بيشاور «باكستان» - «ا. ف. ب»: فتح زعيم حركة طالبان الباكستانية المتمردة حكيم الله محسود في شريط فيديو سلم الى عدد من وسائل الاعلام بينها وكالة فرانس برس، الباب امام محادثات للسلام مع حكومة اسلام اباد لكنه رفض تسليم اسلحة مجموعته. وقال محسود في شريط فيديو تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه «من السخيف ان يطلب منا تسليم اسلحتنا قبل الدخول في مفاوضات. نحن احرار ومستقلون ومستعدون للتفاوض».
ووضع الزعيم المتمرد شرطا مسبقا للدخول في مفاوضات مع اسلام اباد هو ان تقطع الحكومة الباكستانية اولا علاقاتها مع واشنطن.
وقال «اذا انخرطت باكستان في مفاوضات وظلت في الوقت نفسه عبدة للولايات المتحدة فهذا لن يؤدي الى اي شيء لان العبد لا يمكنه اتخاذ قرارات مستقلة». ومحسود الذي تحدث في الشريط بلغة الباشتو هو احد اهم المطلوبين لدى الولايات المتحدة التي وضعت مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار مقابل اي معلومة تقودها اليه.
ومنذ تأسيسها في 2007، تشن حركة طالبان باكستان هجمات على قوات الامن الباكستانية خلافا لطالبان افغانستان الذين يستهدفون حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية المتحالفة معه.
وفي الاشهر الاخيرة تبنت حركة طالبان الباكستانية الهجوم على الناشطة الشابة المطالبة بحقوق التعليم للبنات ملالا يوسف زاي وبشير بيلور احد اشرس معارضيها نائب رئيس حكومة ولاية خيبر باختونخوا «شمال غرب».
وتقع هذه الولاية على تخوم المنطقة القبلية التي تعد معقلا لمتمردين وجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
ولم توضح حركة طالبان تاريخ تسجيل هذا الفيديو. الا ان حديث محسود في الشريط عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف السبت الماضي نائب رئيس حكومة اقليم بيشاور بشير بيلور وادى الى مقتله مع ثمانية اشخاص آخرين، يعني ان الفيديو سجل بعد ذلك.
ويجري الاعداد لمحادثات سلام في افغانستان المجاورة على امل احلال السلام في البلاد بعد رحيل الجزء الاكبر من جنود الحلف الاطلسي نهاية 2014.
لكن عملية السلام بين طالبان الباكستانية وحكومة اسلام اباد تراوح مكانها. وقال ميان افتخار حسين وزير الاعلام في ولاية خيبر باختونخوا وكبرى مدنها بيشاور لوكالة فرانس برس ان «عرض طالبان يشكل مرحلة ايجابية. نتفهم التقاليد القبلية التي تمنعهم من تسليم اسلحتهم لكن عليهم وقف العنف». واضاف انه على عناصر «طالبان ان ينسوا كل ما حصل لهم ونحن ايضا مستعدون لنسيان كل ما حدث لنا. اعلنت الحكومة تشكيلة فريق مفاوضيها وعلى طالبان الاعلان عن فريقها وعن برنامجها».
واكد محسود في تسجيل الفيديو ان «هدف حياتنا هو تطبيق الشريعة الاسلامية»، مؤكدا ان الديمقراطية «منافية للاسلام». وتحدث عن علاقات وثيقة بين حركته وحركة طالبان الافغانية وتنظيم القاعدة الذي يرفع راية الجهاد العالمي. واضاف حكيم الله محسود الذي ظهر بقربه الرجل الثاني في قيادة طالبان باكستان ولي الرحمن «لا فرق بين المجاهدين المحليين والاجانب. القاعدة والمجاهدون الافغان اخوتنا وضحوا بحياتهم من اجلنا وقدمنا تضحيات من اجلهم وسنواصل فعل ذلك».
وكانت وسائل اعلام تحدثت مؤخرا عن انقسام داخل قيادة هذه الجماعة المتمردة التي تريد اقامة حكومة اسلامية على رأس باكستان.
وقال ولي الرحمن «جرت دعاية في وسائل الاعلام حول انقسام في حركة طالبان باكستان. ليس هناك اي خلاف بيننا نحن متحدون».
وولي الرحمن ايضا مطارد من قبل الولايات المتحدة التي تقصف طائراتها باستمرار شمال باكستان.
وقد قتل مؤسس الجماعة بيعة الله محسود في واحدة من هذه الغارات في اغسطس 2009.
وذكر مسؤولون امنيون ان اربعة «متمردين» على الاقل قتلوا الجمعة في غارات جديدة شنتها طائرات امريكية من دون طيار في منطقة قبلية شمال غرب باكستان. وقال مسؤول امني كبير لوكالة فرانس برس ان الصواريخ استهدفت منزلا في قرية غوربوز التي تبعد 65 كلم عن ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان، الاقليم القبلي الذي يعتبر مركز التيار الجهادي في شمال باكستان قرب افغانستان.
