
دمشق - «ا. ف. ب»: استولى مقاتلون اسلاميون امس على كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب مدينة حلب، ما يعزز سيطرة المجموعات المعارضة على الشمال السوري، لا سيما الاسلاميين بينهم.
في هذا الوقت، تواصل القوات النظامية قصف محيط دمشق بالمدفعية والطيران في محاولة للقضاء على تجمعات المقاتلين المعارضين الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية لهم محاولين التقدم نحو العاصمة.
وسيطر مقاتلون اسلاميون من عناصر جبهة النصرة خصوصا على كل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سوريا كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، بعد اسابيع من المعارك العنيفة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان المعارضة المسلحة «تسجل بذلك تقدما نوعيا»، مشيرا الى ان الجيش «يتعرض لخسائر عسكرية فادحة».
الا انه اشار الى استمرار وجود «وحدات تابعة للجيش في القرى المحيطة» بالشيخ سليمان وفي مركز البحوث العلمية القريب من القاعدة.
واوضح ان هذا الانجاز «حققته جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها».
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت مسلحين يتقدمون في القاعدة التي خلت من الجنود، رافعين العلم الاسلامي، مشيرين الى انهم من كتيبة المهاجرين.
وتلا احدهم في شريط آخر «بيان تحرير» قاعدة الشيخ سليمان.
وقال «نحن لواء احرار دارة عزة جند الله قمنا بفضل الله وعونه بالتعاون مع كتائب ومجموعات اخرى بتحرير الفوج 111 المتكون من عدة كتائب، كتيبة دفاع جوي، كتيبة بحوث علمية، مستودعات معامل الدفاع».
واضاف «تم بعونه السيطرة على كافة عتاد هذا الفوج من مدافع عيار 57 و23 وباقي من الاسلحة الفردية والرشاشات الخفيفة». وقال «تم اسر العديد من الجنود وقتل الباقي منهم».
وتقع القاعدة على بعد 12 كلم شمال غرب حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وافاد صحافي من وكالة فرانس برس كان في موقع الهجوم امس السبت ان عددا كبيرا من المقاتلين الذين دخلوا القاعدة هم عرب او من القوقاز بقيادة رجل اوزبكي.
من جهة ثانية، شن الطيران السوري امس غارات على مناطق عدة في ضواحي دمشق حيث تجري معارك دامية منذ اسابيع، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف امس في مدينتي داريا ومعضمية الشام.
وقتل الاحد 94 شخصا في مناطق مختلفة من سوريا بينهم 37 في دمشق ومحيطها، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كافة انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.
سياسيا، تجتمع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» الاربعاء في المغرب للمرة الاولى منذ انشاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الذي حصل على اعتراف عدد من الدول العربية والغربية. ويفترض ان يبحث المجتمعون في زيادة «الدعم الانساني والسياسي» للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ارجاء وصولها الى مراكش حيث سيعقد الاجتماع من الاثنين الى الثلاثاء لاسباب صحية.
ويعلق المعارضون السوريون آمالا بالحصول على اعتراف امريكي كامل بالائتلاف خلال المؤتمر.
في جنيف، اعلنت الامم المتحدة ان محادثات «بناءة» حول سوريا جرت الاحد بين موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
واشارت في بيان الى ان المشاركين سعوا الى «دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للازمة السورية»، مؤكدين في الوقت نفسه ان «الوضع في سوريا سيء ويستمر في التفاقم».
في هذا الوقت، يستمر الجدل في العالم حول امكانية استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في النزاع الدائر منذ نحو 21 شهرا.
وهيمن هذا الموضوع على نقاشات منتدى المنامة حول الامن الاقليمي الذي انهى اعماله الاحد.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من استخدام دمشق للاسلحة الكيميائية والبيولوجية، مشيرا الى وجود «سيناريوهات خطيرة» عدة بينها امكانية وصول هذه الاسلحة «الى ايدي مجموعات اخرى».
وقال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو ان المخاوف حقيقية «لان النظام السوري فقد كل عقلانية وشرعية».
وكثف المجتمع الدولي في الايام الاخيرة تحذيراته من لجوء النظام السوري الى الاسلحة الكيميائية، بعد ان افاد مسؤولون اميركيون ان الجيش السوري قام بتحميل قنابل بغاز السارين لالقائها بواسطة طائرات.
ودعا خبراء في المنتدى الى التعامل بحذر مع هذه المعلومات، من دون استبعاد احتمال استخدام مثل هذه الاسلحة.
وقال يزيد صايغ، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط، لوكالة فرانس برس «ان الفائدة الحقيقية من هذا السلاح في الحرب محدودة جدا، لانه لا يمكن استخدامه في مناطق تشهد انتشارا لقوات معارضة وتضم مدنيين يؤيدون النظام، كما لا يمكن استخدامه ضد مدنيين معارضين في منطقة تنتشر فيها قوات نظامية».
من جانبها دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء الاحد في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وجاء في الفقرة الاولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة انها تطلق «النداء مجددا بمطالبة الرئيس بشار الاسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير».
كما اكد البيان «الدعم الكامل لمهمة السيد الابراهيمي في التوصل الى صيغة تضمن التوصل الى توافق بين اعضاء مجلس الامن لاستصدار قرار يفضي الى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية».
وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع قال رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني انه «من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام» السوري.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس لم يستبعد الشيخ حمد استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية في المعارك الدائرة حاليا. وقال «لا استبعد استخدامهم اي اسلحة لانه متى نزعت الرحمة والعدالة من قلب فان اي انسان يستطيع ان يفعل ما يريد».
ورحب البيان الختامي «بما تم انجازه في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ودعا «جميع الدول والمنظمات العربية والدولية الى تكثيف جهودها لاعداد خطة شاملة لتوفير المساعدات الانسانية العاجلة وادخالها للمناطق المنكوبة في سوريا وللنازحين داخل الاراضي السورية واللاجئين السوريين في دول الجوار».
كما طلب المجتمعون «من الامانة العامة للجامعة العربية عقد مؤتمر للمنظمات والهيئات العربية المعنية في مجال تقديم المساعدات الانسانية وذلك لتنسيق جهود الاغاثة»، كما طلبوا منها «التحضير من اجل اعداد مؤتمر عام لاعادة الاعمار في سوريا».
وتم تذييل البيان بتحفظات ابدتها كل من الجزائر والعراق.
وكان كل من الشيخ حمد والامين العام للجامعة العربية نبيل عمرو توقعا في مستهل الاجتماع حصول تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء الازمة السورية، وذلك خلال المحادثات التي تجري بين البلدين حاليا في جنيف بمشاركة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وكان الشيخ حمد قال لدى افتتاحه اجتماع هذه اللجنة التي يترأسها «نأمل من الاجتماعات التي تقوم في الوقت الحاضر بين الولايات المتحدة وروسيا التوصل الى فهم مشترك لما يجري في سوريا حتى يقوم مجلس الامن بمسؤولياته حسب ما تتطلبه الظروف في سوريا».
واضاف المسؤول القطري «نأمل ان شاء الله ان كانت هناك حكمة وبقية صواب، ان يحتكم القائمون في سوريا للعقل والمنطق، ومحاولة وقف ما يجري فورا والدخول في عملية انتقالية واضحة تضع حدا لحمام الدم في سوريا».
وقال الشيخ حمد ايضا «منذ بدأت الاحداث والاجتماعات في الدوحة كنا نتمنى ان ينحل الموضوع بالود، لكن بعد كل هذا الدمار والدماء التي سالت يجب ان نقف ونقول كفى ويجب ان يكون هناك انتقال للسلطة».
واضاف «نحن نثق بالمبعوث الخاص الاخضر الابراهيمي ونتمنى ان يتوصل مع الدول الخمس الدائمة العضوية الى فهم مشترك لتطبيق القرارات العربية والدولية والاتفاق على رحيل النظام وتشكيل حكومة وحدة وطنية».
واعتبر بن جاسم أن مهمة العربية الابراهيمي في التوصل الى حل مع الحكومة السورية لمعالجة الأزمة انتهت بعد أن قتل النظام السوري أكثر من 50 ألفا من شعبه ودمر بلده.
واكد الشيخ حمد أن الابراهيمي يجب أن يتوصل الى حل مع الولايات المتحدة وروسيا والصين حول كيفية عمل قرار واضح لمجلس الأمن لنقل السلطة الى الشعب السوري.
وقال «اننا لا نستطيع أن نضع المشكلة على عاتق الابراهيمي ولكن القضية هي أن هناك قطبين في مجلس الأمن لهما حق الفيتو ولم يتفقا على شيء ومهمة المبعوث المشترك هى كيفية التوصل الى حل مع الحكومة السورية والجامعة العربية ومع مجلس الأمن».