
بروكسل - «كونا»: اكدت الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان امس ان للمحكمة الجنائية الدولية دورا رئيسا في تسوية الأزمة السورية.
وقالت رئيسة الفيدرالية التي تمثل 164 منظمة ترعى حقوق الانسان حول العالم سهير بلحسن في بيان صحافي «ان السلام في سوريا يمكن فقط ان يكون فاعلا في حال مثل المسؤولون عن الجرائم الأبشع امام العدالة أيا كانت انتماءاتهم ولايمكن بناء مستقبل سوريا دون مكافحة قوية للافلات من العقوبة».
ومن المقرر ان تتقدم سويسرا اليوم برسالة الى رئيس مجلس الأمن بالاشتراك مع اكثر من 50 دولة تطلب فيها احالة الأزمة السورية الى المحكمةالجنائية الدولية.
واعتبرت بلحسن ان المبادرة السويسرية سوف تفرض ديناميكية يتعين دعمها من اكبر عدد ممكن من الدول. سياسيا وعلى ذات صعيد الازمة دعت روسيا امس الاول إلى انطلاق عملية انتقال سياسي في سوريا لحل الصراع الدائر هناك منذ ما يقرب من عامين ولكنها أكدت في الوقت ذاته أن السوريين وحدهم لهم الحق في تقرير مصيرهم دون تدخل خارجي. وذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية أن «المهمة ذات الأولوية الآن هي الوقف الفوري لأعمال العنف وسفك الدماء إضافة إلى توفير المساعدات للنازحين السوريين سواء داخل سوريا أو خارجها».
وأضاف البيان «في الوقت نفسه لا بد من تأمين إطلاق عملية الانتقال السياسي في سوريا تهدف إلى تكريس الحقوق المكفولة وفقا للقانون لجميع المجموعات العرقية في البلاد».
وقالت وزارة الخارجية الروسية «مثلما كان الحال من قبل نؤكد بشدة مقولة أن مستقبل سوريا يجب ان يقرره السوريون انفسهم دون تدخل من الخارج أو املاء وصفات جاهزة لما ستؤول اليه الامور».
يأتي ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه القوات الحكومية سيطرتها على معظم ضاحية داريا الاستراتيجية وذلك في الوقت الذي دارت فيه معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في ريف دمشق.
ونقلت وكالة اسوشتيدبرس للأنباء عن المسؤول السوري قوله إن «منطقة داريا ستكون آمنة في غضون أيام قليلة». وذكرت مصادر من المعارضة السورية بمقتل مائة وثمانية اشخاص في اشتباكات وقصف استهدف دمشق وريفها وعددا من المدن الأخرى.
وتأتي دعوة موسكو بعد يوم واحد من اجتماع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي مع مسؤولين أمريكيين وروس في جنيف في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السورية. وعلى الرغم من أن الاجتماع لم يسفر عن نتائج إلا أن الابراهيمي أكد توافق كافة الأطراف على استبعاد الحل العسكري للصراع في سوريا.
وقال الابراهيمي عقب اجتماعه مع مساعد وزيرة الخارجية الامريكية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «شددنا مجددا على انه من وجهة نظرنا لا حل عسكريا للنزاع».
وأضاف الابراهيمي «في حال سألتموني عما اذا كان هناك حل قريب. فأنا غير متأكد من ذلك. لكن ما أنا متأكد منه ان هناك ضرورة قصوى لمواصلة العمل على حل سلمي. المجتمع الدولي بشكل عام وأعضاء مجلس الأمن بشكل خاص هم القادرون على ايجاد المخرج الضروري لتسوية المشكلة بشكل فعلي». وأوضح الابراهيمي أنه سيرفع تقريرا عن مهمته إلى مجلس الأمن بحلول نهاية الشهر الجاري.
واختلفت روسيا والولايات المتحدة بشأن ما الذي يعنيه اتفاق يونيو حزيران بالنسبة للاسد حيث تقول واشنطن انه يبعث برسالة واضحة تفيد بضرورة رحيله فيما تقول روسيا انه لا يعني ذلك.