
صالحي: روسيا والصين تقفان معنا ونقول لا لتغيير النظام بالتدخل الخارجي
فيروز: الغرب يعد خططاً لحرب عالمية وندعو حكماءه للإسراع بإزالة «باتريوت»
عواصم -(ا ف ب) - يرى خبراء ان النظام السوري المتكتل حول الرئيس بشار الاسد ما زال على الارجح متماسكا وقادرا في الوقت الراهن على تكذيب التكهنات الغربية بقرب سقوطه رغم نجاح المقاتلين المعارضين في تنفيذ هجمات في قلب دمشق وسيطرتهم على اجزاء واسعة من البلاد.
ويعتبر هؤلاء ان التصريحات الغربية الاخيرة عن وصول النظام الى ايامه الاخيرة، والتصريح الروسي المفاجىء عن احتمال انتصار المعارضة على الارض، دلائل على ان هذه الاخيرة تعزز مواقعها، لكنهم يرون ان سقوط الاول يتطلب اكثر من هذه الضربات الصغيرة.
ويقول براء ميخائيل، الباحث في المعهد الجيوسياسي الاسباني، ان النظام السوري «لا يمكن ان يسقط سوى بانقلاب او تدخل خارجي او من خلال زيادة هائلة في الدعم اللوجستي الذي تقدمه الدول الاجنبية للمقاتلين المعارضين في سوريا».
ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان ثمة «تصريحات دبلوماسية قوية لكن لا يجدر تقديرها باكثر مما هي عليه لان النظام ما زال يحافظ على الهيكلية العسكرية والمؤسساتية رغم انه يفاجأ في بعض الاحيان» بهجمات من المقاتلين المعارضين، كالتفجير الاخير في غرب دمشق الذي ادى الى اصابة وزير الداخلية السوري محمد الشعار.
وكانت مواقف دولية عدة ألمحت الى قرب سقوط نظام الرئيس الاسد. فقد اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن الخميس ان النظام «قريب من الانهيار الذي هو ليس سوى مسالة وقت».
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى ان تحدد الاسرة الدولية هدفا لها هو «دفع الاسد الى الرحيل في اسرع وقت ممكن»، بينما اعتبرت واشنطن ان «يأس النظام» يزداد.
وفي موقف هو الاول من نوعه، لم يستبعد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الخميس انتصار المعارضة في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، مشيرا الى ان النظام يفقد السيطرة «اكثر فاكثر»، وهو موقف سارعت موسكو الجمعة الى التراجع عنه.
ويضع مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن سلسلة فرضيات لهذا السيل من التوقعات.ويقول «اما انها بداية اجماع دولي لوضع حد للنظام او ان الدول الغربية على تواصل مع مجموعة مهمة ومؤثرة في الجيش النظامي يمكن ان تنقلب على الاسد، او انهم يزيدون من ضغطهم لدفع الاسد الى المغادرة لتفادي انهيار تام للدولة».
لكن مدير المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة واسعة من الناشطين في كافة المناطق السورية، يؤكد ان «الجيش النظامي ما زال قويا وقادرا على حماية اجزاء واسعة من الاراضي الممتدة من دمشق الى المناطق الساحلية»، حيث تتركز الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
لكن الاكيد ان الحضور العسكري والامني تآكل في مناطق عدة، وتكرار التفجيرات في دمشق لا سيما التي استهدفت مناطق امنية آخرها قرب وزارة الداخلية، والذي رجح مصدر امني سوري ان يكون نتيجة «خيانة»، يظهر ان الامن لم يعد ممسوكا كما كان عليه قبل انطلاق الاحتجاجات المطالبة بسقوط الاسد منتصف مارس 2011.
وتحول الرئيس الاسد الذي كان قبل عامين يقدم على انه البديل العصري للبلاد، الى شخص منبوذ من المجتمع الدولي، بينما يحظى معارضوه في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة بمزيد من الاعتراف، ولا سيما بعد مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في مراكش قبل ايام.
لكن النظام ما زال يعتمد على دعم ثلاثة حلفاء هم ايران وروسيا والصين، علما ان الاخيرتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن للحؤول دون صدور اي قرار يدينه.
وكانت موسكو اكدت بعد التصريحات المفاجئة لبوغدانوف، ان موقفها من الازمة السورية لم ولن يتغير.
وعلى ذات السياق قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان طهران لن تسمح مطلقا بانجاح او تمرير اي مشروع غربي للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد عن طريق القوة.
واضاف صالحي في تصريحات له امس بثتها وسائل الاعلام الايرانية الرسمية «ان الاعراف والمواثيق الدولية يتم انتهاكها الان ضد بلد مستقل وعضو مؤسس في الامم المتحدة في محاولة للضغط عليه لتغيير سياساته المناهضة للاحتلال والاستعمار والاحادية الدولية او لاسقاطه دون العودة الى راي الشعب السوري».
واكد «ان الشعب السوري هو وحده من له الحق والارادة والشرعية في تعيين الحاكم ونوع نظام الحكم ولا يحق لاي احد مطلقا ان يتصرف بهذا الحق من الخارج».
واوضح صالحي «ان القوى الاجنبية تحاول كل ما في وسعها لتغيير الحكم في سوريا وقد وصلت اوجها الان الا اننا نبذل كل ما لدينا وكل ما في وسعنا لمنع حصول هذا وبكل الوسائل المتاحة».
واعرب عن اعتقاده بان الروس والصينيين حاسمون وجازمون في هذا السياق بالوقوف معنا في نفس الموقف «لانه الموقف الوحيد والشرعي والمقبول وفق شرعة الامم المتحدة وما عداه فهو تحد سافر ولن نسمح به مجتمعين».
وقال صالحي «ان الاشهر القليلة المتبقية للحسم ستجبر المستكبرين وناقضي ميثاق الامم المتحدة على قبول التسوية السياسية طريقا وحيدا للحل».
من جانبه اعتبر رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروز ابادي السبت ان الدول الغربية «تعد خططا لحرب عالمية» بعزمها نشر بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود بين تركيا وسوريا. وقال المسؤول العسكري الكبير بحسب ما نقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية، ان «الدول الغربية وهي تسعى الى نصب صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية، تعد خططا لحرب عالمية. انه امر خطير جدا على الانسانية وحتى على مستقبل اوروبا». وبطاريات صواريخ باتريوت «موضع قلق كبير» وان كل بطارية منها «نقطة سوداء على الخارطة لاثارة حرب عالمية»، كما اضاف الجنرال الذي اعتاد الادلاء بتصريحات مدوية، في حين ان ايران هي احد اكثر الحلفاء قربا من نظام الرئيس السوري بشار الاسد.