الجزائر - «كونا» - أعلن فى العاصمة الجزائرية امس ان 30 عاملا جزائريا كانوا محتجزين لدى مجموعة مسلحة في منشأة نفطية جنوبي الجزائر تمكنوا من الفرار . وكانت مجموعة مسلحة هاجمت أمس الاول منشأة معالجة الغاز بمنطقة «تيقنتورين» جنوبي الجزائر ما أسفر عن مقتل شخصين واصابة ستة بجروح حسب حصيلة رسمية أعلنتها الداخلية الجزائرية. واحتجزت المجموعة المسلحة العمال الجزائريين والأجانب وأفرجت لاحقا عن العمال الجزائريين فيما تحتفظ بـ41 رعية أجنبية.
وتبنت مجموعة «بلعور» الهجوم على المنشأة النفطية التي تديرها شركة سوناطراك الجزائرية بالشراكة مع بريتش بتروليوم البريطانية وستات ويل النرويجية. وأبدى خاطفو الأجانب استعدادهم للتفاوض مع حكومات الرهائن، بمجرد وقف الجيش الجزائري إطلاق النار على الموقع الذي يحتجزونهم فيه، كما ناشد عدد من الرهائن الجيش الجزائري وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع الخاطفين.
وقال أحد الخاطفين ويدعي ابوالبراء فى اتصال هاتفى مع قناة الجزيرة الفضائية إنهم مستعدون للتفاوض مع حكومات الرهائن بمجرد توقف الجيش الجزائري عن إطلاق النار عليهم، وأكد أن عملية الخطف تحمل عدة رسائل، من ضمنها انتقاد السياسة التي تتبعها الحكومة الجزائرية مع الإسلاميين في البلاد، ورسائل مماثلة للدول المجاورة، وقال «نريد أن نبادل أسرانا بأسراهم». واعتبر أبو البراء أن عملية الاختطاف تثبت للحكومة الجزائرية ولجميع الدول أنهم قادرون على تنفيذ مثل هذه العمليات في الوقت الذي يحددونه ويرونه مناسبا، مشيرا إلى أن من بين المختطفين بريطانيين وأميركيين وهولنديين ويابانيين ورومانيين وكولومبيين وإيرلنديين وهولنديين، وقال إن عددهم 40 رهينة.
من جانبه طالب الرهينة البريطانيُ نيك هيكث الجيش الجزائري بالتوقف عن إطلاق النار والتفاوض مع الخاطفين، لتجنب وقوع خسائر بالأرواح.
وقال هيكث في اتصال مع الجزيرة، إن الخاطفين سمحوا لهم الاتصال بذويهم وعائلاتهم أمس، مؤكدا أنهم يعاملونهم بشكل جيد. وكرر الرهينة الهولندي ستيفن ماكفرو مناشدة زميله للجيش الجزائري بالتوقف عن إطلاق النار، والبدء بالتفاوض مع الخاطفين.
وقال للجزيرة إنه اتصل أمس الاول بزوجته، وإنها اتصلت بدورها بالقنصلية، حيث أكدوا لها اتصالهم بالسفارة في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة، مشيرا إلى أن شبكة الاتصالات التي كانت متاحة انقطعت امس.
أما الرهينة الياباني حاتوشيكي ياما فأكد للجزيرة أن وضعه الصحي أصبح أفضل بعد أن أصيب برصاص الجيش الجزائري، مكررا مطالب زملائه بانسحاب الجيش وفتح باب التفاوض. وكان الخاطفون قد أعلنوا في وقت سابق امس أن قناصة من الجيش الجزائري أطلقوا النار على موقعهم وأصابوا اثنين من الرهائن المحتجزين.
وهدد الخاطفون بقتل أحد الرهائن البريطانيين إذا لم يوقف الجيش الجزائري هجومه على موقعهم خلال مهلة قصيرة.
من جانبه قال وزير الدخلية الجزائري، دحو ولد قابلية، إن الإسلاميين يريدون مغادرة الجزائر بصحبة الرهائن، لكنه رفض مطلبهم.
وأضاف الوزير للصحافيين في وقت متأخر الأربعاء «رفضنا التفاوض مع الجماعة».
وأشار إلى أن الخاطفين جزائريون وأنهم يعملون تحت امرة مختار بلمختار، الذي كان قائدا كبيرا لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي قبل عام مضى، حينما انفصل عن التنظيم وأسس جماعة مسلحة خاصة به.
من جانبها اعلنت الحكومة اليابانية امس عن تشكيل فريق عمل لايجاد تسوية سريعة لازمة الرهائن الاجانب وبينهم مواطنون يابانيون.
وسيرأس فريق العمل نائب رئيس الوزراء الياباني تارو آسو حتى عودة رئيس الوزراء شينزو آبي الى البلاد يوم السبت المقبل الذي يقوم حاليا بجولة تشمل ثلاث دول في جنوب شرق آسيا.
واكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهايد سوجا لوسائل الاعلام ان ما لا يقل عن ثلاثة يابانيين هم من بين الرهائن المحتجزين مشددا على ان بلاده تضع حياة الرهائن كأولوية قصوى. وقال نشطاء ان الهجوم كان انتقاما من الجزائر على دعمها للتدخل العسكري الفرنسي ضد المتمردين في مالي المجاورة حيث طالب الخاطفون بوقف هذا التدخل. على صعيد متصل اتفق وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ كورت كامبل على العمل بشكل وثيق وعقد مشاورات ثنائية لتحقيق نتائج ايجابية بشأن ازمة الرهائن.
من جانبه قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان امس إن بلاده تثق تماما في قدرة الحكومة الجزائرية على حل أزمة الرهائن.