
عواصم – وكالات- قالت روسيا إن فرص احتفاظ الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة تتضاءل يوما بعد يوم فى الوقت الذي مازال فيه الرئيس الامريكي يفكر فى جدوي التدخل العسكري فى النزاع السوري..
ويعول الأسد منذ وقت طويل على موسكو كحليف وتعد تصريحات رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف أوضح تصريحات روسية حتى الأن تفيد بأن أيام الأسد قد تكون معدودة رغم انها جاءت بعد تكهنات من فرنسا وهي عدو لدود لسوريا ومن الأردن المجاور بأن سقوط الأسد ليس وشيكا.
وقال ميدفيديف وفقا لنص مقابلة اجراها تلفزيون «سي.إن.إن» معه ونشرها مكتبه «اعتقد انه مع مرور كل يوم وكل اسبوع وكل شهر تتضاءل فرص استمراره.»
وأضاف ميدفيديف الذي انتقدت حكومته دعم الغرب وتركيا ودول الخليج العربية لمقاتلي المعارضة السورية «لكنني اكرر ثانية أن هذا أمر يقرره الشعب السوري لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا أي دولة أخرى.»
وأضاف «مهمة الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والاقليمية...هي اقناع الاطراف المعنية بالجلوس للتفاوض وليس مجرد المطالبة برحيل الأسد ثم يعدم مثل «الزعيم الليبي الراحل معمر» القذافي أو ينقل إلى جلسات محكمة على محفة مثل «الرئيس المصري المخلوع» حسني مبارك.»
وبعد سقوط نظام مبارك لم تستخدم روسيا حق الاعتراض «الفيتو» على قرار لمجلس الامن يفوض قوى غربية وعربية بتقديم الدعم العسكري للمتمردين الذين أطاحوا بمعمر القذافي في ليبيا المجاورة.
لكن موسكو اتهمت منذ ذلك الحين الغرب بخرق حقوق السيادة واستخدمت حق الاعتراض على أي قرار في الامم المتحدة ضد الأسد. وحذر ميدفيديف من ان الإطاحة بالأسد بالقوة ستعني «عقودا» من الحرب الأهلية.
وروسيا أهم حليف للأسد طوال الصراع المستمر منذ 22 شهرا والذي بدأ باحتجاجات سلمية وتحول إلى انتفاضة مسلحة ضد حكمه.
وحالت موسكو دون صدور ثلاثة قرارات لمجلس الأمن التابع للامم المتحدة استهدفت الضغط على الاسد لانهاء العنف الذي حصد أرواح أكثر من 60 ألف شخص. لكن روسيا نأت ايضا بنفسها عن الأسد بقولها إنها لا تحاول دعمه ولن تعرض عليه حق اللجوء.
وسيطر مقاتلو المعارضة الذين ينحدرون في الأساس من السنة على اراض في شمال البلاد بما في ذلك عدة معابر حدودية وتحدوا سيطرة الأسد على المدن الرئيسية في سوريا.
لكن قوات الأسد الجوية وجيشه الذي تهيمن على قيادته الاقلية العلوية التي ينتمي اليها توقف تقدم مقاتلي المعارضة.
وقالت فرنسا يوم الخميس انه لا توجد مؤشرات على قرب الإطاحة بالأسد وهو ما يتناقض مع توقعاتها خلال الشهور الماضية بأن نهاية الرئيس السوري باتت قريبة. وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الأسد سيعزز قبضته على السلطة في الوقت الراهن.
وقال العاهل الاردني في دافوس يوم الجمعة «أي شخص يقول إن نظام بشار لديه أسابيع قليلة فقط للرحيل لا يعرف حقيقة الوضع على الأرض.»
وأضاف «إنهم «نظام الأسد» ما زال لديهم القدرة...لذلك «أتوقع» أنهم قد يواصلون معركة البقاء بقوة على الأقل خلال النصف الأول من العام 2013.»
وتعهد الأسد بهزيمة مقاتلي المعارضة الذين يصفهم بالارهابيين.
وكرر في خطاب القاه قبل ثلاثة اسابيع استعداده لاجراء حوار وطني لكنه استبعد اجراء محادثات مع «أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب.»
وقال التلفزيون السوري الرسمي يوم الأحد ان مجلس القضاء الأعلى السوري قرر وقف الملاحقات القضائية ضد اعضاء في المعارضة السورية ليتمكنوا من المشاركة في محادثات وهو اقتراح رفضه معظم معارضي الأسد.
وقال ميدفيديف إن الأسد ليس مستعدا على ما يبدو للتوصل إلى حل للأزمة من خلال التفاوض.
وأضاف رئيس الوزراء الروسي «كان عليه ان يفعل كل شيء بسرعة أكبر ليجتذب إلى جانبه قسما من المعارضة المعتدلة التي كانت مستعدة للتفاوض معه. كان هذا خطأه الكبير وربما خطأه القاتل.»
لكن ميدفيديف حذر من تبعات إسقاط الأسد بالقوة. وقال «في هذه الحالة ستستمر الحرب الأهلية عقودا
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده لم تكن معجبة في يوم من الايام بنظام الرئيس بشار الاسد ولكنها ترفض الدعوات لاسقاطه.
ودعا لافروف في تصريح ادلى به في ختام مباحثات اجراها مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرس امس الدول الاجنبية الى تأويل الموقف الروسي حول سوريا بصورة صحيحة.
واضاف ان موسكو لم تكن معجبة في يوم من الايام بنظام الاسد ولم تؤيده او تدعمه لكنها ترفض في الوقت نفسه الدعوات للاطاحة به موضحا ان روسيا حريصة على تنفيذ اتفاقية جنيف بشقها الداعي الى تشكيل هيئة انتقالية بهدف تعزيز الاستقرار في سوريا.
وحث لافروف اللاعبين الاساسيين في الموضوع السوري على عدم التحريض على الحرب حتى النهاية والعمل بدلا من ذلك على تنفيذ اتفاقية جنيف التي تم توقيعها في 30 يونيو الماضي.
بالمقابل قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يعمل جاهدا على تقييم مسألة مااذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الحرب الاهلية الدائرة منذ 22 شهرا في سوريا سيساعد في حل هذا الصراع الدامي ام انه سيؤدي الى تفاقم الامور. ورد اوباما في مقابلتين على منتقدين يقولون ان الولايات المتحدة لم تتدخل بما يكفي في سوريا حيث قتل الاف الاشخاص وشرد ملايين وفقا لمسؤولي الامم المتحدة. ونشرت نسختان من المقابلتين امس الاول.
ودعت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي واعترفت بائتلاف معارض ولكنها لم تصل الى حد اجازة تسليح الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة للاطاحة بالاسد.
وقال اوباما في مقابلة مع مجلة نيو ريببليك نشرت على موقع المجلة على الانترنت «في وضع كسوريا علي ان اسأل: هل يمكن ان نحدث اختلافا في هذا الوضع؟.»
وقال ان عليه ان يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي مازالت موجودة في افغانستان حيث بدأت الولايات المتحدة سحب القوات المقاتلة بعد 12 عاما من الحرب.
واضاف»هل يمكن ان يثير «التدخل» اعمال عنف اسوأ او استخدام اسلحة كيماوية؟ ماهو الذي يوفر افضل احتمال لنظام مستقر بعد الاسد؟.
«وكيف اقيم عشرات الالاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الالاف الذين يقتلون حاليا في الكونجو.»
وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» في شبكة تلفزيون سي.بي.اس رد اوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد بان الولايات المتحدة احجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الازمة السورية.
وقال اوباما ان ادارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لاسقاط معمر القذافي في ليبيا وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي.
ولكنه قال انه بالنسبة لسوريا فان ادارته تريد التأكد من ان العمل الامريكي هناك لن يأتي بنتائج عكسية.
وقال «لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما ..نقدم على شيء دون ان ندرس بشكل كامل كل عواقبه