غزة - «كونا»: رحب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات امس بنتائج اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في قطر الذي انتهى امس الاول مؤكدا «ان مرحلة جديدة ولدت بعده».
واكد عريقات في بيان صحفي ان اجتماع الدوحة تكلل بالنجاح بعد موافقة المجتمعين على ما تقدم به الوفد الفلسطيني وقال «ان هذا يوم جديد ومرحلة جديدة واعتراف جديد يتطلب خطتي عمل عربية وفلسطينية جديدتين».
واشار الى «ان المجتمعين اتفقوا على تشكيل لجنة عربية بعضوية رئيس لجنة المتابعة قطر والامين العام لجامعة الدول العربية لتضع نهاية الشهر الجاري التصور الكامل لعمل هذه اللجنة دعما للجهد الفلسطيني».
واوضح «ان هذا الاجتماع تطرق في جزء من مداولاته الى توفير شبكة الامان المالي للسلطة الفلسطينية التي تعاني عجزا ماليا» مشيرا الى «انه تم الاتفاق على تفعيلها والعمل بها خلال امد اقصاه 15 يوما من الآن».
واقترحت دول عربية ان تكون عضوا في هذه اللجنة وفق الدكتور عريقات بينها المملكة العربية السعودية والمغرب والاردن ولبنان والعراق.
وخلال الاجتماع دعا الفلسطينيون العرب الى ايجاد الية لمدة ستة اشهر تعمل على المطالبة بانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة ووقف الاستيطان اضافة الى توفير شبكة امان مالية عربية بقيمة 100 مليون دولار.
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة القاها في مؤتمر الدوحة من «اننا الآن امام المحك هناك توقف وهناك منع وهناك حجز للاموال الخاصة بنا ونحن في مرحلة انهيار السلطة».
وقال «صحيح حصلنا على دولة ولكن على الارض هناك انهيار بسبب حجز اسرائيل لاموالنا ووقف المساعدات المالية الامريكية المقدمة لنا... بمعنى نحن غير قادرين على دفع الرواتب ليس من الآن وانما من قبل ذلك بأشهر».
واكدت لجنة مبادرة السلام العربية في نهاية اجتماعاتها على التنفيذ الفوري لقرار قمة بغداد القاضي بتوفير شبكة امان مالية بمبلغ 100 مليون دولار شهريا للفلسطينيين وذلك على ضوء قيام سلطة الاحتلال بحجز اموال الشعب الفلسطيني.
وتم تكليف رئيس اللجنة القطري والامين العام للجامعة العربية بالتعاون مع دولة فلسطين بالعمل على تنفيذ هذا القرار حيث ان السلطة الفلسطينية بحاجة الى نحو 240 مليون دولار شهريا للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
ودعت اللجنة المجتمع الدولى الى «اطلاق مفاوضات مرجعيتها تنفيذ قرارات الامم المتحدة وخاصة قرارات مجلس الامن ذات الصلة القاضية بإنهاء الاحتلال وانسحاب اسرائيل إلى خط الرابع من يونيو عام 1967 وبما يشمل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين».
على ذات الصعيد اكد الدكتور عريقات في بيانه على مطالبة الاحتلال الاسرائيلي بالانسحاب من اراضي 1967 والافراج عن المعتقلين ووقف الاستيطان.
ونبه الى ان لدى الفلسطينيين قواعد لعبة جديدة للعملية السياسية ويبقى ان تتحقق المصالحة التي تعبر السلطة الفلسطينية عن جهوزيتها من اجل تحقيقها متى دعت مصر اليها في اسرع وقت.
ميدانيا توغلت قوات اسرائيلية مدعومة بالدبابات والجرافات العسكرية صباح الامس في الاطراف الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة في خرق جديد لاتفاق التهدئة الذي وقع في القاهرة قبل نحو ثلاثة اسابيع.
وابلغت مصادر فلسطينية وكالة الانباء الكويتية «كونا» ان قوات اسرائيلية تتكون من دبابتين من طراز «ميركافا» ترافقها 5 جرافات عسكرية كبيرة اضافة الى كاسحتي الغام «مسيرة» توغلت نحو 100 شرق بلدة «خزاعة» ومنطقة «الفخاري» جنوب شرق مدينة خانيونس.
واوضحت المصادر ان طائرات مروحية من طراز «اباتشي» تحلق في سماء المنطقة التي تشهد التوغل مشيرة الى ان القوات توغلت في المنطقة دون اطلاق نار.
وبينت ان الجرافات الاسرائيلية المتوغلة تقوم باعمال تسوية وتجريف لاراضي الفلسطينيين في هذه المنطقة لافتة الى ترجل عدد من الجنود من مركباتهم العسكرية في الجانب الفلسطيني من السياج الامني بين قطاع غزة واسرائيل.
ويعد هذا التوغل الثاني منذ توقيع اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في 21 سبتمبر المنصرم والذي ينص على وقف كافة الاعمال العدائية من قبل اسرائيل تجاه قطاع غزة وذلك برا وبحرا وجوا.
ومنذ الاتفاق خرق الاحتلال هذا الاتفاق حيث قتل فلسطينيين واصاب ما يزيد على 55 بجراح بعد ان اطلق النار تجاه مئات المزارعين الفلسطينيين الذين وصلوا الى اراضيهم الزراعية شرق مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع.
كما اعتقل جنود بحرية الاحتلال الاسرائيلي نحو 30 صيادا فلسطينيا وفجروا قاربا وصادروا نحو 8 قوارب للصيادين عندما كانوا يصطادون في المساحة التي حدد الاحتلال الصيد فيها.
وحذرت فصائل فلسطينية مختلفة من بينها حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي الاحتلال الاسرائيلي من مغبة مواصلة خرق اتفاق التهدئة الذي وقع بوساطة مصرية ودولية.
وفي سياق متصل شهد قطاع غزة منذ منتصف الليلة الماضية وحتى ساعات فجر الامس تحليقا مكثفا للطيران الحربي الاسرائيلي.
ويأتي هذا التحليق المفاجئ في الوقت الذي يزور رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل وعدد من اعضاء المكتب السياسي في الخارج قطاع غزة.