
عواصم – «وكالات»: أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن أي حوار هادف لحل الأزمة في سورية يجب أن يكون سورياً سورياً وبرئاسة سورية ويخضع في النهاية لقرار الشعب السوري عبر الاستفتاء.
وأضاف المقداد في حديث لقناة الميادين السورية أمس الاول: إن كل الأطراف مدعوة للحوار الوطني وليس هناك أي شرط على الإطلاق على من يريد المشاركة ولكن من المهم جدا أن يلقي هؤلاء السلاح وأن يأتوا بكل حسن نية. وأوضح المقداد أنه لا أجندة مسبقة أو جدول أعمال مقرا أو قيود على أي جانب من الجوانب التي تجب مناقشتها في المرحلة التحضيرية وكل القضايا يحددها المشاركون وهي متروكة لهم وهم معنيون بإيجاد آليات الحوار وصولا إلى اتفاق على ميثاق وطني يتضمن كل العناصر التي يحصل الإجماع عليها.
وأشار المقداد إلى أن هناك مبادئ أساسية لا يمكن لأحد إلا أن يؤمن بها وهي عدم التدخل العسكري في سوريا والحفاظ على وحدة أرض وشعب سوريا واعتماد المبادئ الديمقراطية في الإدارة واحترام حقوق الإنسان والقوانين والتعددية السياسية والتعددية الإعلامية.
وشدد المقداد على أن المبادرة الأساسية لإجراء الحوار هي البرنامج السياسي المتكامل للحل الذي طرحته سوريا بمراحله الثلاث والذي يرتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومكافحة الإرهاب وبيان جنيف. وقال المقداد إن الرئيس بشار الأسد هو الرئيس المنتخب في سوريا والمؤتمن على وحدة أرضها وشعبها ولذلك يجب أن يكون على رأس مهمة حل الأزمة والإشراف على كل ما يجري ولكن الحوار الوطني ونتائجه متروك للمتفاوضين وبما يمثله السيد الرئيس من خلال منصبه ومن ثقل جماهيري وأي طرح بخلاف ذلك تقف خلفه دول مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها هو طرح غير قابل للنقاش على الإطلاق.
ولفت المقداد إلى أننا لسنا محرجين من أي مبادرة بل الآخرون هم كذلك وطاولة الحوار مفتوحة لجميع من يريد إنهاء الأزمة ووقف سفك الدماء كي نناقش كسوريين وبقيادة سورية كل القضايا المطروحة للحل.
وقال المقداد إن مراهنات بعض الأطراف التي تتدخل في الشأن السوري وصلت إلى طريق مسدود لذلك بدأت تعود إلى الحل السياسي الذي طرحته الحكومة في سوريا والتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي حل إلا الحل السياسي.
وأضاف المقداد إن الاجتماعات والأحاديث التي تتم هنا وهناك هي انعكاس حقيقي للتحولات الإيجابية على الساحة السورية وتوصل الأطراف الخارجية بما فيها الدول التي تدعم الإرهاب إلى قناعة بالحل السياسي.
وشدد المقداد على ضرورة وضع الحكومة في تركيا على قائمة الجهات الداعمة والمساندة للإرهاب بسبب تورطها بكامل أعضائها بما تعانيه سورية من إرهاب عبر دعم الإرهابيين وإدخالهم إليها وتأمين السلاح لهم. وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن هناك أطرافا امتهنت الكذب حول ما يجري في سورية وأرقامها عنها فيها الكثير من المغالطات ومنها الأمم المتحدة التي يجب على المسؤولين فيها الالتزام بميثاقها وعدم خدمة دول وأطراف معينة على حساب أطراف أخرى. وقال المقداد إن أصدقاء سوريا يريدون حل الأزمة فيها عبر الحوار الوطني بين أبناء شعبها ودون أي تدخل خارجي ويعملون لمنع الدول الأخرى من الانجرار باتجاه خلق حالة من عدم الاستقرار في سوريا ستؤثر في محيطها وما هو بعده.
وأشار المقداد إلى أن الدول الغربية وحلفاءها قدموا كل ما يملكون للإرهابيين في سورية وعقدوا الاجتماعات من أجل تدميرها وإعادتها الى الحقبة الاستعمارية لكنهم فشلوا وبالتالي هم يتحدثون الآن عن فشلهم وليس عن مصلحة سورية وما يريده شعبها فإذا أرادوا مصلحة سوريا فيجب عليهم أن يوقفوا الدعم الذي يقدمونه للمجموعات الإرهابية المسلحة وأن يتعاملوا مع الإرهاب في سورية كما يتعاملون معه في مالي. وعبر نائب وزير الخارجية والمغتربين عن أمله بأن تمارس الإدارة الأمريكية سياسة بعيدة عن النصائح التي قدمت من مسؤولين أمريكيين سابقين عن تقديم الأسلحة للمعارضة السورية وأن يغير وزير الخارجية الجديد جون كيري السياسة المدمرة في منطقة الشرق الأوسط لأنه لا يمكن الحفاظ على العالم إلا من خلال الأمن والسلام وإعادة الاستقرار إلى بلد مهم في منطقة الشرق الأوسط هو سوريا.
وعلى ذات السياق أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء السوري أن المكون الكردي يعد مكونا أساسيا من مكونات الحياة الوطنية السورية. جاء ذلك خلال لقاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة فى سورية أمس الاول مع عمر أوسي رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين وأعضاء اللجنة القيادية للمبادرة. وعرض رئيس مجلس الوزراء الإجراءات التى قامت بها الحكومة لتنفيذ بنود المرحلة التحضيرية لعملية الحوار الوطني مؤكدا أن الحكومة منفتحة على كل القوى السياسية والاجتماعية وقوى المعارضة الراغبة فى الانخراط والمشاركة فى العملية السياسية على أسس الحوار والتشاركية فى بناء سوريا وفق الثوابت والمبادئ الوطنية ورفض التدخل الخارجي فى الشؤون السورية.
من جانبه قال أوسي لابد من الاعتراف بأهمية هذا اللقاء التحاوري الذى تلتقي فيه الحكومة السورية مع تيار وطني بصفته الكردية معتبرا هذه المبادرة دليل انفتاح وتعاط ايجابي مع كل القوى الوطنية ومن بينها المكون الكردي الذي يعد مكونا اساسيا من مكونات الشعب السورى بأطيافه المختلفة. ميدانيا تجدد قصف القوات النظامية على عدد من المناطق السورية امس، وذكر ناشطون أن عددا من القتلى سقطوا صباح الامس، وذلك غداة مقتل عشرات كان من بينهم 41 شخصا قضوا في مجزرة بريف حلب.
ووفقا لما نقلته الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن 12 شخصا قتلوا امس في سوريا، سقط معظمهم في دير الزور.
وذكرت شبكة شام الإخبارية أن دبابات النظام السوري قصفت بلدات بريف درعا، كما تعرض شمال منطقة الغارية الشرقية لقصف بالهاون تركز على بلدة خربة غزالة.
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 145 شخصا في مناطق مختلفة من سوريا، ففي قرية الجُنيد بريف حلب قُتل 41 شخصا بينهم 16 من عائلة واحدة. وقال ناشطون إن الجيش الحر يواصل التقدم باتجاه معسكر وادي الضيف وحاجزِ الحامدية في إدلب. ويحاصر الثوار وادي الضيف منذ أكتوبر الماضي، إثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية.
وتواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطار «منغ» العسكري بريف حلب، وكان الجيش الحر قد أعلن السبت أنه سيطر على سريتين تابعتين للنظام في محيط المطار الذي شهد قصفا جويا من قبل الطيران الحربي السوري.
وسيطرت المعارضة الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في إدلب، ضمن مساع للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة.
وفي مدينة حلب -التي تشهد معارك يومية منذ يوليو الماضي- وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية شمال المدينة. وفي دمشق، تعرضت الأحياء الجنوبية -لا سيما الحجر الأسود والعسالي- لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى أن الطيران الحربي قصف أطراف حي القدم. وفي ريف دمشق، استهدف الطيران مناطق عدة منها زملكا ودوما، فيما تعرضت مدينة داريا لقصف القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وانفجرت عبوة ناسفة قرب مطعم في الساحة الرئيسية لمدينة جرمانا، وتسببت في إصابة خمسة أشخاص.
وتشنّ القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على المعاقل التي يتخذها مسلحو المعارضة قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وشهدت مناطق في الريف الأربعاء تصعيدا في المعارك والقصف هو الأعنف منذ أشهر.
وقالت شبكة شام إن أحياء درعا شهدت أيضا معارك بين قوات النظام والجيش الحر، كما تواصلت الاشتباكات في بلدة بصر الحرير ومدينة الحراك اللتين تعرضتا لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية.