عواصم – وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الانسان امس إن قوات الرئيس بشار الأسد قتلت اكثر من 100 يوم الثلاثاء في حمص منهم نساء وأطفال. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن بعض الضحايا البالغ عددهم 106 أحرقوا داخل منازلهم بينما قتل آخرون بالرصاص او طعنوا حين اقتحمت قوات الأسد منطقة بساتين الحصوية بحمص. ولم يتسن لرويترز التأكد من التقارير بسبب القيود المفروضة على التغطية الصحفية في سوريا. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لرويترز «لدى المرصد اسماء 14 فردا من أسرة واحدة منهم ثلاثة اطفال ومعلومات عن عائلات أخرى قتلت بالكامل منهم واحدة من 32 فردا». وأضاف عبد الرحمن «يجب أن تحقق الأمم المتحدة في هذا الأمر».
ويعد المرصد السوري تقارير عن الأعمال الوحشية التي يرتكبها الجانبان خلال الصراع الذي بدأ منذ 22 شهرا.
وبالامس لقي سبعة سوريين مصرعهم بنيران قوات النظام معظمهم بريف دمشق، فيما تجددت غارات الطيران الحربي على مدينة داريا بريف دمشق بعد يوم من تعرضها لقصف عنيف، انتهى بمقتل أكثر من 160 شخصا في مختلف أرجاء البلاد. فقد أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن سبعة أشخاص قتلوا صباح الامس بنيران قوات النظام معظمهم في ريف دمشق. وأكدت شبكة شام أن الطيران الحربي جدد غاراته على مدينة داريا بريف دمشق، واستهدف الأحياء السكنية فيها، بعد يوم من القصف اعتبر الأعنف من نوعه منذ أكثر من شهرين. كما قصفت راجمات الصواريخ صباح الامس بلدة المليحة بريف دمشق. وتأتي هذه التطورات بعد يوم دام انتهى بمقتل 162 شخصا، معظمهم في ريف دمشق وحمص. وبحسب ما أفاد به ناشطون سوريون فإن الجيش النظامي استخدم أمس صواريخ أرض/أرض في محاولة لاقتحام داريا من جميع المحاور واستعادتها من الجيش السوري الحر. وبلغ عدد الغارات الجوية على المدينة عشر غارات رافقها قصف بالمدفعية الثقيلة.
وقد جرت اشتباكات عنيفة عند المدخل الشرقي لداريا بين الثوار والقوات النظامية التي استقدمت تسع دبابات وآليات وأعدادا كبيرة من الجنود من مطار المزة العسكري، بحسب ما قالته لجان التنسيق المحلية.
كما قصف جيش النظام براجمات الصواريخ مدن وبلدات بيت سحم والمليحة وزملكا والزبداني وعقربا في ريف دمشق. وقصفت القوات النظامية بلدات ومناطق في حمص ودرعا بعدة أسلحة منها صواريخ أرض/أرض والقنابل الفراغية والعنقودية. وفي تطورات أخرى، هزت تفجيرات متتالية أمس الأول مناطق متفرقة من مدينة إدلب -بينها مقرا الأمن العسكري وأمن الدولة- وهو ما خلف مقتل 24 عسكريا نظاميا على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مدفعية النظام أطلقت قذائف على بلدتيْ قميناس وسرمين بريف إدلب. من ناحية أخرى، أعلن الجيش السوري الحر إسقاط طائرتين حربيتين في تلبيسة بريف حمص والضمير بريف دمشق. فيما قال ناشطون إن قوات النظام واصلت استخدام صواريخ سكود الروسية البعيدة المدى في قصف مدن بوسط البلاد وشمالها، وبثوا مقطعا مسربا لما قالوا إنه إطلاق قوات النظام لصاروخين جديدين من طراز سكود من كتيبة للصواريخ في القلمون بريف دمشق. بينما أكدت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية استخدمت في قصفها لمختلف البلدات -وخاصة في ريف دمشق- عددا من الأسلحة الثقيلة، بما فيها القنابل الفراغية التي استُخدمت ضد بلدة مديرا وداريا. كما شنت طائرات النظام السوري غارات جوية على مدينة الرستن استهدفت خلالها تجمعا للأهالي عند بئر ماء في طرف المدينة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، معظمهم من النساء. وأوضح ناشطون أن طائرات النظام باغتت الأهالي مجدداً بعد إيهامهم بانتهاء القصف، ليرتفع بذلك عدد القتلى والجرحى.
سياسيا أعلنت إيرلندا -التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- امس الاول أن الاتحاد يجب أن يقوم بمبادرات جديدة لإنهاء النزاع السوري، مؤكدة أنه لا يفكر في «تدخل عسكري مباشر».
وقالت وزيرة إيرلندا للشؤون الأوروبية لوسيندا كرايتون -خلال نقاش في البرلمان الأوروبي- إن «المأساة السورية لا يمكن أن تنتهي بدون أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمبادرات جديدة وتحركات، لكن تدخلا عسكريا مباشرا لا يحظى بإجماع الدول الـ27 الأعضاء من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع». واعتبرت الوزيرة أنه «رغم الصعوبات والشكوك، يجب أن نبقي على تصميمنا عبر دعم جهود الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعدة المعارضة، وتوجيه نداءات بدون توقف إلى القادة السوريين لكي يروا الحقائق أمامهم ويوقفوا كل هذا العنف».