
عواصم – وكالات – قال السفير السوري في الامم المتحدة ان الدعوة التي قدمتها نحو 60 دولة باحالة الصراع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب تزيد الموقف تعقيدا وتعرقل محاولة البحث عن حل ينهي الازمة.
ودعا بشار الجعفري سفير سوريا في الامم المتحدة في رسالة إلى مجلس الامن الدولي إلى رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على بلاده لأنها تمثل عقوبات على الشعب السوري. وقال الجعفري في الرسالة التي كتبها في 18 يناير ونشرت امس الاول ان العقوبات ساهمت مباشرة في تدهور الموقف الانساني في البلاد بانتهاك حقوق السوريين وحرمانهم من خدمات اساسية كالوقود والطعام والدواء.
وكانت نحو 60 دولة قد حثت مجلس الامن الاسبوع الماضي على احالة الموقف في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي - التي تحاكم الاشخاص على جرائم الابادة والجرائم ضد الانسانية - بغية ارسال رسالة إلى السلطات السورية.
لكن روسيا الحليف القوي للاسد والعضو الدائم في مجلس الامن والتي تملك حق النقض في المجلس عارضت المبادرة ووصفتها بأنها «في غير وقتها وغير مثمرة».
وقال الجعفري ان سوريا تشارك المجتمع الدولي قلقه بشأن الازمة الانسانية في سوريا والانتهاكات التي ترتكبها «الجماعات الارهابية المسلحة».
وقال ان الحكومة السورية تأسف لاصرار هذه الدول على نهجها المعيب بشكل خطير برفضها الاعتراف بواجب الدولة السورية في حماية شعبها من الارهاب المفروض عليهم من الخارج
دوليا قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور امس ان الحوار السياسي بين اطراف النزاع في سوريا هو الطريق الوحيد لحل الازمة الراهنة فيها.
وكشف منصور الذي كان يتحدث الى وكالة الانباء الكويتية «كونا» عن ترؤس وفد بلاده الى مؤتمر القمة الاسلامية التي تعقد في القاهرة يومي 6 و7 فبراير المقبل مشيرا الى ان القمة ستطرح موضوع المساعدات الانسانية لعدد من الدول وفي مقدمتها سوريا.
وقال ان لبنان سيؤكد اهمية «تشجيع سياسة الحوار في سوريا» معربا عن اعتقاده بان «الحل لا يمكن الا ان يتم عبر الحوار السياسي الكفيل بان يخرج سوريا من ازمتها» لأن «الاقتتال لا يساعد على الحل».
وشدد منصور على ضرورة تعاون جميع الدول التي ستشارك في مؤتمر القمة الاسلامية في ما يتعلق بقضية اللاجئين السوريين قائلا ان لبنان لن يترك فرصة تمكنه من توفير كافة وسائل الدعم لهؤلاء اللاجئين على اراضيه علما ان عدد النازحين السوريين في لبنان بلغ نحو 223 الفا.
ويترأس الرئيس المصري محمد مرسي الدورة الـ12 لمؤتمر القمة الاسلامية المقبلة بمشاركة رؤساء وملوك ورؤساء حكومات 57 دولة عضوا بمنظمة التعاون الاسلامي.
بالمقابل جدد الرئيسان الفرنسي والامريكي فرانسوا هولاند وباراك أوباما التزامهما بتحقيق تحول سياسي في سوريا مؤكدين ان الوضع الانساني الحالي هناك لم يعد مقتصرا على الداخل بل اصبح مؤثرا على الدول المجاورة لسوريا. واعلن البيت الابيض في بيان له امس ان الرئيسين الفرنسي والامريكي تابعا في اتصال بينهما الليلة قبل الماضية مشاوراتهما المستمرة فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية المشتركة بما في ذلك التطورات الامنية في مالي والأوضاع في الجزائر وليبيا وسوريا.
واكد البيان ان باريس وواشطن جددا خلال الاتصال «التزامهما بمساعدة الشعب السوري لتحقيق التحول السياسي في سوريا بعد «الرئيس بشار» الاسد».
وعلى الجانب الآخر نقل عن علي أكبر ولايتي مساعد الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله امس إن إيران ستعتبر أي هجوم على سوريا هجوما عليها في احد أقوى تصريحات التأييد لحليفها حتى الان. وإيران حلف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد وحذرت طهران من الاطاحة بالأسد الذي يواجه انتفاضة مستمرة منذ نحو عامين ضد حكمه.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن ولايتي قوله «لسوريا دور أساسي للغاية ورئيسي في المنطقة فيما يتعلق بتعزيز سياسات المقاومة الثابتة... ولهذا السبب فان أي هجوم على سوريا سيعد هجوما على إيران وحلفائها».
وتعتبر طهران دمشق جزءا من محور المعارضة للنفوذ الإسرائيلي والغربي في الشرق الأوسط.
وفي سبتمبر نقل عن مسؤول عسكري ايراني قوله ان ايران ستقوم بعمل اذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا.
ووقعت ايران وسوريا اتفاقا للدفاع المشترك في عام 2006 لكن لا يعرف شيئا يذكر عن التفاصيل أو ما اذا كانت هناك أطراف اخرى موقعة على الاتفاق.
وتتهم ايران القوى الغربية ودولا في المنطقة بدعم وتسليح المعارضين في سوريا بينما يتهم المعارضون ايران بارسال مقاتلين من الحرس الثوري لمساعدة الاسد في سحق الانتفاضة