
القاهرة - «وكالات»: اتفقت حركة تحرير فلسطين «فتح» وحركة المقاومة الاسلامية «حماس» على دعوة لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في الاسبوع الاول من فبراير المقبل للاتفاق حول الجدول الزمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ملف المصالحة «رزمة واحدة وبشكل متواز».
جاء ذلك في بيان مشترك امس في ختام لقاءات بين وفدي الحركتين فتح وحماس بحضور رئيس المخابرات العامة الوزير المصري رأفت شحاتة وكذلك اجتماع الرئيس محمد مرسي أمس الاول مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لبحث سبل تنفيذ اتفاق الوفاق الوطني الموقع في القاهرة في مايو 2011.
وذكر البيان أن الطرفين ابديا خلال اللقاءات روحا ايجابية ومسؤولية عالية حيث تم الاتفاق على البدء الفوري في تنفيذ آليات الاتفاقات السابقة على ان يتم دعوة كافة الفصائل خلال الايام القادمة.
وأضاف أنه «يلي ذلك دعوة لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في الاسبوع الاول من شهر فبراير 2013 للاتفاق حول الجدول الزمني لتنفيذ القضايا كافة في اطار رزمة واحدة وبشكل متواز».
ولفت البيان الى أن ذلك يأتي في اطار الجهود التي تبذلها مصر لانهاء الانقسام ورأب الصدع بين الفلسطينيين وبدعوة من الرئيس مرسي.
والتقى الرئيس محمود عباس زعيم حركة فتح ومقرها بالضفة الغربية وخالد مشعل زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة وجها لوجه للمرة الأولى منذ أكثر من عام لمناقشة سبل تنفيذ اتفاقهما الذي تم التوصل اليه في القاهرة عام 2011.
واختلف زعيما الحركتين اختلافا شديدا منذ سيطرت حماس على قطاع غزة من حركة فتح بالقوة في عام 2007. ولكن حدث تقارب بين الحركتين منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في نوفمبر والذي أعلنت حماس انتصارها فيه ومنذ فوز دبلوماسي حققه عباس في الشهر نفسه عندما صوتت الأمم المتحدة لصالح الاعتراف بفلسطين «دولة غير عضو».
وقال مسؤول مصري رفيع شارك في المحادثات وطلب ألا ينشر اسمه لرويترز هاتفيا من القاهرة «تم الاتفاق على ان يبدأ الجانبان على الفور تنفيذ الآلية التي اتفق عليها من قبل للاتفاق الموقع».
وقال نبيل أبو ردينة المساعد الرفيع لعباس ان الرئيس الفلسطيني عقد اجتماعا مطولا مع مشعل «في جو إيجابي». واضاف قوله انه تم الاتفاق على عقد مزيد من الاجتماعات لكنه رفض الإفصاح عن التفاصيل. ولم يتسن الحصول على تعقيب من حركة حماس.
وقال المسؤول المصري ان المناقشات لإيحاد سبل تنفيذ اتفاق الوحدة الذي تم التوصل اليه في مايو 2011 بالقاهرة جرت «بروح إيجابية» وان الفئتين المتنافستين سوف تجتمعان مرة أخرى في الأسبوع الأول من فبراير شباط للاتفاق على جدول زمني.
وكان وسطاء مصريون يأملون عقد اجتماع مباشر يضم عباس ومشعل والرئيس المصري محمد مرسي في قاعة واحدة ولكن في المساء اجتمع عباس ومشعل بدون مشاركة مرسي. ويرفض عباس أي صيغة توحي بإعطاء زعيم حماس وضعا مماثلا لوضعه.
وينبع جانب كبير من التوتر بين الحركتين من مواقفهما المختلفة بشأن المحادثات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. فحماس ترفض أساسا حق إسرائيل في الوجود لكنها تقول إنها قد تدرس هدنة طويلة الأجل وعباس يرفض العنف ومستعد للحوار بشأن السلام بشروط معينة.
وتبادلت الحركتان الاتهامات بشأن عمليات الاعتقال المستمرة لأعضاء من حماس على أيدي فتح في الضفة الغربية ولأعضاء من فتح في غزة التي انتزعت حماس السيطرة عليها عام 2007.
ودعا اتفاق الوحدة الذي صاغته مصر العام الماضي الطرفين لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات وعلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها عباس بحيث تضم حماس وجماعة الجهاد الإسلامي.
ويقول عباس إن حماس تعرقل التسجيل للانتخابات في غزة ويقول مشعل إن الاتفاق يجب ان ينفذ بالكامل مع إطلاق سراح سجناء حماس المعتقلين في الضفة الغربية.
واتهم مسؤول بارز من حماس في غزة عباس بالتلكوء في تنفيذ المصالحة وابطاء وتيرتها لأنه ما زال يأمل في إنعاش محادثات السلام المتعثرة مع إسرائيل.
وقال صلاح البردويل في بيان «معلوماتنا تشير الى أن الرئيس عباس سيتجه الى المفاوضات مع الاحتلال عقب الانتخابات الاسرائيلية».
ومن المقرر ان تجري إسرائيل انتخابات برلمانية يوم 22 من يناير. وانتقدت إسرائيل جهود الوحدة الفلسطينية خوفا من ان تتفوق المساندة الشعبية لحماس التي تعتبرها إسرائيل وحكومات غربية جماعة إرهابية على حكومة عباس التي تنبذ العنف ضد إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء «إنهم يستكشفون سبل التوحيد بين فتح والإرهابيين الذين يريدون تدمير دولة إسرائيل والذين أطلقوا صواريخ على مدننا».
وأضاف قوله «ولذا فنحن نعرف أن أي ارض نجلو عنها ستسيطر عليها حماس وإيران ولن نسمح ان يحدث هذا.