
عواصم – «وكالات»: أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، معاذ الخطيب، من القاهرة امس أن النظام السوري لم يعط أي رد واضح على مبادرته للحوار، وقال إنه «إذا تبين أن مبادرتي ستسقط الثورة نتخلى عنها».
وحول انقسام المعارضة، قال الخطيب إن هناك محاولات لزعزعة المعارضة وتفتيت لحمة الشعب، وقال: «متفقون على رحيل النظام، وما يصدر من مواقف متباينة داخل المعارضة طبيعي».
وتابع الخطيب: «قدمنا مبادرات قبل الخروج من سوريا، والنظام رد علينا بمزيد من الاعتقالات».
وكان الخطيب أعرب عن استعداده للحوار مع النظام في المناطق الشمالية من البلاد التي يسيطر عليها الثوار، وذلك تزامناً مع انتهاء المهلة التي حددها الخطيب للنظام في دمشق لقبول مبادرته من دون رد من النظام.
وقال الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه على الرغم من عدم ثقته في نظام يقتل الشعب ويقصف المخابز إلا أنه قبل بالتفاوض من أجل رحيل النظام حقناً لمزيد من الدماء والخراب.
وقال إن مبادرته لم تتطرق لأي أمر عسكري أو سياسي لإيجاد أرضية تفاوضية مشتركة، غير أن النظام فوت هذه الفرصة النادرة مرسلاً رسالة سلبية جداً إلى الداخل والخارج.
واتهم الخطيب النظام بوضع شروط تعجيزية للحوار، منها أن يُعقد داخل سوريا التي وصفها بأنها تحولت إلى زنزانة كبرى.
وقال الخطيب إن النظام استغبى الشعب والمجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان عندما طلب قوائم بأسماء المعتقلين، مقترحاً على النظام أن يقوم بتقديم كشف بأسماء القتلى والسجناء إلى المجتمع الدولي.
ووصف بيانُ الخطيب تعاملَ نظام الأسد مع ملف المعتقلين بغير الإنساني بالمرة.
وقال الخطيب إنه كلف الهيئة السياسية المؤقتة بدراسة المبادرة، ثم تقديم توصيتها إلى الهيئة العامة في ضوء إشارات النظام.
وقوبل طرح رئيس الائتلاف الوطني للحوار المشروط بانتقادات واسعة من بعض أطراف المعارضة التي رفضت أي حوار مع النظام.
أما دمشق فردت على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي الذي قال في حديث تلفزيوني الجمعة إن النظام مستعد للحوار لكن دون «شروط مسبقة».
وكان الخطيب قد اجتمع امس في القاهرة مع المبعوث الدولي إلى سوريا لخضر الإبراهيمي.
وقالت الأمم المتحدة إن الإبراهيمي كرر خلال اللقاء دعمه مبادرة الحوار التي أطلقها الخطيب وشجع الائتلاف على الاستمرار في هذا الاتجاه.
وكان الأخضر الإبراهيمي قد التقى قبل ذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى في القاهرة لبحث مستجدات الأوضاع فى سوريا قبل اجتماع استثنائي عقدته الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بشأن سوريا.
وقالت مصادر في الجامعة إن الإبراهيمي أطلع العربي على نتائج جولاته الأخيرة في عدد من البلدان العربية والأجنبية فى محاولة لإيجاد حلول للأزمة السورية. وعقدت الجامعة العربية امس اجتماعا استثنائيا على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة التقرير الذي أعدته بعثة الجامعة التي زارت مؤخرا دول الجوار السوري «العراق والأردن ولبنان» للوقوف على الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في هذه البلدان.
ميدانيا أعلنت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش السوري الحر سيطر يوم أمس الاول على سد الفرات في مدينة الطبقة بريف الرقة والذي يعد السد الاكبر فى سوريا. في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 75 شخصا الأحد معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها.
وبث ناشطون على شبكة الإنترنت صورا من سد الفرات بعد السيطرة عليه، وقالوا إنه لم يتضرر خلال العملية، كما أعلنوا أن الجيش الحر سيطر على معظم مدينة الطبقة، بما في ذلك كتيبة المدفعية وحاجز الشرطة العسكري وفرع المخابرات الجوية.
ومن جهة أخرى قال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والنظامي على أطراف مدينة دير الزور، كما استهدف الجيش الحر تجمعات للجيش النظامي في لواء الصواريخ ومطار دير الزور العسكري، الذي يحاصره الثوار منذ شهرين تقريبا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من جبهة النصرة وكتيبة أويس القرني وكتيبة أحرار الطبقة سيطروا على سرية المدفعية في مدينة الطبقة، واستولوا على ذخيرة ومدافع ثقيلة. كما سيطر المقاتلون على حاجز مديرية المنطقة في المدينة وحاجز الشرطة العسكري وعلى فرع المخابرات الجوية.
وفي محافظة دير الزور «شرق»، أشار المرصد إلى أن «اللواء 113 يتعرض للقصف بالدبابات من قبل مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة»، التي تشتبك مع القوات النظامية في محاولة للسيطرة على هذا اللواء المخصص للمدفعية.
ويقع اللواء إلى الشمال من مدينة دير الزور التي ما زالت تحت سيطرة النظام، في حين يسيطر المقاتلون على الريف. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء الجبيلة والمطار القديم والحويقة، وأضاف ناشطون أن عشرين عنصراً تابعين لقوات النظام أعلنوا انشقاقهم وانضمامهم إلى صفوف الجيش الحر. وعُثر صباح الامس على 15 جثة لأشخاص أحرقتهم قوات النظام قرب الأمن العسكري وسط المدينة.
وفي محافظة حلب «شمال»، قتل أربعة عناصر من القوات النظامية وجرح 20 آخرون على الأقل إثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة مبنى كانوا يتمركزون فيه بقرية الدويرينة، تلته اشتباكات بين الطرفين.
وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة كذلك بين «أرتال القوات النظامية المتجهة إلى مدينة السفيرة، ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة يحاولون منعها من التقدم».
أما في دمشق، فقتل ثلاثة أشخاص جراء انفجار في حي ركن الدين في شمال العاصمة، وشهد مخيم اليرموك اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. كما تجددت الاشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي استهدف خلالها الجيش الحر إحدى الدبابات. وأفادت أيضا شبكة شام بأن الاشتباكات تجددت في حي القدم، بالتزامن مع قصف عنيف على حيي العسالي والمأذنتين بدمشق.
وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر سيطر على حاجز الترب العسكري في الزبداني، كما سيطر على حاجز العدنان في حي جوبر بالعاصمة.
وشن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة زملكا ومحيطها إلى الشرق من العاصمة، في حين تعرضت مناطق عدة للقصف منها مدينتا داريا والنبك.
وفي محافظة حماة «وسط»، قتل خمسة حراس في معمل للإسمنت واقع في قرية كفربهم في ريف حماة الغربي إثر هجوم نفذه مقاتلون على المعمل. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة صباح اليوم قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية.
وقال ناشطون إن الجيش الحر يواصل التقدم باتجاه معسكر وادي الضيف وحاجزِ الحامدية في إدلب. ويحاصر الثوار وادي الضيف منذ أكتوبر الماضي إثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية.
وتواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطار «منغ» العسكري بريف حلب، وكان الجيش الحر قد قال السبت الماضي إنه سيطر على سريتين تابعتين للنظام في محيط المطار الذي شهد قصفا جويا من الطيران الحربي السوري.