
واشنطن «وكالات» - حث الرئيس باراك أوباما الأمريكيين امس على التضامن بعد واقعة إطلاق رصاص في مدرسة ابتدائية بولاية كونيتيكت أسفرت عن سقوط قتلى قائلا إن قلوب الآباء في أنحاء البلاد «مفعمة بالألم» على الأرواح التي أزهقت.
وكرر أوباما أيضا في خطابه الإذاعي الأسبوعي الرسالة التي وجهها يوم الجمعة بعد ساعات قليلة من أسوأ حادث لإطلاق النار بشكل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة والتي دعا فيها إلى تنحية السياسة جانبا و»اتخاذ إجراءات ذات مغزى لمنع وقوع مآسي أخرى مثل هذه المأساة.»
وأمر اوباما بتنكيس الاعلام على كافة المباني الحكومية الاميركية طيلة اربعة ايام حدادا. وقال في كلمته وقد اغرورقت عيناه بالدمع ان «قلبنا محطم».
لكن أوباما لم يمض لأبعد من ذلك ولم يصل مرة أخرى إلى حد المطالبة على وجه التحديد بقوانين أكثر صرامة للرقابة على الأسلحة.
وقتل 26 شخصا على الأقل بينهم 20 طفلا عندما فتح رجل مدجج بالسلاح يوم الجمعة النيران في مدرسة ابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكت قبل أن يقتل نفسه.
وقال أوباما «نأسى لعائلات هؤلاء الذين فقدناهم. نتوجه بصلواتنا لعائلات أولئك الذين نجوا.»
وأشعلت نوبة إطلاق الرصاص من جديد الجدل حول الرقابة على الأسلحة في بلد تنتعش فيه ثقافة حمل السلاح وفيه جماعة ضغط قوية تدافع عن الحق في حمل السلاح مما يثني معظم السياسيين عن أي جهود كبيرة للتعامل مع سهولة توافر الأسلحة النارية.
وتجنب أوباما هذه القضية بشكل واضح أثناء حملته الانتخابية الناجحة هذا العام للفوز بفترة ولاية ثانية ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان مستعدا لاتخاذ نهج أكثر حزما الآن بعد أن فاز بفترة ولاية ثانية
واثار الحادث، ردود فعل غاضبة في العالم.
وفي نيويورك، رأى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان «استهداف اطفال عمل بغيض ويفوق التصور». واضاف ان «افكاره وصلواته تذهب الى عائلات الضحايا والى كل الذين روعتهم هذه الجريمة المروعة».
ووجهت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي لا تعلق عادة سوى على الحوادث التي تجري في دول اعضاء في الكومونولث، مساء الجمعة رسالة الى اوباما تؤكد فيها تأثرها.
وقالت «صدمني واحزنني النبأ الرهيب حول سقوط قتلى في نيوتاون وخصوصا وجود اطفال بين القتلى».
وعبرت مع زوجها الامير فيليب عن تعاطفها مع الرئيس الامريكي والشعب الامريكي في «هذه الاوقات الصعبة».
وفي لندن ايضا، اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه «صدم ويشعر بحزن عميق من هذا الحادث الرهيب الذي قتل وجرح فيه ابرياء».
وقال ان «التفكير بهؤلاء الذين انتزع منهم ابناؤهم في سن صغيرة يفطر القلب، بينما كانت الحياة باكملها امامهم».
اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فاكد ان المجزرة «روعته». وقال في رسالة الى اوباما ان «النبأ «...» روعني وارغب في التعبير لكم عن تأثري واستيائي».
واضاف «في هذه اللحظة الاليمة جدا للولايات المتحدة اعبر لكم عن تعازي باسمي وباسم الشعب الفرنسي. واشكر لكم ابلاغ اسر الضحايا بتضامني معها في هذه المحنة الرهيبة».
من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان «اود ان اعبر عن صدمتي بعد اطلاق النار المأسوي في مدرسة في كونيتيكت اليوم»، واضافت «في هذه الاوقات العصيبة افكر بالضحايا وبعائلاتهم وبالشعب الاميركي».
بدوره قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان «بعميق الصدمة تلقيت نبأ اطلاق النار المأسوي في كونيتيكت» الذي «قضى على ارواح يافعة مفعمة بالامل»، مضيفا «باسم المفوضية الاوروبية وباسمي الشخصى اقدم احر التعازي الى عائلات ضحايا هذه المأساة الرهيبة».
وفي موسكو، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تعازيه الصادقة» للرئيس الاميركي باراك اوباما بعد المجزرة، كما عبر عن «تعاطفه مع كل الشعب الاميركي».
وقال الكرملين في بيان ان بوتين اكد في برقية ان «كون معظم الضحايا اطفالا يسبب حزنا خاصا»، داعيا اوباما الى «نقل عبارات الدعم والتعاطف مع اقرباء الذين قتلوا».
وعبر الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو عن «تضامنه مع الشعب الاميركي والرئيس اوباما».
وفي كندا وصف رئيس الوزراء الحادث «بالنبأ الرهيب» وكتب على حسابه على تويتر ان «الكنديين يصلون من اجل التلاميذ والعائلات في كونيكتيكت الذين ضربهم هذا العنف الجنوني».
اما زعيم المعارضة اليسارية توماس مالكير زعيم الحزب الديموقراطي الجديد فقال ان «الالم والخوف اللذين نشهدهما يتجاوزان المنطق. المدارس يفترض ان تكون آمنة يتعلم فيها الاطفال ويكبرون ويتفتحون».
واضاف ان «استهداف قاتل لهذا العدد الكبير من الاطفال يغير قناعاتنا العميقة وفكرتنا عن مجتمعنا»، مؤكدا ان «الوقت حان للتفكير بما حدث وبوسائل منع وقوع مآس مماثلة».