
القدس - «وكالات»: اتخذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أول خطوة في تشكيل حكومة جديدة امس الاول بالتوصل إلى اتفاق ائتلاف مع وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني وتكليفها مهمة استئناف عملية السلام المتوقفة مع الفلسطينيين. ويعد اختيار نتانياهو لليفني -وهي شخصية معتدلة في حكومة يقودها حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه- خطوة ايجابية قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما المرتقبة لإسرائيل الشهر القادم للحث على استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ عام 2010.
وقال نتانياهو في تصريحات بثها التلفزيون ان الهدف من الاتحاد مع ليفني وهي منافس قديم له هو ان تكون حكومته القادمة «حكومة وحدة وطنية مستقرة ذات قاعدة عريضة توحد الشعب». وأضاف أنه يريد مواجهة ما سماه «تحديات هائلة» تتمثل في اكتساب إيران قدرات نووية وعنف الثورات العربية في الدول المجاورة. وقال نتانياهو إن إسرائيل «تبذل كل ما في وسعها لتعزيز عملية سلام تتسم بالمصداقية مع الفلسطينيين» مضيفا انه يأمل في استئناف المحادثات التي توقفت بسبب نزاع بشأن الانشطة الاستيطانية. وقال نتانياهو إن ليفي ستصبح «شريكا كبيرا في جهود» استئناف العملية الدبلوماسية في الشرق الأوسط دون ان يعطي صراحة تسمية للدور الدبلوماسي الجديد الذي ستقوم به. وستصبح ليفني ايضا وزيرة للعدل وهو المنصب الذي تولته في السابق. والاتفاق مع حزب ليفني الذي يحتل ستة مقاعد في الكنيست سيزيد على الأرجح الضغط على الأحزاب اليسارية والدينية الأخرى للمشاركة في حكومة نتانياهو الجديدة الموسعة. وفاز نتانياهو في الانتخابات التي جرت في 22 من يناير لكنه لم يحصل على أغلبية في الكنيست. وأمام نتانياهو شهر آخر للتوصل إلى اتفاق مع شركاء لتشكيل ائتلاف للسيطرة على ما لا يقل عن نصف مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا. وحصل ليكود الذي خاض الانتخابات على قائمة واحدة مع حزب يميني آخر على 31 مقعدا في البرلمان.
وقالت ليفني 54 عاما انها قررت الانضمام لحكومة نتانياهو القادمة «بسبب ضرورة استراتيجية واخلاقية لطرق كل الأبواب لاستنفاد كل الاحتمالات وأن نصبح شريكا في اي حكومة تتعهد بتحقيق السلام».
وقادت ليفني عندما تولت وزارة الخارجية الإسرائيلية بين عامي 2006 و2009 مع حزب كديما الوسطي محادثات غير حاسمة مع الفلسطينيين. وأسست حزبا خاصا بها العام الماضي بعد الانسحاب من كديما في اعقاب خسارتها في انتخابات زعامة الحزب. وكانت ليفني رفضت طلب نتانياهو بالانضمام إلى حكومته الحالية التي شكلت بعد انتخابات 2009 وسط خلافات بشأن السياسة والوظائف بعد ان حصد حزبها معظم المقاعد رغم ان نتانياهو استطاع ان يتفوق عليها في ضم حلفاء سياسيين أكثر منها. وقال نتانياهو انهما اتفقا على «اننا بحاجة لتنحية خلافاتنا جانبا والتغلب على تنافسنا القديم وتوحيد الجهود من اجل البلاد».