
عواصم – «وكالات»: دافع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس عن تعامل الجزائر مع أزمة الرهائن الذين احتجزهم متشددون إسلاميون في منشأة للغاز في الصحراء الكبرى قائلا ان عدد القتلى في الهجوم على محتجزي الرهائن كان «كبيرا جدا» لكن السلطات واجهت «موقفا لا يحتمل».
وسيطر متشددون اسلاميون على منشأة الغاز النائية في الصحراء فجر الاربعاء الماضي واحتجزوا عددا كبيرا من الرهائن. ولا تزال التفاصيل تتضح تدريجيا عما حدث حين شن الجيش الجزائري هجوما اخيرا لانهاء الحصار يوم السبت.
وقال فابيوس «على الكل ان يعرف ان هؤلاء الارهابيين الذين هاجموا محطة الغاز هم قتلة يقومون بعمليات سلب ونهب واغتصاب وقتل. الموقف كان لا يحتمل».
وقال فابيوس في مقابلة مع راديو أوروبا 1 «من السهل القول انه كان يجب القيام بهذا او ذاك. السلطات الجزائرية اتخذت قرارا وعدد القتلى مرتفع جدا لكني أشعر بقدر من الضيق... حين يكون الانطباع هو انه يجب مساءلة الجزائريين. كان عليهم ان يتعاملوا مع ارهابيين».
وعلى ذات السياق دافع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس عن طريقة تعامل الجزائر مع أزمة الرهائن.
وقال هولاند في تصريحات صحافية اثناء زيارة قام بها الى منطقة «تول» في وسط فرنسا ان «السلطات الجزائرية لم يكن امامها خيار سوى اقتحام مجمع الغاز الذي احتله متمردون اسلاميون».
واضاف ان «تفاصيل العملية التي شنها الجيش الجزائري لا تزال غير معروفة لكن عندما يكون هناك موقف يحتجز فيه رهائن على ايدي ارهابيين مستعدين للقتل فان الجزائر تصرفت من وجهة نظري بالشكل الانسب» مشيرا الى انه «لم يكن بالامكان التفاوض مع الخاطفين».
من جانبه دان الرئيس الامريكي باراك اوباما بأشد العبارات الهجوم الارهابي.
وقال اوباما خلال بيان اصدره البيت الابيض الليلة قبل الماضية انه على تواصل مستمر مع السلطات الجزائرية وان الولايات المتحدة على اهبة الاستعداد لتقديم المساعدة للجزائر في حال احتاجتها.
وقال اوباما في اول تعليق له على ازمة الرهائن «قلوب وصلوات الشعب الامريكي مع عائلات كل هؤلاء الذين قتلوا واصيبوا في الهجوم الارهابي في الجزائر.
ولم يشر البيان الى امريكيين كانوا ضمن ازمة الرهائن. وتم تأكيد مقتل امريكي وقال مصدر قريب من الازمة ان امريكيين اثنين كانا من بين من تم تحريرهم مع شن الجيش الجزائري هجومه.
وابدت بعض الحكومات الغربية خيبة املها لعدم ابلاغها بخطط السلطات الجزائرية لاقتحام ذلك المجمع النائي ولكن المسؤولين الامريكيين ظلوا حذرين في تصريحاتهم مع تطور الوضع.
وقال اوباما ان «المسؤولية عن هذه المأساة تقع على عاتق الارهابيين الذين نفذوها والولايات المتحدة تدين اعمالهم بأقوى العبارات الممكنة.
«واضاف «اننا لانزال نعمل جنبا الى جنب مع جميع شركائنا لمكافحة آفة الارهاب التي تشهدها المنطقة وراح ضحيتها العديد من الابرياء» لافتا الى ان هذا الهجوم هو «تذكير اخر بالتهديد الذي يشكله تنظيم «القاعدة» وغيره من الجماعات المتطرفة العنيفة في شمال افريقيا».
وحول هذا الخصوص حذرت الخارجية الامريكية رعاياها من السفر الى الجزائر في الظروف القائمة كما تم اعطاء التصريح لعائلات الدبلوماسيين الامريكيين هناك بالمغادرة في حال رغبت بذلك.
وبالامس قالت الحكومة الجزائرية إن عدد القتلى في محطة الغاز سيزيد عن 23 رهينة وهو العدد الذي تم الإعلان عنه في البداية.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن وزير الاتصال محمد السعيد قوله إنه يخشى من أن عدد القتلى سيرتفع للأسف مضيفا أن العدد النهائي للقتلى سيعلن في الساعات القادمة.
وكانت وزارة الداخلية الجزائرية قد أعلنت يوم السبت أن عدد القتلى هو 23 رهينة و32 متشددا لاقوا حتفهم خلال الهجوم الذي شنته القوات الخاصة الجزائرية لإنهاء الأزمة فيما تم تحرير 107 من الرهائن الأجانب و685 رهينة من الجزائريين.