
عواصم- «وكالات» -: ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي رفض امس عرضا باجراء محادثات مباشرة طرحه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الاسبوع قائلا ان ذلك لن يحل المشاكل.
وذكرت هيئة الاذاعة والتلفزيون الإيرانية أن خامنئي قال في كلمة امام مسؤولين وأعضاء في قوة الطيران الايرانية ان «بعض الاشخاص السذج تعجبهم فكرة التفاوض مع أمريكا لكن المفاوضات لن تحل المشاكل.»
وقال «اذا كان بعض الناس يريدون ان يترسخ الحكم الأمريكي مرة اخرى في إيران فان الأمة ستثور لمواجهتهم.»
وعلى صعيد متصل قال السفير الايراني لدى روسيا محمود رضا سجادي امس الاول ان تحقيق تقدم في المحادثات التي ستجري في وقت لاحق هذا الشهر بين القوى العالمية وايران بشأن برنامجها النووي يتوقف على أن تظهر الولايات المتحدة «حسن النية وأن تكون صادقة حقا».
ويجتمع الجانبان في قازاخستان يوم 26 فبراير في محاولة اخرى للتوصل الى اتفاق بشأن طموحات ايران النووية. وتقول ايران إن برنامجها النووي سلمي تماما ويستهدف توليد الطاقة بينما تشتبه القوى العالمية في انها تسعى لصنع أسلحة نووية.
وفشلت المحاولات السابقة في التوصل الى اتفاق شامل بشأن الحد من الانشطة النووية الايرانية ومراقبتها وأضعفت شكوك طهران الآمال في إمكانية إحراز تقدم في المحادثات القادمة.
لكن مسؤولا روسيا رفيعا قال انه يأمل في ان يكون تحقيق تقدم ممكنا وقال السفير الايراني لدى روسيا ان الكرة الان في ملعب واشنطن. وقال المبعوث في مؤتمر صحفي في موسكو «اذا أظهروا «الولايات المتحدة» حسن نية وأمانة حقيقية فانه ستعقد أفضل محادثات ممكنة.»
وكرر سجادي ترحيب وزير الخارجية الايراني يوم السبت بعرض نائب الرئيس الامريكي جو بايدن باجراء محادثات ثنائية لكن تصريحات اخرى من السفير الايراني القت بشكوك على مصداقية واشنطن.
وقال سجادي «رأينا في هذا الاقتراح ايجابي ... لكنني أسأل الروس .. الى أي مدى تصدقون الامريكيين ؟.» وأضاف «أوباما قال ان أمريكا لن تسمح لاسرائيل ببناء مستوطنات جديدة «في الاراضي المحتلة» ... فهل حافظوا على كلمتهم؟.»
ويقول دبلوماسيون غربيون ان ايران لم تبدد بواعث قلقهم في جولات المحادثات السابقة بهدف كسب الوقت لتطوير تكنولوجيا نووية يحتمل أن يكون لها تطبيقات مدنية وعسكرية.
والمحادثات التي ستجري هذا الشهر في مدينة الما اتا بقازاخستان ستضم مسؤولين من ايران والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا. وأيدت روسيا اربع مجموعات من العقوبات التي فرضها مجلس الامن التابع للامم المتحدة على ايران لكنها انتقدت عقوبات الاتحاد الاوروبي المنفردة بما في ذلك الحظر النفطي الذي فرض على طهران. وقال دبلوماسي روسي رفيع انه يأمل في ان تكون المحادثات مثمرة لان الوقت ينفد.
وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف لوكالة الاعلام الروسية الحكومية انه «رغم كل شيء آمل ان تقود الجولة القادمة من المحادثات الى تغير جاد..ان لم يكن الى تقدم كبير. لقد تم اهدار الكثير من الوقت».
وعلى صعيد غير بعيد من الاحداث قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها ستقلص عدد حاملات الطائرات العاملة في مياه الخليج من حاملتين إلى واحدة. يأتي ذلك نتيجة خطط لتقليص ميزانية الدفاع الأميركية نتيجة الضائقة المالية التي تعيشها الولايات المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع، جورج ليتل، أن وزير الدفاع ليون بانيتا «أجّل نشر حاملة الطائرات يو أس أس هاري ترومان «سي في أن 75»» التي كان من المقرر أن تنطلق الجمعة من ميناء نورفولك في فرجينيا شرقي الولايات المتحدة بصحبة الطراد يو أس أس غيتيسبورغ.
وأضاف المتحدث «إزاء الشكوك القائمة في مجال الميزانية، فإن البحرية الأميركية تقدمت بهذا الطلب لوزير الدفاع الذي أقره.
ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع القرار بـ»الحذر»، وأوضح أن سلاح البحرية سيبقى قادرا على النشر «السريع» لحاملات الطائرات. وأضاف أن الجيش الأميركي «سيظل مستعدا للرد على أي حدث أو تهديد في المنطقة». وقد انتقد الوزير بانيتا بحدة امس الاول -في خطابه قبل ترك منصبه- خطط تقليص الميزانية بشدة، قائلا إنها ستؤثر بشكل كبير على الأداء العسكري لبلاده حول العالم. واعتبر أن النواب الأميركيين فشلوا في إدارة مشاكل الميزانية في البلاد بالشكل الصحيح. يشار إلى أنه في حال عدم وصول الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس إلى اتفاق بشان الميزانية بحلول الأول من مارس لمنع الاقتطاع الآلي في النفقات الفدرالية، فإن تمويل وزارة الدفاع سيتقلص بأكثر من 50 مليون دولار سنويا.