
عواصم – وكالات : بعد تجاهل نظام الأسد للمبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف السوري، أحمد معاذ الخطيب، هدد الأخير بسحبها، وأمهل النظام حتى يوم الأحد المقبل، بشرط الإفراج عن جميع النساء المعتقلات في السجون السورية.
وأكد الخطيب أنه إذا بقيت امرأة واحدة في السجن في سوريا، فذلك يعني أن النظام رفض مبادرته، والتي لقيت جدلاً كبيراً سواء في أوساط المعارضة أو خارجها.
وأضاف الخطيب في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية أنه في حال تأكد أن ثمة امراة واحدة بقيت في السجن، فإنه سيعتبر مبادرته مرفوضة من قبل النظام.
وأضاف وفق وكالة «رويترز» أنه يصر على الحوار مع نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع رغم أن الحكومة السورية رفضت إدراج اسم الأخير كطرف في الحوار. وكان الخطيب طرح منذ أيام مبادرة للحوار مع ممثلين عن النظام السوري، ممن «لم تتلطخ أيديهم بالدماء»، بشرط الإفراج عن آلاف المعتقلين وأن يؤدي الحوار إلى رحيل الأسد، ولقيت مبادرته ترحيباً غربياً ورفضاً من المجلس الوطني الذي يشكل جزءاً من الائتلاف المعارض.
وبالامس دعا المجلس الوطني السوري إلى دعم الجيش الحر لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد،.
وقال المجلس -وهو المكون الأبرز للائتلاف- إن ما سمي بمبادرة الحوار مع النظام قرار فردي لم يجر التشاور بشأنه.
وأضاف أن المبادرة التي عرضها الخطيب تناقض وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على «أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري»، و»عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم».
وقال المجلس الوطني السوري -الذي يرأسه جورج صبرا، وهو نائب الخطيب في رئاسة الائتلاف الوطني- إن الهجوم الذي يشنه الجيش الحر في دمشق يثبت أن الثورة ما تزال الطريق الأقصر لتحقيق النصر الكامل وإسقاط النظام المجرم.
ودعا في بيان كل هياكل المجلس والائتلاف وجميع السوريين إلى دعم الجيش الحر، وتجنب الجدل السياسي الذي يفرق الصفوف. كما دعا إلى تكريس كل الجهد لدعم معركة تحرير دمشق بوصفها أولوية وطنية مطلقة.
وجاء في البيان ذاته أن «المعركة التي حررت معظم أراضي سوريا وأسقطت النظام في مساحات شاسعة منها، ستتواصل حتى السقوط الكامل لنظام «الرئيس بشار» الأسد المجرم».
وعلى حد تعبير البيان، فإن الانتصارات التي يحققها الجيش الحر سيكون لها أثرها الحاسم على مسيرة الثورة السورية.
ووصف البيان اللقاء الذي جمع الخطيب بوزير خارجية إيران في ميونيخ بأنه «طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب». من جهتها، أعلنت الجبهة الإسلامية السورية التي تضم فصائل تقاتل في مناطق مختلفة بسوريا أنها ترفض أي حوار مع النظام. سياسيا أيضا، أعلن نجيب الغضبان ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة أمس الاول أن الائتلاف يسعى إلى أخذ مقعد سوريا في الأمم المتحدة.
وقال الغضبان إن نظام الأسد فقد شرعيته، بيد أنه أقرّ بأن تولي الائتلاف المقعد سيكون معركة سياسية وقانونية طويلة.
وفي الوقت نفسه، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند إن هناك محادثات مع الائتلاف الوطني لفتح مكتب له في واشنطن، وأضافت أن الإدارة الأميركية تدعم كذلك فتح مكتب للائتلاف في نيويورك. يشار إلى أن للائتلاف حاليا مكاتب في سبع دول بينها فرنسا وتركيا وقطر.
وعلى ذات صعيد الازمة أعلن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي الى سوريا انه «سيواصل مهمته رغم الصعوبات التي يواجهها، ورغم سوء الأوضاع في سوريا». وفي تصريح صحافي عقب لقائه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، قال الابراهيمي: «ان الوضع في سوريا سيء ويزداد سوءا، ومهمتي كممثل خاص مشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية ستستمر رغم الصعوبات الكبيرة التي أواجهها».
وأضاف: «انه سيعمل انطلاقا من مكتبه في العاصمة المصرية القاهرة على الاستمرار في الاتصال بالأطراف المختلفة بما فيها الطرف المعارض للنظام، ولمتابعة التطورات»، مشيراً الى ان «من بين هذه التطورات التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الشيخ معاذ الخطيب فيما يتعلق بالمفاوضات بين المعارضة التي يرأسها والنظام السوري».
وأكد الابراهيمي انه قدم الى الرئيس بوتفيلقة «عرضا عن الوضع في سوريا وما حصل فيها من تطورات»، كما تم التطرق إلى مواضيع اخرى. وتابع: «ان الرئيس بوتفيلقة الذي يعرف جيدا سوريا أعرب عن أمله في أن تنتهي هذه الأزمة الخطيرة». ميدانيا تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على حي جوبر بالعاصمة السورية دمشق وعلى مدن عين ترما وزملكا المجاورة للحي، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك بين الجيش الحر والقوات النظامية، وذلك في أعقاب يوم من المواجهات الدامية سقط فيه نحو مائتي قتيل. ونقلت رويترز عن نشطاء أن العمليات الجديدة تهدف إلى كسر حالة الجمود في دمشق، حيث منع القصف الجوي والمدفعي مقاتلي المعارضة المتحصنين في الشرق من التقدم على الرغم من سيطرتهم على قواعد للجيش
وقال إسلام علوش الضابط بإحدى كتائب المعارضة «نقلنا المعركة إلى جوبر»، وهو حي يربط معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بساحة العباسيين في وسط المدينة. وأضاف «أعنف المعارك تدور في جوبر لأنه المفتاح إلى قلب دمشق». كما ذكرت شبكة شام أن القصف العنيف تجدد براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية، وتركز القصف على حي الحجر الأسود. وكانت مناطق في ريف دمشق قد شهدت خلال الساعات القليلة الماضية تصعيدا في المعارك والقصف الذي وصف بأنه الأعنف منذ أشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري أن «الجيش يشن هجوما شاملا» في ريف دمشق، حيث توجد معاقل كثيرة لمقاتلي المعارضة يستخدمونها كقواعد خلفية في هجماتهم على العاصمة». وأوضح أن الجيش «علم بأن مسلحي المعارضة يحضرون لهجوم في منطقة دمشق، فبادر إلى مهاجمتهم»، قائلا إن «كل مداخل دمشق مقفلة». من جهة ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مناطق في الريف تعرضت لقصف هو الأعنف منذ أشهر ترافق مع معارك ضارية». وقد أصدر المجلس العسكري الثوري التابع للجيش السوري الحر في دمشق بيانا طلب فيه من سكان دمشق «عدم الخروج والتجول في الشوارع والأحياء إلا للأمور الضرورية، خصوصا في المناطق التي تحصل فيها اشتباكات»، وأعلن «المناطق الجنوبية مناطق حرب بمعنى الكلمة حتى إشعار آخر». وعلى جبهة أخرى، في محافظة إدلب وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المعارضة في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يحاول مسلحو المعارضة السيطرة عليهما منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقد تزامن ذلك مع قصف من القوات النظامية على مدينة معرة النعمان القريبة، التي تمكن المعارضون بعد الاستيلاء عليها من إعاقة إمدادات قوات النظام المتجهة إلى حلب.
أما في حلب فقد تواصلت الاشتباكات في حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، حيث تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليه من المقاتلين المعارضين الذين دخلوه قبل أيام. كما سجلت معارك لليوم الثالث على التوالي في محيط ثكنة المهلب للقوات النظامية في حي السبيل غرب المدينة.
وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات بين أرتال للقوات النظامية متجهة نحو مدينة السفيرة «جنوب غرب حلب» ومقاتلين من جبهة النصرة وعدة كتائب أخرى، من أجل منع القوات النظامية من التقدم.