
القاهرة - «ا. ف. ب»: فتحت مكاتب التصويت في مصر ابوابها امس للمرحلة الاولى من الاستفتاء على مشروع دستور اثار انقساما عميقا في البلاد وتسبب في العديد من المواجهات.
و تشمل المرحلة الاولى عشر محافظات بينها القاهرة والاسكندرية تضم حوالى 26 مليون ناخب مسجل، وتجري المرحلة الثانية من الاستفتاء السبت القادم وتشمل 17 محافظة.
وادلى الرئيس محمد مرسي بصوته في مكتب تصويت في ضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة دون ان يدلي باي تصريح.
وشهدت الاسابيع التي سبقت الاستفتاء العديد من التظاهرات التي تخلل بعضها صدامات عنيفة بين معارضي مرسي وانصاره وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين الذين قدم منهم الرئيس المصري.
وساد الهدوء صباح الامس الاسكندرية بعد اشتباكات الجمعة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
واطلقت الشرطة المصرية الغازات المسيلة لفض اشتباكات اندلعت مساء الجمعة بين متظاهرين اسلاميين موالين للرئيس محمد مرسي وآخرين معارضين له، كما افاد شهود عيان.
ويشمل الاستفتاء في المرحلة الاولى عشر محافظات هي القاهرة والاسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية واسيوط وسوهاج واسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء.
وتضم هذه المحافظات نحو 26 مليون ناخب مسجل.
واستدعي 130 الف شرطي و120 الف جندي لتامين الاستفتاء وحماية مكاتب الاقتراع.
وعند مدرسة جابر الصباح الثانوية في المقطم غير بعيد من مقر الاخوان المسلمين وقف عشرات الناخبين قبل بدء التصويت ينتظرون.
وقال قاسم عبد الله «48 عاما» «انه دستور يحقق الحقوق والاستقرار وساصوت بنعم».
من جهته، صرح ابراهيم محمود وهو مدرس يبلغ من العمر 54 عاما «صوت بنعم حتى يتمكن البلد من استعادة نشاطه من جديد».
لكن الطبيبة جيهان عبد العزيز «35 عاما» لا توافقه الراي. وقالت «اصوت بلا»، موضحة ان «الكثير من مواد هذا الدستور غير واضحة وغير مفهومة».
وايدتها نادية شكري «55 عاما» وهي ربة منزل «هل يعقل ان نصنع ديكتاتور بالدستور؟».
اما محمد حمادة «55 عاما» فقال «انه واحد من اهم ايام تاريخ مصر» مضيفا «رايي احتفظ به لنفسي وارفض التصريح به».
وفي مكتب اقتراع بمدرسة في حي السيدة زينب الشعبي وسط القاهرة قال عباس عبد العزيز «57 عاما» الذي يعمل محاسبا «اصوت بلا لاني اكره الاخوان المسلمين. ببساطة هم كذابين».
والرأي نفسه عبر عنه علي محمد علي «65 عاما» قائلا «صوت لمرسي «في الرئاسية» وكانت غلطة كبيرة. هذا الدستور سيء ولا يمنع عمل الاطفال ويفتح الباب لزواج القصر».
لكن عنايات السيد مصطفى «متقاعدة» اكدت انها «قرأت نص الدستور وما تقوله المعارضة خاطىء. انه دستور جيد»
من جهتها، عكست الصحف امس الانقسام الحاصل في البلاد بشان مشروع الدستور.
وعنونت صحيفة الوفد المعارضة على كامل صفحتها الاولى والاخيرة «لا لدستور ظالم» في حين عنونت صحيفة الحرية والعدالة لسان حزب الاخوان المسلمين على كامل صفحتها الاولى «نعم للدستور».
وعنونت اغلب الصحف المستقلة ضد مشروع الدستور، فكتبت المصري اليوم «لا لدستور الدماء» والتحرير «لآ» والوطن «الاستفتاء على دستورهم».
اما الصحف الحكومية فعنونت بشكل محايد ومتشابه جدا، بالنسبة للاهرام «مصر تقول كلمتها في الدستور اليوم» والجمهورية «اليوم مصر تقول كلمتها» في حين عنونت الاخبار بشكل اقرب للنعم «الدستور الجديد لا يصنع ديكتاوترا».
وانقسم المصريون بين مؤيد لاجراء الاستفتاء ورافض له.
ففي حين دعا انصار مرسي وخصوصا جماعة الاخوان المسلمين الى التصويت ب «نعم» لمشروع الدستور من اجل «عودة الاستقرار» للبلاد، دعت جبهة الانقاذ الوطني وقوى اخرى للتصويت بـ«لا» على مشروع دستور «غير توافقي ويقسم البلاد».
ودعا عمرو موسى القيادي في جبهة الانقاذ الوطني في كلمة وجهها الجمعة الى الشعب المصري الناخبين الى التصويت ضد مشروع الدستور في الاستفتاء مؤكدا انه «لن يحقق الوحدة ولن ياتي بالاستقرار».