
دمشق – وكالات : قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن127 شخصا قتلوا امس الاول معظمهم في حلب وحمص وريف دمشق.
كما قال ناشطون سوريون إن طائرات النظام الحربية قصفت مواقع داخل حي جوبر في دمشق.
وافاد الناشطون أن الطائرات شنت اربع غارات جوية أستهدفت فيها بيوت المواطنيين واقتصر القصف على أضرار مادية وتهدم عدد من المنازل.
وجاءت حمص على رأس قائمة الضحايا ليوم السبت بحصيلة بلغت 17 قتيلا، حيث تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أحياء جوبر والسلطانية والأحياء القديمة. كما قصف الطيران الحربي مدينة القصير وبلدة الضبعة، بينما واصلت المدفعية الثقيلة والدبابات قصفها على بلدات قلعة الحصن والحولة والمسعودية والبويضة الشرقية وكفرعايا والنقيرة والغنطو.
أما محافظة حلب التي سقط فيها 14 قتيلا، فتعرضت لقصف من الطيران الحربي والصواريخ في مدينتي تل رفعت ومارع، وأكد ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات النظام قصفت بصاروخ أرض أرض مدرسة ابتدائية في مارع، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح.
وأفاد ناشطون أن طيران النظام ألقى براميل متفجرة على مدينة الباب بريف حلب مما أسفرعن مقتل وجرح العشرات معظمهم من الأطفال، حيث تتعرض المدينة لسلسلة هجمات من قبل قوات النظام لليوم العاشر على التوالي.
وفي دمشق وريفها، سقط امس 11 قتيلا جراء قصف جوي ومدفعي على أحياء جوبر وبرزة، وكذلك على بلدات داريا ومعضمية الشام وشبعا والمليحة وبيت سحم.
وفي الأثناء، تعرض ريف حماة لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات كرناز وكفرزيتا وكفرنبودة وحيالين والجبين.
وفي محافظة درعا جنوبا، قصفت الدبابات والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد، كما تجدد القصف على مدن وبلدات بصر الحرير والحراك وبيت سحم وإبطح وداعل والشيخ مسكين.
وفي شرق البلاد، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء مدينة دير الزور، وقصفت راجمات الصواريخ والمدفعية بلدات الخريطة والشهابات والحسينية، كما قصفت مروحيات الجيش النظامي بالبراميل المتفجرة مدينة الطبقة وقرية عايد كبير.
ومن جهتها، ذكرت شبكة شام أن القصف تجدد على منطقة مصيف سلمى بريف اللاذقية، وكذلك على قرى جبل الزاوية وقميناس وقيقون والجديدة بريف إدلب.
في غضون ذلك، تدور معارك عنيفة منذ صباح الامس بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك وحي ركن الدين ومنطقة تشرين بالعاصمة.
كما انفجرت سيارة مفخخة بحي الزاهرة الذي يشهد اشتباكات متقطعة، وأشار ناشطون أن دمارا كبيرا لحق بالمباني المجاورة جراء التفجير، متهمين ضابطاً تابعاً لجيش النظام بتفخيخ السيارة في المنطقة المدنية في الحي الدمشقي. ولم يعرف ما إذا تسبب التفجير بوقوع ضحايا.
وتتواصل المعارك في مدن وبلدات بالغوطة الشرقية قرب دمشق، وكذلك في محيط إدارة الدفاع الجوي بالمليحة وعلى طريق المتحلق الجنوبي بالقرب من مدينة عين ترما.
أما حلب فشهدت اشتباكات عنيفة في حي بستان الباشا وسط المدينة، كما استمرت المعارك المتواصلة منذ أشهر في أحياء عدة بدير الزور وكان أعنفها في حي الخسارات، وشهد ريف المدينة اشتباكا في محيط لواء الدفاع الجوي، بينما تتواصل المعارك على أطراف مدينة بصر الحرير وفي مدينة الحراك بدرعا.
وعلى ذات الصعيد قال طبيب إن أكثر من 20 شخصا قتلوا في مدينة حمص السورية السبت مع اشتداد القتال عند تقاطع طريق رئيسي على خط إمدادات للقوات الحكومية في وسط البلاد.
وتتهم المعارضة ميليشيا «الشبيحة» الموالية للرئيس بشار الأسد بقتل نحو 200 مدني من السنة في حمص في مذابح على مدى الأسبوعين الماضيين لكن حظرا تفرضه سوريا على معظم وسائل الإعلام المستقلة يجعل من الصعب التحقق من صحة هذه التقارير.
وفي بيان مصور من مستشفى مؤقت في المدينة عرض محمد محمد -وهو طبيب يعالج الجرحى سرا على مدى شهور- جثث خمسة أشخاص تفحمت اشلاؤهم بشكل يجعل من الصعب التعرف عليها.
وقال محمد إن الجثث لعائلة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء أحرقهم الشبيحة تماما في إطار الإبادة التي ينفذها النظام لأهالي في منطقتي جوبر وكفر عايا في حمص.
وأضاف أنه ومن معه محاصرون وأنهم استقبلوا 20 قتيلا يوم السبت وجرى توثيق اسمائهم. وقال إن الضحايا قتلوا في اشتباكات وقصف وإعدامات بدون محاكمة.
ولم تعلق السلطات السورية على أحدث اشتباك في المدينة. وفي السابق وصفت وسائل الإعلام الرسمية عمليات الجيش بأنها تستهدف «تطهير» حمص ممن تصفهم بالارهابيين.
وقال محمد المروح عضو مجلس قيادة الثورة السورية لرويترز في اسطنبول بعد زيارة الى حمص إن مقاتلي المعارضة صامدون على الأرض لكن الشبيحة يستهدفون المدنيين.
وأضاف المروح -الذي كان في حمص الأسبوع الماضي- إن من الصعب وصف ما يحدث سوى انه «تطهير عرقي للاحياء السنية التي تقع على خطوط الامداد العلوية.» ويشكل العلويون -وهم طائفة من الشيعة- عشرة في المئة من سكان سوريا ويسيطرون على هيكل السلطة وأجهزة الأمن منذ الستينات. والأسد ومعظم النخبة الحاكمة علويون.
وقالت مصادر بالمعارضة إن طريقا سريعا يمر بالقرب من حمص يستخدم لإمداد قوات العلويين المنتشرة على قمم التلال في دمشق من قواعد في مدن ساحلية ومن اللاذقية التي يعيش فيها عدد كبير من السكان العلويين.
ويخشى السنة أن تصبح حمص جزءا من جيب علوي يمتد إلى الساحل حيث توجد القواعد الرئيسية للجيش إذا اضطر الأسد لمغادرة دمشق.
وقالت جماعة معارضة تطلق على نفسها «الثورة السورية ضد بشار الأسد» في بيان إن الأحياء الغربية والجنوبية في مدينة حمص تتعرض لقصف بالمدفعية ووابل من نيران قاذفات الصواريخ.
وقال نشطاء في حمص إن 12 مدنيا على الأقل و40 مقاتلا من قوات المعارضة قتلوا في الأسبوع المنصرم وإن مقاتلي المعارضة من بلدة القصير القريبة على الحدود اللبنانية يحاولون تخفيف الضغط على الأحياء الغربية لحمص.
وقالت مصادر بالمعارضة ان مسلحي المعارضة في المدينة ضعفت قوتهم مع تراجع امدادات الذخيرة اليهم في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أحكمت القوات الموالية للأسد الحصار على الأحياء الغربية.
واضافت المصادر أن هجوما مضادا لقوات المعارضة قبل يومين على القطاع الغربي من المدينة أدى الي تقهقر قوات الأسد قليلا لكنها مستمرة في قصف المنطقة بالمدفعية ومن الجو
دوليا قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي امس ان اي علامة على تراخي قبضة سوريا على اسلحتها الكيماوية خلال قتالها الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد من الممكن ان تؤدي إلى ضربات عسكرية اسرائيلية.
واكد سيلفان شالوم ما جاء في تقرير اخباري عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جمع قادة الامن الاسبوع الماضي لمناقشة الصراع في سوريا وحالة الترسانة الكيماوية السورية.
ولم يعلن عن الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء واعتبر استثنائيا بشكل غير معهود حيث جاء بينما كانت الاصوات في الانتخابات العامة الاسرائيلية التي اجريت في اليوم السابق وفاز بها نتنياهو بفارق بسيط قيد الفرز.
وقال شالوم لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه في حالة وقوع اسلحة كيماوية في ايدي مقاتلي حزب الله اللبناني او المعارضة المسلحة التي تقاتل لاسقاط الاسد «فإن ذلك سيغير من قدرات هذه المنظمات بشكل هائل.»
وأضاف أن هذا التطور سيمثل «عبورا للخطوط الحمراء يتطلب تناولا مختلفا ربما تضمن عمليات وقائية» وذلك في اشارة إلى تدخل عسكري قال جنرالات اسرائيليون ان اسرائيل اعدت له خططا.
وقال شالوم «الفكرة من حيث المبدأ هي أن ذلك «نقل الاسلحة الكيماوية» يجب الا يحدث. في اللحظة التي نبدأ فيها في معرفة ان شيئا كهذا ممكن ان يحدث فسيكون علينا ان نتخذ قرارات.»
وقال وزير الدفاع المدني افي ديختر الذي اجرت اذاعة الجيش الاسرائيلي مقابلة منفصلة معه ان سوريا «على وشك الانهيار».
وعندما سُئل ما اذا كانت اسرائيل تواجه تهديدا محدقا قال «لا ليس بعد. اعتقد انه عندما تمثل الامور خطرا بالنسبة لنا فسوف تعلم دولة اسرائيل بالامر.»
وقالت فرنسا التي تؤيد المعارضة السورية صراحة الاسبوع الماضي انه ليست هناك مؤشرات على ان الاسد سيطاح به عبر وساطة دولية وان دبلوماسية الازمة لا تحقق اي نتائج. وعلى الارض يبدو ان الصراع وصل إلى حالة من الجمود بشكل كبير.
وخيمت المسألة السورية على الخطاب السياسي الاسرائيلي خلال الاسابيع الاخيرة.
وقال نتانياهو في خطاب القاه في السابع من يناير إن الخطر الأكبر على العالم يتمثل في «الأسلحة النووية التي تصنع في إيران» وفي سقوط الاسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ.
وبعد يومين قال ديختر لراديو اسرائيل ان مراقبة سوريا «اولوية رئيسية - انها اولوية في غاية الأهمية.»