
عواصم - وكالات-- هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر الامس قرية «باب الشمس» التي اقامها ناشطون فلسطينيون مقاومون للاستيطان على اراض فلسطينية قرب مدينة القدس المحتلة قبل ايام.
وجاءت عملية الهدم هذه التي بدأت بعد منتصف الليلة قبل الماضية خلال عملية مداهمة كبيرة نفذتها قوات كبيرة من جيش الاحتلال لهذه القرية التي اقيمت على اراض مهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال.
ونقلت اذاعات فلسطينية عن شهود عيان ونشطاء في لجان المقاومة الشعبية ضد الاستيطان تأكيدهم «ان مئات الجنود الاسرائيليين وصلوا الى القرية ومعهم جرافات وقاموا بهدم خيام قرية «باب الشمس» ه1ه التي اقيمت قبل ايام.
وجاءت هذه العملية بعد حصار قوات الاحتلال لمحيط القرية التي اغلقت كافة الطرق والمنافذ المؤدية اليها وذلك بعد اجلاء المتواجدين فيها بالقوة قبل ايام قليلة والذين اعتقل عدد منهم فيما فرضت غرامات مالية على بعضهم.
ونجح عشرات الناشطين الفلسطينيين يوم امس الاول في العودة مجددا للقرية بعد اجلائهم منها بالقوة وهو الامر الذي رأت وسائل اعلام اسرائيلية انه يشكل فشلا ذريعا للجيش الاسرائيلي.
ونظم الناشطون ما وصف بأنه «عرس وهمي» ساهم في خداع قوات وعناصر جيش الاحتلال التي تواجدت في هذه القرية ومحيطها قبل ان ينجحوا في الوصول الى الجبال التي تشكل القرية. ويعمل الفلسطينيون من مختلف الفصائل على تنظيم اليات من النضال والتحرك الشعبي لمواجهة سياسات الاستيطان الاسرائيلي خاصة تلك التي تشمل مصادرة مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية القريبة من القدس. واقيمت قرية باب الشمس في منطقة تعرف ب «ايه واحد» قريبة من مدينة القدس ووضعت اسرائيل مخططات كبيرة لبناء مساكن استيطانية عليها يمكن ان تقود لعزل المدينة المحتلة عن الضفة الغربية. وقررت وزارة الاسكان الاسرائيلية يوم امس الاول استدراج عروض لبناء 198 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة بعد ساعات من تحذير الرئيس الامريكي باراك اوباما بأن الاستيطان سيقود الى عزلة دولية على اسرائيل.
وجاء الاعلان في وقت شرع مستوطنون في توسيع مستوطنة «مسكيوت» شمال منطقة الاغوار وكذلك مستوطنة «الون موريه» القريبة من مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وشملت العطاءات بناء 114 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني «غفعات هتمار» التابع لمستوطنة «أفرات» في الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون»، و84 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني «غفعات هخرسينا» في مستوطنة «كريات أربع» في الخليل.
وأعلنت إسرائيل عن خطط بناء مكثفة في مستوطنات على الأراضي المحتلة في القدس والضفة الغربية مؤخرًا كان أكبرها تلك التي أعلن عنها نتانياهو في أعقاب قبول فلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة وشملت بناء 3000 وحدة سكنية في المنطقة «إي1» والتي جرت تنديدًا دوليًا واسعًا ضد إسرائيل. وكشف موقع شبكة «بلومبرج» أمس الاول عن أنَّ الرئيس الأمريكي وجه خلال محادثات مغلقة انتقادات شديدة لسياسة نتنياهو فيما يتعلق بالاستيطان وحذَّر من أن إسرائيل ستواجه عزلة دولية مطلقة في حال استمر في هذه السياسة. لكن حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو اعتبر أنَّ انتقادات أوباما هي تدخل في الانتخابات الإسرائيلية.
وعلى صعيد غير بعيد قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر «ان استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة امر غير مفهوم». ونقلت وكالة الصحافة النمساوية عن الرئيس فيشير خلال استقباله السلك الدبلوماسي المعتمد لدى النمسا تأكيده على قرار الامم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقبة مضيفا ان ذلك يعني ان المنظمة الدولية كانت غير راضية عن الوضع الخطير القائم بين اسرائيل وفلسطين.
واضاف الرئيس فيشر «ان النمسا تعتبر كل المواطنين في فلسطين واسرائيل متساوين في الحقوق ويتعين ان يعيشوا في سلام وان يتمتعوا بحقوق الانسان والتطور الديمقراطي والحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم وان هذه المبادئ لا يمكن تحقيقها الا من خلال التفاوض».