
دمشق- «ا.ف.ب» - بدأ موفد الجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي امس محادثاته مع المعارضة الداخلية غداة لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الذي تشهد بلاده اعمال عنف اودت بحياة اكثر من 44 الف شخص حتى الآن.
وقالت صحافية من وكالة فرانس برس ان الابراهيمي التقي وفد المعارضة الذي يضم ستة اشخاص يقوده حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي المتمركزة في سوريا وتغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها.
ويرافقه خصوصا محمد ابو قاسم من حزب التضامن وبسام تقي الدين.
وتضم هذه الهيئة احزابا قومية عربية واكرادا واشتراكيين وماركسيين.
وهي قريبة من روسيا وترفض اي فكرة لتدخل خارجي اجنبي في سوريا.
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية انها «تعلن رفضها لاي مبادرة تحاول وضع السوريين امام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة او استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته».
وحذرت اللجان من «منح الفرص مجددا للنظام ومنحه المزيد من الوقت للاستمرار بالقتل والتدمير»، مؤكدة ان «رحيل الاسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل».
واكدت ان «اي خطة تقضي بمنح الحصانة من المحاسبة والمحاكمات العادلة لاركان نظام القتل ومسؤوليه هي خطة مرفوضة لأنها تهدد فرص نجاح السوريين في تحقيق العدالة، وتقضي على اي فرصة للمصالحة الوطنية».
ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة اغتالوا امس مسؤولا في المخابرات العسكرية قرب دمشق وسيطروا على بلدة حارم في محافظة ادلب.
وقال المرصد ان «رئيس مفرزة المخابرات العسكري في مدينة جرمانا قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل الاثنين الثلاثاء وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في المدينة اسفرت عن اصابة خمسة مواطنين».
واضاف ان «رئيس المفرزة وصل مع عناصر الى المكان وتم استدراجهم الى مبنى واطلق الرصاص عليهم مما ادى الى اصابته بجروح خطرة فارق الحياة على اثرها».
من جهة اخرى، تتعرض مدن وبلدات داريا والمعضمية ويلدا بريف دمشق «للقصف من قبل القوات النظامية بينا دارت اشتباكات بين القوات النظامية مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط ادارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا منتصف ليل الاثنين الثلاثاء»، حسب المرصد.
وفي محافظة ادلب «شمال غرب» «سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على بلدة حارم بشكل كامل بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم آخر معاقل القوات النظامية والمسلحين التابعين لها والموالين لها»، حسب المرصد.
واضاف ان ذلك تم «اثر استسلام ما تبقى من عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بعد حصار استمر لاشهر واشتباكات عنيفة سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى».
الى ذلك قال قائد عسكري إن مقاتلي المعارضة السورية يحاصرون قواعد ومطارات عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد في انحاء محافظة حلب الواقعة بشمال البلاد لكنهم يواجهون صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات تستطيع حتى ان تنطلق من المطارات المحاصرة.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر لرويترز ان قواته تقاتل بدون اي مساعدة من الحكومات الغربية والعربية التي ترغب في الإطاحة بالأسد من السلطة.
وقال العكيدي الذي يقود ما بين 25 ألفا جندي و30 ألفا في انحاء محافظة حلب ان مقاتلي المعارضة غيروا استراتيجيتهم من قتال قوات الأسد في المدن إلى محاصرة قواعده في الريف بهدف التشجيع على حدوث انشقاقات وإضعاف المواقع كي يتسنى اقتحامها.
وساعد ذلك في تراخي قبضة الأسد في شمال وشرق البلاد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 21 شهرا والتي يقول نشطاء انها حصدت بالفعل أرواح اكثر من 44 ألف سوري.
وقال العكيدي في المقابلة التي اجريت معه في مركز قيادته بريف حلب انهم استقروا على هذه الاستراتيجية في الآونة الاخيرة. وأضاف أن الوضع بالنسبة لقواته على الأرض جيد تماما.
وقال العكيدي الذي كان جالسا امام مكتب بجانب علم الثورة السورية إن قواته خفضت عملياتها القتالية في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
وأضاف أنهم اضطروا في البداية لمهاجمة قوات الأسد في الأحياء لطردهم منها حتى لا يلحقوا أي أذى بالمدنيين. وتابع انه بعد اكتساب الخبرة القتالية قرروا العودة إلى الريف لتحرير القواعد العسكرية الكبيرة المحصنة بالدبابات والصواريخ والمدفعية وقذائف المورتر بالاضافة إلى الطائرات. ومضى يقول ان الحصار يقطع خطوط الإمداد عن هذه القواعد والأهم انه يساعد عناصر من الجيش السوري على الانشقاق مما يجعل من الأسهل اقتحامها في نهاية المطاف.
ويقود الجيش السوري الحر بشكل كبير ضباط انشقوا عن قوات الأسد . ومع ذلك فقد بذلت المعارضة جهودا كبيرة لجذب أعداد كبيرة من المنشقين ولكن لم يتخل سوى عدد قليل من كبار المسؤولين عن الحكومة.
وقال العكيدي إن قواته تحاصر حاليا ثلاثة مطارات عسكرية هي كويريس والنيرب ومنغ ومبنى لمخابرات القوات الجوية.
ويعتمد الأسد بشكل متزايد على مقاتلاته التي ما زالت تستطيع الإقلاع من قواعد محاصرة لضرب مقاتلي المعارضة غير المسلحين جيدا.
وقال العكيدي الذي يقدر ان الأسد لم يعد لديه سوى أقل من 100 طائرة قادرة على الطيران ان المشكلة الوحيدة التي تواجههم هي القوة الجوية بعد ان اعتادوا على قتال الدبابات وقصفها.
وتابع انهم اعتادوا على الاستيلاء على قواعد عسكرية تضم دبابات وحاملات جند مدرعة لكنهم لا يستطيعون السيطرة بعد على طائرات لكنه أعرب عن امله ان يتمكنوا من ذلك قريبا.
وقال العكيدي ان قوات الأسد تستخدم طائرات هليكوبتر بالإضافة إلى مقاتلات ميج وسوخوي الروسية الصنع لضرب مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا يفتقرون للصواريخ المتطورة المضادة للطائرات.
لكن العكيدي قال ان قواته لا تحصل على اي مساعدة من الخارج رغم التقارير التي أفادت بأن قطر والسعودية تسلحان مقاتلي المعارضة.
وقال انهم لم يتلقوا اي مساعدة من اي دولة عربية أو اجنبية لا نقود ولا أسلحة بل مجرد وعود جوفاء. وتابع انه يبدو ان أحدا لا يريد سقوط نظام بشار في المستقبل القريب حتى تدمر البلاد بالكامل وتدمر بنيتها التحتية تماما. وقال انه لا تعنيهم الدماء السورية.
وقال العكيدي الذي انشق في بداية عام 2012 إن أكثر من 90 في المئة من ريف حلب ونحو 80 في المئة من المدينة التي كانت ذات يوم مركزا تجاريا مزدهرا بات تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وتحدث عن تصاعد مستوى الانشقاقات ولا سيما من المسلمين السنة من قوات دمشق التي ينحدر أغلب قادتها من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وقال إنه حدث الكثير من انشقاقات الطيارين وبوجه عام فإن معظم الطيارين السنة انشقوا.
وفي إشارة الى الطيارين العلويين الذين بقوا ولم ينشقوا تساءل العكيدي عما يدافعون. وقال إنهم يعرفون أنهم يدافعون عن بشار الأسد الذي يعرفون أنه سيتركهم ويهرب. ولذلك فليس لديهم إرادة للقتال. ولا يوجد مبدأ أو هدف يقاتلون من أجله.
وأضاف قوله إن كثيرا من الجنود انشقوا بعد حصار في الآونة الأخيرة لكلية للمشاة قرب حلب بينما هرب قائد الكلية بالطائرة. وقال الكعيدي أن روحهم المعنوية دمرت بسبب هروب قائدهم ولم يعد لباقي العناصر رغبة في القتال.
ومضى الكعيدي يقول ان قوات أخرى استسلمت بينما قتل آخرون استمروا في المقاومة ووقع في الأسر عدد كبير منهم. واضاف انهم يعاملون معاملة الأسرى وفق تعاليم الاسلام ومعاهدات جنيف. واستولى مقاتلو المعارضة أيضا على نحو 70 دبابة وقذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف.
وقال أبو النصر احد جنود لواء التوحيد الذي شارك في العملية «كنا نظن اننا سنلقى مقاومة شديدة. ولكنهم هزموا كالأرانب