موسكو - «ا. ف. ب»: اجري موفد الجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا الاخضر الابراهيمي في موسكو التي زارها امس محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تسعى بلاده الى تسوية للازمة السورية بينما رفضت المعارضة التفاوض.
وكان لافروف صرح في مؤتمر صحافي الجمعة ان روسيا تريد من اللقاء مع الابراهيمي «تكوين فكرة شاملة، تتضمن وجهات نظر الطرفين» في النزاع الدائر في سوريا.
وتأتي زيارة الابراهيمي بينما تكثف روسيا التي تعد واحدة من آخر الدول التي تدعم النظام السوري، اتصالاتها الدبلوماسية في محاولة لايجاد مخرج للازمة السورية.
وقد شهدت نشاطا دبلوماسيا مكثفا بشأن النزاع واستقبلت نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.
وكان الناطق باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش اعتبر الخميس انه من الضروري «القيام بمبادرات نشطة وحازمة من اجل وقف حمام الدم» في سوريا. ونفى بشكل قاطع وجود اتفاق بين الروس والامريكيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد الى حين انتهاء ولايته في 2014، كما اوردت بعض الصحف.
من جهته، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الجمعة لوكالة انباء ريا نوفوستي ان الخارجية الروسية وجهت دعوة الى معاذ الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف حل النزاع السوري.
لكن رئيس الائتلاف الوطني المعارض رفض دعوة روسيا الى موسكو وطالبها بتقديم اعتذار لتدخلها في الشؤون السورية.
وقال الخطيب «قلنا بشكل صريح لن نذهب الى موسكو. يمكن ان نجتمع في دولة عربية حصرا على ان يكون هناك جدول اعمال واضح».
واضاف «اذا كان لدى الحكومة الروسية جدول اعمال واضح في دولة محايدة وعبر السيد الابراهيمي، سنتشاور في الامور ونرد عليهم. اما موضوع كسب وقت اضافي، فالشعب السوري لم يعد عنده وقت من اجل هذا الموضوع».
وردا على ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس ان رفض ائتلاف المعارضة السورية إجراء محادثات مع حكومة الرئيس بشار الأسد يرقى الى أن يكون طريقا مسدودا.
وقال لافروف «نحن على ثقة من أن هذا موقف يعني طريقا مسدودا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع». وكرر لافروف موقف روسيا بأن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لعملية سياسية.
وقال لافروف إن الوضع في سوريا يتفاقم لكن الفرصة لا تزال قائمة للتوصل لحل تفاوضي للأزمة السورية المستمرة منذ 21 شهرا والتي اودت بحياة أكثر من 44 ألف شخص.
واضاف قائلا ان الرئيس بشار الاسد يصر على البقاء في الحكم «حتى النهاية» ومن المتعذر اقناعه بغير ذلك.
وقال ان «الاسد قال مرارا انه لا ينوي الذهاب الى اي مكان، وانه سيبقى في منصبه حتى النهاية... وليس ممكنا تغيير هذا الموقف».
من جانبه قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي امس ان البديل للعملية السياسية في سوريا هو «الجحيم». وقال الابراهيمي عقب محادثات مع لافروف «اذا كان البديل الوحيد هو إما الجحيم أو العملية السياسية فينبغي علينا جميعا أن نعمل دون توقف تجاه العملية السياسية
من جهة اخرى، اعلنت الامم المتحدة ان اجتماعا للجهات المانحة لسوريا سيعقد في 30 يناير برئاسة امينها العام بان كي مون في الكويت لجمع مزيد من المساعدات الانسانية للمدنيين السوريين. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية نقلا عن بان كي مون في بيان انه «على الاسرة الدولية بذل مزيد من الجهود لتخفيف معاناة ملايين الاشخاص في سوريا والبلدان المجاورة». وكان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح اعلن الاثنين عن هذا الاجتماع للمانحين من دون تحديد موعد عقده.
واكد المتحدث ان بان «قلق للغاية ازاء التدهور السريع للوضع الانساني في سوريا».
واضاف «هذا الشتاء تكافح اسر كثيرة لتوفير مكان دافىء بدون ملاجىء وملابس مناسبة ووقود للتدفئة»، مؤكدا ان «الاطفال يشكلون اكثر من خمسين بالمئة من المدنيين المتضررين بهذه الازمة».
واوضح بان كي مون ان الاجتماع سيشكل «المناسبة المنتظرة للبحث في نقص التمويل» للمساعدات الانسانية في سوريا.
وذكرت الامم المتحدة بان وكالاتها بحاجة الى 1,5 مليار دولار لتوفير التمويل الكافي حتى يونيو المقبل لمساعدة ما يصل الى مليون لاجئ سوري الى جانب اربعة ملايين سوري تضرروا في النزاع لكنهم لم يغادروا بلدهم.
وسجلت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة اكثر من 500 الف لاجئ سوري وباتت تتوقع ان يصل عدد هؤلاء الى مليون بحلول يونيو 2013، اي ما يقارب 4.4 في المئة من عدد سكان سوريا قبل الازمة.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 21 شهرا ادى الى سقوط 45 الف قتيل.
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري سيطر امس على حي دير بعلبة المحاصر في مدينة حمص «وسط» التي تشهد ازمة انسانية خطيرة بسبب المعارك.
وقال المرصد ان «القوات النظامية سيطرت على دير بعلبة بمدينة حمص بعد انسحاب مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة من الحي على اثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت لعدة ايام». واضاف المرصد في بريد الكتروني ان العملية «رافقها قصف عنيف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي». وتابع ان «الحي يعيش ظروفا انسانية مزرية ووردت انباء عن سقوط شهداء وجرحى لم يتمكن المرصد السوري لحقوق الانسان من توثيقها بسبب صعوبة التواصل مع نشطاء الحي». ويتخذ المرصد من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على ناشطين واطباء على الارض في جميع انحاء سوريا.
وكانت حمص شهدت في فبراير هجوما واسعا للجيش الذي قصف مناطق سكنية ما ادى الى مقتل 700 شخص معظمهم من المدنيين.