
عواصم – وكالات : قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو إن السلطات السورية «جاهزة للحوار مع كل من يرغب بالحوار بما في ذلك من حمل السلاح» في اشارة واضحة إلى المعارضة المسلحة.
جاء ذلك خلال لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية.
و نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن المعلم قوله إن «ما نشاهده في سوريا حرب يشنها الإرهاب على البلاد» مؤكدا على ايمان النظام السوري بالحل السلمي للأزمة على حد قوله.
و اتهم المعلم «جبهة النصرة» بأنها أصبحت أحد فروع تنظيم القاعدة الذي يقوم بالأعمال الإرهابية في البلاد.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي أن لقاءه مع الوزير المعلم يأتي في إطار الضرورة من أجل مقارنة المواقف بين موسكو ودمشق ورؤية كيفية تحريك مسألة الحوار الوطني الشامل في سورية.
واكد لافروف أن الحل الوحيد «المقبول» في سوريا هو تسوية سياسية للنزاع المستمر في البلاد منذ عامين.
وبالامس أكد لافروف أن المتطرفين يسيطرون في صفوف المعارضة السورية وهم يعرقلون أي مبادرات تؤدي إلى الحوار.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله امس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهولندي فرانس تيميرمانس بموسكو:»بدا لنا منذ أيام أن الظروف لجلوس الأطراف في سورية إلى طاولة المفاوضات باتت جلية أكثر وظهرت أصوات لصالح مثل هذا الحوار بدون شروط مسبقة ثم تم انكار هذه المواقف».
وأضاف «يبدو أن المتطرفين تغلبوا في صفوف المعارضة بما فيها ما يسمى /الائتلاف الوطنى/ وهم يراهنون على الحل العسكري للمشكلة السورية ويعرقلون أي مبادرات تؤدي إلى بدء الحوار».
وتابع: «لكننا لا نستسلم.. نحن بالطبع لا نستطيع حل هذه المشكلة بالنيابة عن السوريين ولكن في اتصالاتنا مع الدول الأخرى التي قد تؤثر بصورة أو بأخرى على الأطراف السورية نشعر بقلق متزايد من استمرار الوضع الراهن».
واضاف لافروف «إن العديد من ممثلي المجتمع الدولي يتفقون في ضرورة التأثير على الحكومة والمعارضة وإقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار».
وتابع لافروف انه سيجري بحث هذه المسألة خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري المقرر عقده في برلين أمس (الثلاثاء) مضيفا: «بدا لي من مكالمتنا الهاتفية الأخيرة أنه يدرك حدة الوضع».
ومن ناحيتها, قررت المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي سيعقد في روما غدا الخميس.
وغير الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية رأيه وقرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا مبررا ذلك بتلقيه وعودا أميركية بريطانية بدعم الشعب السوري، في حين شككت واشنطن في دعوة النظام السوري للحوار.
وبعد تعليق الائتلاف المعارض مشاركته في مؤتمر روما، عدل عن ذلك. وقال رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الاثنين -عبر صفحته على موقع فيسبوك- إن رئاسة الائتلاف قررت إيقاف تعليق زيارتها إلى مؤتمر أصدقاء سوريا، وقررت المشاركة فيه.
وأضاف الخطيب أن هذا القرار جاء بعد تلقي الائتلاف «وعودا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ بمساعدات نوعية لرفع المعاناة عن شعبنا، ولما قد يتيحه هذا الاجتماع من فرص مفتوحة لدعم الشعب السوري».
ونقل الخطيب عن كيري وهيغ «رفضهما الكامل للأعمال المتوحشة التي يقوم بها النظام السوري»، كما أكد أنه «سيتم من خلال النتائج العملية لهذه المشاركة إعادة تقييم علاقات المعارضة السورية مع الأطراف الدولية».
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن السبت الماضي تعليق مشاركته في مؤتمر أصدقاء سوريا، «احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري، ولا سيما بعد إطلاق صواريخ على حلب الجمعة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين». كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
وفي العاصمة البريطانية لندن، شكك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دعوة النظام السوري إلى الحوار، وحث المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر في روما، معتبرا أنّ المؤتمر سيكون فرصة لاتخاذ قرارات «تتجاوز الكلام».
وقال كيري -خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البريطاني وليام هيغ في لندن- إن استمرار العنف في سوريا دليل آخر على أن الوقت حان لتخلي الرئيس بشار الأسد عن منصبه.
وأدان العنف الذي تعرض له المدنيون في الآونة الأخيرة. وقال مسؤول أميركي يرافق كيري في جولته وطلب عدم نشر اسمه، «انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أحمد معاذ الخطيب لتشجيعه على المجيء إلى روما».
وشددّ كيري على أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يُقّيم حاليا الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لمساعدة وحماية الشعب السوري.
وقال وزير الخارجية الأميركي -الذي وصل العاصمة البريطانية في مستهل جولة دولية- «إن المعلم تحدث في موسكو عن مبادرات، لكن من الصعب أن نسلم بفكرة الحوار الجاد بينما تسقط صواريخ سكود على الناس في حلب».
وأضاف أنه سيجتمع بالمعارضة السورية للبحث في سبل دفع النظام للتخلي عن السلطة، قائلا إنه على ثقة من حصول نتائج. وأشار أيضا إلى أنه ستكون لديه فرصة للتشاور مع عدد من وزراء الخارجية بشأن مساعدة المعارضة السورية خلال الأيام المقبلة.
وبدوره، عبر هيغ عن تفهمه لشعور المعارضة السورية بالإحباط من المواقف الدولية، قائلا إن ذلك الشعور ليس مفاجئا، «فأكثر من 70 ألفا قتلوا حتى الساعة في سوريا، فضلا عن الجمود السياسي».
وأشار إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يفكرون في تقديم مساعدات جديدة للمعارضة وسيتم الإعلان عنها في الأسابيع القادمة. وأضاف «ينبغي أن نطور سياساتنا لتقديم مساعدات للمعارضة السورية».
ميدانيا، قتل 153 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا امس الاول هم 64 مدنيا و33 مقاتلا معارضا و56 جنديا نظاميا، وذلك وفق حصيلة غير نهائية للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمسة أفراد من قوات الأمن السورية قتلوا في انفجار سيارة ملغومة في شرق دمشق مساء امس الاول.
و أضاف أن الانفجار اعقبته اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال سكان إن الانفجار وقع عند الساعة التاسعة مساء وكان شديدا لدرجة انه هز العاصمة السورية بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وقال التلفزيون الرسمي إن الانفجار نجم عن سيارة ملغومة.
ويأتي الانفجار بعد سلسلة من تفجيرات السيارات الملغومة في وسط دمشق الخميس الماضي قال نشطاء إن اكبرها أودى بحياة 60 شخصا على الاقل في حي المزرعة
ومن جهتها, اعلنت الامم المتحدة ان احد افراد طاقم بعثتها المكلفة مراقبة وقف
اطلاق النار في الجولان بين اسرائيل وسوريا قد اختفى.