
عواصم – وكالات : زار رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي طهران امس، بينما يتوقع أن تعقد الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي اجتماعا حول سوريا نهاية يناير الجاري، وعلى الأرجح على هامش عرض تقرير للموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
ونقل عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهنبراست قوله إن رئيس الوزراء السوري يزور طهران على رأس «وفد سياسي واقتصادي رفيع» من دون إعطاء توضيحات أخرى حول مدة هذه الزيارة والمواضيع التي سيتم التطرق اليها.
وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الثورة التي انطلقت سلميا في مارس2011 وتحولت لاحقا لمواجهات مسلحة سقط فيها عشرات آلاف القتلى وتسببت في نزوح وتشريد مئات الآلاف. وتدعو طهران لمفاوضات بين الحكومة والمعارضة، لكن الأخيرة ترفض أي تورط لإيران في حل النزاع وأي حوار قبل تنحي الأسد.
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي دعا الخميس من العاصمة المصرية القاهرة الدول المجاورة لسوريا لتشجيع حل سياسي للنزاع ومنع أي تدخل خارجي. وجاء هذا غداة الإفراج عن 48 رهينة إيرانيا كانوا محتجزين منذ أكثر من خمسة أشهر بيد المعارضين المسلحين السوريين مقابل ألفي سجين، في مبادرة غير مسبوقة من جانب دمشق لصالح حليفها الإيراني.
من جهة أخرى قال دبلوماسي روسي إن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ستعقد اجتماعا حول سوريا نهاية الشهر الجاري.
وأضاف ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية «لقد أيدنا فكرة عقد اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية وربما تحديدا بمناسبة عرض تقرير الإبراهيمي في نيويورك».
وردا على سؤال حول مستوى المشاركين بهذا اللقاء، أكد بوغدانوف أن موسكو منفتحة على «أي فكرة». وأشار إلى أن ««لقاء» وزاريا غير مرجح كثيرا. سيكون إما على مستوى نواب الوزراء أو على مستوى الممثلين الدائمين».
وتسود حالة من الانقسام وسط الدول الأعضاء الدائمة العضوية بمجلس الأمن، إذ أن روسيا والصين تعتبران من أكبر الداعمين للأسد، في حين تطالب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا برحيله.
وفي السياق قال المبعوث الأممي العربي السابق لسوريا كوفي أنان إن غياب القيادة بالمجتمع الدولي بشأن تلك الأزمة عرقل تطبيق خطته للوصول لتسوية الأزمة، ونفى الاتهام بأن جهوده للوساطة أدت لتصاعد العنف بين النظام السوري ومعارضيه.
وقال انان ان خلفه الأخضر الإبراهيمي لم يحصل على المساعدة التي يحتاجها للنجاح في دور الوساطة لحل الازمة في سوريا منتقدا الدول التي لا تعتقد في الوساطة وتفتقر إلى الشجاعة لتقديم بديل.
وذكر السكرتير العام السابق للامم المتحدة خلال توقيع كتابه الجديد «تدخلات حياة في الحرب والسلام» أن «الإبراهيمي لا يتلقى الدعم الذي يحتاجه. هناك أناس لا يؤمنون بالوساطة وبالعملية السياسية. أولئك الذين يقولون ان الوساطة مضيعة للوقت لم يقدموا أي بديل ولم يتدخلوا» لحل الأزمة السورية.
وأضاف أن الأسلحة والميليشيات تتدفق في هذه الأثناء إلى سوريا ولا أحد يعلم الى أين تتجه هذه الأسلحة رافضا الحجة القائلة بأن «الوساطة تعطي الرئيس الأسد المزيد من الوقت «لقتل شعبه» وتوسيع نطاق الحرب».
وحذر من أن «هذه هي الحرب الوحيدة التي رأيت الناس فيها يصلون كي لا نتوصل لمحاولة لوقفها وحماية الشعب والوصول الى أرضية للتفاوض».
وأكد أنه يشاطر رأي الإبراهيمي بأنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع مشيرا الى أنها «ليست الحالة التي يكون فيها جانب واحد فائزا والآخر ميتا. إنه صراع ينذر بحرب طائفية قادمة».
وتابع «بصراحة قد يكون هناك كثير من السوريين ليسوا مع الرئيس «الأسد» لكنهم لا يعرفون ما هو آت وما ستجلبه المعارضة وما يخبئه المستقبل» محذرا من أنه إذا لم توضع مقترحات على الطاولة السياسية والسماح باستمرا القتل فإن الجمود سيستمر لفترة طويلة.
ودعا الناس الذين يريدون أن يروا نهاية لاراقة الدماء في سوريا لرفع أصواتهم مضيفا أنه «هناك نقص في القيادة بخصوص المجتمع الدولي.. نحن بحاجة إلى قيادة من «الرؤساء» أوباما وبوتين».
وكان عنان استقال في أغسطس الماضي من منصبه كوسيط في الملف السوري بعد شعوره بالإحباط إزاء الوضع على الأرض في سوريا والانقسام بين أعضاء مجلس الأمن الدولي الأمر الذي جعل الجسم كله على طريق مسدود بشأن هذه القضية.
على جبهة دبلوماسية أخرى، رفعت سويسرا رسالة موقعة من 55 دولة لمجلس الأمن تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب في هذا البلد.
وجاء في الرسالة «نرى بقوة انه يجب على مجلس الامن ان يضمن المحاسبة على الجرائم التي ارتكبت فيما يبدو والتي مازالت ترتكب في الجمهورية العربية السورية وارسال اشارة واضحة الى السلطات السورية.»
واضافت الرسالة التي أيدها العضوان الدائمان في مجلس الامن فرنسا وبريطانيا «الوضع على الارض أصبح أكثر بؤسا مع شن هجمات ضد السكان المدنيين وأصبح ارتكاب فظائع هو السائد.»