
عواصم – وكالات : حذرت روسيا النظام السوري ومسلحي المعارضة من أن استمرار نزاعهما العسكري يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في افتتاح الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون بين روسيا وجامعة الدول العربية في موسكو «لا يمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين».
وأضاف لافروف «نبذل ما في وسعنا لتهيئة الظروف لبدء هذا الحوار في أسرع وقت بدون شروط مسبقة طبقا للاتفاقات المنصوص عليها في بيان جنيف التي يعمل مبعوث جامعتكم والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي على تحقيقها». وحول الوضع في الشرق الأوسط قال لافروف إن موسكو ليست راضية عن الوضع القائم في المنطقة، نظرا إلى «عدد من الأمور التي تثير قلقنا وقلقكم». وأوضح أنه يقصد ظهور بؤر للنزاعات المسلحة في المنطقة، وتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب، وانتشار الأسلحة دون حسيب أو رقيب. وحث لافروف الجامعة على أن تؤدي دورا رئيسيا «في حل النزاعات الدائرة في العالم العربي بعيدا عن أي تدخل خارجي لا يوافق عليه مجلس الأمن الدولي». وأكد لافروف على أن روسيا تؤيد قرار الجامعة العربية بشأن عقد مؤتمر يتبنى إعلان إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن روسيا ستعمل على تنفيذ هذا القرار. وكان منتدى التعاون الروسي العربي قد أسس في ديسمبر من عام 2009. وحُددت مهمته في الارتقاء بمستوى التعاون بين روسيا وأعضاء جامعة الدول العربية. ولم يتمكن المنتدى من عقد أي اجتماع حتى الآن بسبب أحداث العالم العربي التي أعقبت صدور إعلان تأسيسه. وعلى صعيد متصل نفى الائتلاف الوطني المعارض في سوريا احتمال عقد لقاء بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو.
وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف إنه لا خطط لعقد لقاء بين رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب والمعلم في العاصمة الروسية.
وكان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قال أمس الاول إن روسيا تتوقع أن يزورها وزير الخارجية السوري الاثنين القادم. وقبل أقل من أسبوع, نفى الائتلاف الوطني السوري ما تردد عن إمكانية عقد لقاء بين الخطيب والمعلم في موسكو. و قال هيثم المالح إن الائتلاف الوطني السوري تحكمه وثيقة الدوحة التي تنص على مبدأ عدم التفاوض مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن أحدا من الائتلاف لم يتسلم أي دعوة لحضور أي اجتماع في روسيا التي اتهمها بأنها تسعى إلى إنقاذ نظام الأسد.
وتابع أن الائتلاف سيطلب في غضون أيام من المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف ضد الأسد, قائلا إن الائتلاف لا يمكن أن يتحاور مع النظام الذي نعته بـ«العصابة» التي يتعين اعتقالها لا التحاور معها.
ميدانيا أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على حي القرابيص في حمص بالكامل، في حين أفاد المركز الإعلامي السوري بأن صاروخين من نوع سكود أطلقا من قاعدة للنظام بريف دمشق باتجاه شمال البلاد بعد يوم من مجزرة بحلب قتل فيها العشرات إثر سقوط صاروخ من النوع ذاته. وقال الجيش الحر إنه سيطر على حي القرابيص بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، ويقع حي القرابيص شمال مدينة حمص وهو من الأحياء التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل قوات النظام السوري.
وتأتي السيطرة على الحي في وقت تصعد القوات النظامية قصفها في مدينة حمص وريفها، وبعد تعرض قرى محيطة بمدينة القصير لقصف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والدبابات. من جهة أخرى أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن الجيش الحر تمكن من السيطرة على كتيبة الهجانة 546 في محافظة الحسكة. كما أفادت الهيئة بأن الجيش الحر تمكن أيضا من السيطرة على منطقة تل حميس ومنطقة الجزعة في الحسكة بعد اشتباكات مع قوات النظام. ميدانيا أيضا قال المركز الإعلامي السوري إن صاروخين من طراز سكود أطلقا صباح الامس من قاعدة اللواء 155 بريف دمشق باتجاه شمال البلاد. وقال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها أبو عبد الله الحلبي إن أحد الصاروخين سقط في ريفي الرقة بشمال سوريا، في حين لم يتحدد بعد مكان سقوط الصاروخ الثاني.
وأضاف للجزيرة أن حلب شهدت فجر الامس سقوط قذائف مدفعية، مما أدى إلى سقوط 23 قتيلا خلال الساعات الماضية.
وكان العشرات قضوا في مجزرة وقعت في حي جبل بدرو شرق حلب الاثنين الماضي عندما سقط صاروخ من الطراز ذاته على الحي. وقال ناشطون إنه أطلق من إحدى قواعد الجيش النظامي.
وفي السياق قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن عدة قذائف هاون سقطت على قصر تشرين الرئاسي وسط العاصمة دمشق أمس الاول مما أسفر عن أضرار مادية في محيط القصر. وتبنى المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر على صفحته على موقع «فيسبوك» العملية.
يأتي ذلك بعد يوم دام قتل فيه 159 سوريا أمس الاول وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، بينهم 22 طفلا و13 امرأة. وقد وثقت اللجان 324 نقطة قصف, بينها 22 تم قصفها بالطيران الحربي واثنتان بصواريخ سكود ومثلهما بصواريخ أرض أرض, إضافة إلى استخدام قنابل عنقوديه وفراغية وفوسفورية.
وقالت لجان التنسيق إن الجيش الحر اشتبك مع جيش النظام في أكثر من 130 نقطة وتمكن من إسقاط طائرة حربية في تلبيسة بحمص.
وفي تطورات أخرى بالمنطقة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاول إن أرتالا من القوات النظامية تتجه إلى حلب من جهة الشرق قادمة من وسط سوريا، وقد وصلت إلى بلدة تلعرن جنوب شرق مدينة حلب.