
موسكو - (ا ف ب) - ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الاول بالمنطق «الخطير» الذي يعتمده الغرب عبر التمييز في رأيه بين ارهابيين «سيئين» في سوريا وآخرين «يمكن القبول بهم».
وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي في مقابلة مع قناة روسيا اليوم الناطقة بالانكليزية ان «زملاءنا الغربيين بدأوا يميزون بين ارهابيين +سيئين+ و(آخرين) +يمكن القبول بهم. هذا امر خطير جدا».
وكرر موقف موسكو التي اعلنت مرارا ان الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الرئيس بشار الاسد، مشددا على «اننا لا نبدي اهتماما بتغيير انظمة».
واوضح لافروف ان الدول الغربية التي تأمل بتنحي الاسد عرضت على موسكو ان تطلب من الاخير مغادرة السلطة مقابل حصوله على لجوء وضمانات امنية.
واضاف «جوابي بسيط جدا: على اصحاب هذا الاقتراح ان يخاطبوا الاسد مباشرة والا يستخدموا روسيا كوسيط».
واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان روسيا لا تريد ان تعم «الفوضى» في سوريا، مشددا على ان بلاده «ليست مدافعا عن السلطات السورية».
وقال بوتين في مؤتمر صحافي اثر قمة الاتحاد الاوروبي وروسيا في بروكسل ان «الاهم بالنسبة الينا هو النظام في سوريا»، داعيا جميع اطراف النزاع الى «الجلوس حول طاولة المفاوضات».
وعلى صعيد منفصل نقل عن وزير الدفاع الإيراني قوله امس إن نصب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ التي ارسلتها دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي لتعزيز دفاعات تركيا ضد اي هجوم محتمل من سوريا لن يضر إلا بامن تركيا.
وأقر حلف الاطلسي طلب تركيا تزويدها بانظمة دفاع جوي في وقت سابق من الشهر الجاري في خطوة تهدف لتهدئة مخاوف انقرة من ان تصيبها صواريخ سورية.
وتدعم إيران بقوة حليفها الرئيس السوري بشار الاسد في سعيه لقمع انتفاضة ضد حكمه مستمرة منذ 21 شهرا. وتعارض إيران نشر صواريخ الحلف بوصفه تدخلا في المنطقة وتحذر من ان من شأنه أن قد يؤدي الى اندلاع «حرب عالمية».
ونقلت ووكالة انباء الطلبة الايرانية عن وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي قوله امس «لن يفيد نصب صواريخ باتريوت في تركيا في تعزيز امنها بل انه سيضر بها, مضيفاً: «دائما ما يسعي الغرب لتحقيق وجهات نظره ومصالحه ونحن نرفض انخراط دول غربية في احداث اقليمية.»
ونفي وحيدي أن إيران تدرب قوات سورية للتصدي للمعارضة وقال وحيدي للوكالة «لا تحتاج سوريا للجمهوية الإسلامية لتدريب قواتها لان سوريا لديها جيش قوي اعد نفسه للتصدي للنظام الصهيوني إسرائيل.
ميدانيا هدد مقاتلون معارضون في ريف محافظة حماة وسط سوريا حيث يشنون منذ ايام هجمات ضد حواجز القوات النظامية، باقتحام بلدتين يقطنهما مسيحيون في حال عدم انسحاب هذه القوات منهما، بحسب شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتوجه قائد معارض عرف عن نفسه باسم «قائد لواء الانصار في ريف حماة رشيد ابو الفداء»، لسكان بلدتي محردة والسقيلبية الواقعتين الى الشمال الغربي من مدينة حماة، بالقول «نوجه اليكم هذا الانذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الاسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا واهلنا».
واضاف «والا فاننا سوف نوجه بواسلنا فورا باقتحام اوكار العصابات الاسدية وشبيحته»، وذلك في الشريط الذي بثه المرصد على موقع «يوتيوب». واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان البلدتين «تضمان عشرات الآلاف من السكان»، وان عددا من سكان محردة سبقوا ان غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية.
ويشن المقاتلون المعارضون منذ الاحد هجمات على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة، ما دفع عددا من السكان لا سيما في الريف الشمالي الى مغادرة منازلهم، بحسب المرصد. وفي الشريط، اوضح ابو الفداء ان «عمليات التحرير القائمة في ريف حماة حيث دحر جنود الطاغية وشبيحته في معظم قرى وبلدات ريف حماة بضربات من الجيش الحر، دفعت العناصر النظاميين الى ترك مواقعهم وتحصنهم في بلدتي محردة والسقيلبية»، وقاموا منها «بقصف قرانا بالمدافع والصواريخ وتهديم المنازل وقتل الاطفال وتهجير المدنيين». واشار الى ان عناصر لوائه حاولوا الاثنين اقتحام السقيلبية «للقضاء على العصابات الاسدية» التي اطلقت النار «من النوافذ والشرفات». لكنه اضاف «حرصا منا لعدم اذى الابرياء والشرفاء من هذه المدينة، قمنا بسحب قواتنا فورا».
وبدا ابو الفداء في الشريط يتلو بيانا وهو جالس بين رجلين يرتديان زيا عسكريا، بينما وقف خلفهم اربعة مسلحين يحملون رشاشات. ولف السبعة رؤوسهم بعصابات سوداء كتب عليها «لا اله الا الله». وطالب ابو الفداء اهالي المدينتين «بفتح جميع الابواب امام ابطال الجيش الحر كي يتمكن من القضاء على جنود الطاغية وشبيحته»، مؤكدا ان هؤلاء ما تحصنوا فيهما «الا من اجل الفتنة الطائفية».
ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة. ويتخوف كثيرون منهم من ان تفرز «الثورة» حكما اسلاميا متطرفا مناهضا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود.