
موسكو - «ا. ف. ب»: اعلن ميخائيل بوغدانوف احد نواب وزير الخارجية الروسي امس ان النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد «اكثر فاكثر» واعتبر انه لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع.
وقال بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية ايتار-تاس «علينا ان نواجه الامر. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد اكثر فاكثر».
واضاف «وبالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة».
وتابع بوغدانوف «الا ان موسكو ستصر لتطبيق اتفاق جنيف والتوصل الى حل سلمي للنزاع».
وكان بوغدانوف يشير الى الاتفاق حول مبادئ عملية انتقالية سياسية في سوريا تبنه مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 يونيو.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي ان بلاده تملك خططا لاجلاء رعاياها من سوريا في حال الضرورة.
وبين ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجتمع اليوم مع وفدا يمثل المعارضة السورية في الداخل برئاسة رئيس الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير قدري جميل.
ودعا بوغدانوف الى عقد اجتماع عاجل لمجموعة العمل الخاصة بسوريا والتأكيد على دعم مهمة المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي الذي سيتوجه الى سوريا قريبا.
وحذر بوغدانوف من مغبة وقوع اسلحة الدمار الجماعي في يد الجماعات المسلحة المتطرفة.
وروسيا من الدول القليلة التي لا تزال تدعم النظام السوري، كما انها تزوده بالسلاح.
وعرقلت موسكو حتى الان صدور كل مشاريع القرارات التي تندد بنظام بشار الاسد في مجلس الامن الدولي.
ميدانيا اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» مقتل 16 شخصا وجرح 23 آخرين امس في انفجار سيارة مفخخة في منطقة قطنا بريف دمشق.
وقالت الوكالة ان «ارهابيين استهدفوا بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات منطقة رأس النبع السكنية امام مدرسة ميخائيل سمعان في منطقة قطنا بريف دمشق ما ادى الى استشهاد واصابة عدد من المواطنين ووقوع اضرار مادية في المكان».
ونقلت الوكالة عن مصدر في مستشفى الشهيد خالد سقا اميني انه «وصلت الى المشفى جثث 16 شهيدا جراء التفجير الارهابي بينهم سبعة اطفال وعدد من النساء».
واضاف المصدر انه «تم اسعاف 23 جريحا معظمهم من الاطفال والنساء اصاباتهم خطيرة».
وقالت سانا ان التفجير «الارهابي ادى الى وقوع اضرار مادية في السيارات والمحال التجارية والمباني السكنية والبنى التحتية في المكان».
وكانت دمشق شهدت الاربعاء تفجيرات عدة استهدف ثلاثة منها وزارة الداخلية حيث سقط 11 قتيلا على الاقل، كما ذكر مصدر امني سوري والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي تطور لافت في النزاع المستمر اعلن مسؤول امريكي الاربعاء ان النظام السوري اطلق صواريخ سكود على المتمردين الذين يحاولون طرد بشار الاسد من السلطة.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان «صواريخ سكود سقطت في سوريا».
وكانت وزارة الخارجية الامريكية اكدت الاربعاء ان النظام السوري استخدم «صواريخ» وقنابل حارقة ضد المسلحين المعارضين خلال الاسبوع الماضي، ولم يكن في وسعها ان تقدم مزيدا من الايضاحات حول الاسلحة المستخدمة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند «ليس في وسعي ان اؤكد اي نوع من الصواريخ، لكني اقول ببساطة اننا نشاهد استخداما للصواريخ الان»، وذلك ردا على معلومات لصحيفة نيويورك تايمز اكدت ان النظام السوري اطلق صواريخ سكود على قوات المعارضة السورية.
واضافت نولاند «فيما يزداد يأس النظام، نراه يلجأ الى اسلحة اشد فتكا. ورأينا في الايام الاخيرة عمليات نشر صواريخ»، مشيرة الى «استخدام سلاح آخر رهيب، وهو نوع من قنبلة برميل هي قنبلة حارقة».
من جهته، لم يشأ المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني تأكيد مقال نيويورك تايمز الذي تحدث صراحة عن اطلاق دمشق صواريخ سكود على المعارضين السوريين المسلحين.
وقال كارني ان «فكرة اطلاق النظام السوري صواريخ على شعبه داخل حدوده، هو تصعيد عسكري مذهل وغير متناسب ويعبر عن فقدان الامل».
ومنذ ثلاثة ايام، يسمع مراسل وكالة فرانس برس في محافظة ادلب، شمال غرب سوريا، انفجارات قوية جدا مصدرها منطقة قاعدة الشيخ سليمان وهي حامية للجيش سيطر عليها متمردون اسلاميون مطلع الاسبوع.
وقال ان هذه الانفجارات تسمع على بعد اكثر من 15 كلم بمعدل ثلاثة او اربعة انفجارات يوميا وهي غير اصوات المدفعية العادية.
واضاف ان انفجارا هز الاثنين مدينة دارة عزة «غرب مدينة حلب». وحسب القائد في الجيش السوري الحر ابو جلال فان الامر يتعلق بصاروخ ارض-ارض سقط على قاعدة الشيخ سليمان التي تبعد ثلاثة كيلومترات من دارة عزة.
ولم يكن باستطاعته تحديد طبيعة الصاروخ معتبرا انه صاروخ اصغر من حجم صاروخ سكود ويصل مداه الى عشرات الكيلومترات ويحمل متفجرات بزنة 300 الى 500 كلغ.
واضاف «لا نعلم اين توجد مرابض اطلاق هذه الصواريخ» ولكن مع الاستيلاء على قاعدة الشيخ سليمان فان الجيش السوري لم يعد له وجود في كل منطقة غرب حلب حتى الحدود التركية وهذا يعني انه يلجأ الى صواريخ يصل مداها الى 30 كلم على الاقل.
وكان قائد اخر في الجيش السوري الحر بغرب حلب هو الشيخ عزام الجمار قال الاحد لوكالة فرانس برس ان صواريخ من طراز لونا سقطت في المنطقة.
يشار الى ان هذه الصواريخ السوفياتية الصنع يبلغ طولها ثمانية امتار وهي توازي تقريبا السكود ويصل مداها الى حوالى 70 كلم.
وتأتى هذه التطورات غداة اعتراف مجموعة اصدقاء الشعب السوري المعارضة للنظام من مراكش المغربية الاربعاء، بائتلاف المعارضة السورية «كممثل وحيد» للشعب السوري،
وقال سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي خلال ندوة صحافية في ختام اللقاء الذي حضره ممثلون لـ130 بلدا «اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد» للشعب السوري.
وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري، أكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية، اضافة الى ممثلي المعارضة.
ولقاء مراكش هو الاول منذ الاجتماع الذي اعلن خلاله عن توحيد المعارضة السورية، تحت ضغط امريكي خصوصا.
وبعد دول مثل فرنسا وبريطانيا، اعترفت الولايات المتحدة بدورها الثلاثاء بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية.
من جهته، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني في مراكش، ان الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل «تقدما حقيقيا». واضاف ان «النقطة الاساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة».
وتابع هيغ «في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الانسانية».
وفي مراكش ايضا، اعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز ان بلجيكا اقترحت على الائتلاف الوطني فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.
من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الدول التي لم تعترف بعد بالائتلاف الى الاعتراف كل حدة به. وقال «نفعل ذلك بشكل عام بكن يجب ان يعترف كل منا في بلده اذا لم يكن ذلك قد تم بعد».
وطلبت اليونان من سفيرة سوريا في اثينا ومن دبلوماسيين سوريين اثنين اخرين مغادرة البلاد، كما اعلنت وزارة الخارجية في بيان الاربعاء.
وقال البيان ان «الامين العام للوزارة اليونانية السفير فاسيليس كاسكاريليس استدعى امس «الثلاثاء» سفيرة سوريا في اثينا وطلب منها مغادرة البلاد مع دبلوماسيين اثنين اخرين».
واليونان ترفض مواصلة النزاع في سوريا وتامل في «حل سياسي للمشكلة».
وافادت الوزارة ان امام السفيرة السورية والدبلوماسيين السوريين الاخرين «عشرة ايام لمغادرة البلاد».
وشارك وزير الخارجية ديمتريس افراموبولوس الاربعاء في مراكش في اجتماع مجموعة «اصدقاء الشعب السوري».
وستعقد المجموعة اجتماعها المقبل في ايطاليا بدون تحديد موعد.
واستكمالا للموقف الامريكي المتقدم حيال المعارضة السورية، قال وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية الأربعاء ان احمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض مدعو لزيارة واشنطن.