولوجي والمعلومات التي تقول ان النظام قد يستخدمها».
وحذر من «فرضيات خطرة» مثل استخدام النظام هذا النوع من الاسلحة او «احتمال سقوطها في ايدي اخرين». واضاف «قمنا الى جانب الولايات المتحدة بتوجيه رسالة قوية الى النظام» تحذره من استخدام هذه الاسلحة.
وتابع هيغ «وضعنا خططا للطوارئ» في حال تم استخدام هذه الاسلحة، الا انه رفض الخوض في تفاصيلها.
وردا على سؤال حول امكانية مشاركة بلاده في تدخل عسكري، اجاب هيغ ان الحكومة البريطانية «لم تستبعد ابدا اي خيار» لكنها ما تزال «تؤيد عملية الانتقال السلمي».
واكد انه «ليس ضمن سياسة بريطانيا تزويد الاسلحة» للمعارضة السورية او اي طرف اخر في الشرق الاوسط لكنه اشار الى مدها ب»اجهزة اتصال» وتقديم مساعدات انسانية.
كما عبر وزير خاريجة بريطانيا عن الامل في ان تحظى المعارضة السورية باعتراف دولي واسع خلال مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» في مراكش في 12 ديسمبر الجاري.
وضاعفت الاسرة الدولية في الايام الاخيرة تحذير الرئيس السوري بشار الاسد من اللجوء الى هذه الاسلحة اثر تاكيد مسؤولين امريكيين تزويد الجيش قنابل بغاز السارين تلقيها طائرات.
وقد صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيميائية سيكون «جريمة مشينة».
من جهتها، اكدت دمشق انها لن تستخدم هذه الاسلحة «ان وجدت» ضد شعبها. واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الخميس ان التحذيرات الدولية من هذا الامر «مواقف مسرحية»، مؤكدا انه «لو كان هناك أسلحة كيماوية فلن تستخدم ضد شعبنا السوري».
كما اعلن سفير روسيا لدى حلف شمال الاطلسي الكسندر غروتشكو ان سوريا اكدت انه ليست لديها «اي نية» باستخدام اسلحة كيميائية.
وتابع ان السوريين «ردوا بوضوح انهم لايخططون بتاتا لاستخدام الاسلحة الكيميائية وانها جميعها تخضع لرقابة مشددة».
ميدانيا وقعت اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة السبت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في ريف دمشق، فيما تعرضت احياء العاصمة الجنوبية ومدينة الرستن في محافظة حمص «وسط» لقصف من القوات النظامية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وقال المرصد في بيان «دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة يبرود في ريف دمشق بعد منتصف ليل الجمعة السبت واستمرت حتى ساعات الفجر الاولى رافقها سقطوط قذائف على المدينة»، واشار الى تعرض احياء دمشق الجنوبية للقصف من القوات النظامية. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف على الاحياء الجنوبية تجدد فجرا، مشيرة ايضا الى اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي القدم «جنوب» والمتحلق الجنوبي.
وقتل في دمشق وريفها الجمعة 31 شخصا، بحسب المرصد السوري، معظمهم من المقاتلين المعارضين.
من جهة اخرى، ذكر المرصد ان مدينة الرستن في ريف حمص تعرضت لقصف من القوات النظامية عند منتصف ليل الجمعة السبت. وذكرت لجان التنسيق ان «القصف العنيف» تسبب ب»سقوط عشرات الجرحى وتدمير عدد من المنازل».
وتحاصر القوات النظامية مدن الرستن والقصير وتلبيسة التي تعتبر معاقل للجيش الحر في محافظة حمص منذ اشهر. وتتعرض هذه المناطق، بالاضافة الى احياء في مدينة حمص لقصف دوري.
وتأتي هذه الحوادث غداة يوم قتل فيه 72 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.
والقتلى هم 34 مقاتلا معارضا و22 مدنيا و16 عنصرا من قوات النظام.
واحصى المرصد سقوط اكثر من 42 الف قتيل في سوريا خلال اكثر من عشرين شهرا من النزاع.