
عواصم – «وكالات»: انعقد امس في العاصمة الإيطالية روما مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمشاركة العديد من دول العالم، بهدف بحث السبل لحل الازمة السورية المتفاقمة والدائرة منذ عامين وراح ضحيتها اكثر من 70 الف قتيل حسب تقديرات الامم المتحدة وتسببت فى نزوح مئات الآلاف، وبحث المشاركون فى المؤتمر ايضا سبل مساعدة المعارضة السورية بمختلف الوسائل ولكن مازالت مساءلة تسليح معارضي الاسد تشهد تباينا فى وجهات النظر.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي امس إن مسؤولين غربيين وعربا سيلتقون بممثلين للمعارضة السورية في اسطنبول يوم الإثنين القادم لبحث تقديم مساعدات عسكرية وإنسانية لمقاتلي المعارضة.
وأضاف المصدر «الاجتماع يهدف للعمل مباشرة مع هياكل المعارضة لزيادة مستوى الدعم». وأضاف أن ممثلين مدنيين وعسكريين للمعارضة السورية سيحضرونه.
ودان الاجتماع الدول التي تقدم السلاح إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مصدر لرويترز إن اجتماع «أصدقاء سوريا» يدين أيضا استخدام قوات الأسد لصواريخ سكود. وتنفي الحكومة السورية استخدامها صواريخ باليستية.
وتقول روسيا صراحة إنها تقدم معدات عسكرية إلى الأسد لكن المعارضة السورية ودولا غربية تتهم إيران أيضا بتقديم السلاح.
هذا وقد سبق الاجتماع تحركات متسارعة من قبل الادارة الامريكية بغية بلورة رؤية موحدة حول الازمة.
وفور وصوله إلى روما، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظرائه في دول الناتو والاتحاد الأوروبي لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والبدائل المختلفة لحل الأزمة. في حين أكد رياض سيف نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن الائتلاف يطلب «دعما عسكريا نوعيا» أثناء مؤتمر روما.
ورفض جون كيري، أثناء اجتماعه مع رئيس الائتلاف السوري المعارض، معاذ الخطيب، في العاصمة الإيطالية روما قبيل انطلاق «مؤتمر أصدقاء سوريا»، امس، تقديم سلاح للمعارضة السورية، ولكنه تعهّد بتقديم مساعدة ملموسة في مجالات أخرى.
وبعد الأنباء عن اتجاه أمريكي لدعم المعارضة عسكرياً، قالت وكالة رويترز، امس، إن الإدارة الأمريكية لم تقرر بعد تزويد المعارضة السورية بالدعم العسكري، لكنها تتجه إلى الإعلان في مؤتمر روما عن تقديم مساعدات طبية وأغذية بشكل مباشر إلى مقاتلي المعارضة.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة إن المجلس الوطني السوري يتجه لمقاطعة مؤتمر روما بسبب عدم وفاء الدول المشاركة بوعودها التي قطعتها في المؤتمرات السابقة.
وقال المصدر إن تمثيل المعارضة السورية في مؤتمر روما اقتصر على الائتلاف الوطني؛ لأن المجلس يريد أن يبعث رسالة إلى الأسرة الدولية مفادها أن كل الاجتماعات الدولية السابقة لم تثمر عن نتائج تذكر.
وقبيل توجهه إلى روما، قال كيري في باريس إن المؤتمر سيناقش سبل الإسراع في تحقيق الانتقال السياسي في سوريا، مشيرا إلى أهمية العمل على وصول المساعدات إلى المناطق التي حررت من النظام السوري، حسب تعبيره.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن واشنطن ستحاول حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تغيير حساباته بشأن سوريا.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة صدى موسكو قبل لقائه نظيره الروسي في الكرملين امس، أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في «قرار سياسي» سريع لوضع حد للنزاع في سوريا، وبحسب ترجمة روسية لتصريحاته قال «أعتقد أننا سنتمكن خلال الأسابيع المقبلة من إيجاد حل سياسي يسمح بوضع حد لتصاعد النزاع» في سوريا.
وأشار إلى أنه «لمس تقدما» في اتجاه حوار سياسي بين نظام دمشق والمعارضة، لكنه أوضح أن الكثير يتوقف على موقف الرئيس بوتين، في إشارة إلى تشديد روسيا، إحدى الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، على ضرورة إجراء حوار بين السلطة والمعارضة.
وبين هولاند أنه سيبحث مع بوتين مسألة الانتقال السياسي في سوريا ورحيل الأسد. وأكد أن فرنسا وشعبها تطالب برحيل الأسد كغيرها من الدول الغربية.
وفي هذا السياق قال الرئيس الفرنسي إن المعارضة السورية تصبح يوما بعد يوم أكثر شرعية ومستعدة لتأخذ على عاتقها جزءا من المسؤولية عن مستقبل سوريا وتكتسب شرعية متزايدة، مشيرا إلى أن المعارضة السورية لا يمكن أن تتفاوض مع الأسد.
وفي تغير للموقف الأمريكي نحو القيام بدور أكبر في سوريا، قالت المصادر إن الولايات المتحدة تخطط لتزويد مسلحي المعارضة بمساعدات طبية وغذائية بشكل مباشر، وأضافت أن هذه المساعدات لن تكون في الوقت الراهن ذات طبيعة عسكرية ولن تشمل أيضا أي تدريب عسكري.
ونقلت رويترز عن مصادر -رفضت الكشف عن هويتها- تأكيدها أن مؤتمر روما سيشهد إعلان واشنطن زيادة المساعدات الموجهة للمعارضة السورية. وسيحصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على قدر من الأموال أكبر بكثير مما سيحصل عليه مسلحو المعارضة، وذلك بعد أن قدمت الولايات المتحدة حتى الآن مساعدات تزيد قيمتها عن 50 مليون دولار تشمل معدات غير قتالية إلى المعارضة المدنية السورية، وحوالي 365 مليون دولار لمنظمات غير حكومية من أجل التكفل باللاجئين السوريين في الدول المجاورة. ووفقا لنفس المصدر ما زالت واشنطن تعارض تقديم معدات قتالية، ولن تقدم مواد -تحدثت واشنطن بوست عنها في وقت سابق- مثل سترات واقية من الرصاص أو ناقلات جند مدرعة أو تدريبا عسكريا في الوقت الحالي.
من جانبه أكد رياض سيف نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أن الائتلاف طلب «دعما عسكريا نوعيا» من مؤتمر روما.
ونقلت رويترز عن سيف قوله «نطلب من أصدقائنا تقديم كل عون يمكننا من تحقيق مكاسب على الأرض ويسهل عملية الحل السياسي من مركز القوة وليس من مركز الضعف».
وأوضح أن المعارضة تتوقع أن يكون الدعم «سياسيا وإغاثيا ونوعيا وتسليحيا»، وامتنع عن الخوض في التفاصيل، لكنه قال إن «اجتماعات خاصة» ستعقد لمناقشة مسألة الدعم العسكري.
وردا على سؤال عن إمكانية إرغام الرئيس بشار الأسد على قبول حل سياسي، قال سيف إن الميزان العسكري يميل في غير صالح الرئيس السوري، وأضاف «ليس جميع السوريين الذين تحت سلطة بشار الأسد موالين له والذين تحت سلطته يجب أن ينأوا بنفسهم عنه ويتركوه لقدره».
وكان عضو اللجنة القانونية في ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية هشام مروة قال إن الائتلاف ينتظر اتخاذ قرار بالسماح بتزويد الثوار بالسلاح في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري.
وقد رحب البيت الأبيض في بيان له بقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المشاركة في اجتماع روما، رغم أن المجلس الوطني السوري المكون الرئيسي في الائتلاف لم يشارك في المؤتمر.
ميدانيا أعدمت قوات النظام السوري ما لا يقل عن 12 شابا من أهالي حي نهر عيشة في دمشق بعد اعتقالهم حسب ما قالت الهيئة العامة للثورة السورية واتحاد تنسيقيات الثورة، في حين تدور معارك ضارية بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في محيط مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وسط عمليات دهم في أحياء أخرى، وذلك في وقت يتواصل فيه القتال العنيف في مدن وبلدات ريف دمشق المحيطة بالعاصمة، وتتصاعد الاشتباكات والقصف في حمص وحلب ودير الزور وإدلب وحماة والرقة مما أسفر عن سقوط 19 قتيلا معظمهم في القنيطرة ودرعا، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية واتحاد تنسيقيات الثورة بأن 12 شابا من أبناء حي نهر عشية بالعاصمة قضوا تحت أقبية التعذيب في المخابرات السورية، سبعة منهم من عائلة واحدة، في حين أشارت شبكة شام إلى إعدامات ارتكبت بحق عدد من شباب الحي دون ذكر عددهم.
في هذه الأثناء يدور قتال عنيف بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وسط سماع انفجارات عنيفة في أنحاء العاصمة. وأشارت شبكة شام إلى أن قوات النظام تحاول اقتحام المنطقة، في حين تقوم قوات أخرى بحملة مداهمات في أحياء الميدان وقبر عاتكة والفحامة بدمشق.
وفي محيط العاصمة بريف دمشق استمر قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن معضمية الشام ودوما والزبداني، وسط معارك تدور على أطراف مدينة داريا. ويقول الناشطون إن مدينة الزبداني تتعرض لقصف يومي منذ أكثر من أربعة أشهر مما أدى إلى نزوح أكثر من 95 في المئة من السكان في وقت يعاني من بقيَ من الأهالي من حصار خانق ووضع معيشي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف على الزبداني أوقع قتيلا وعشرات الجرحى، في حين استهدف القصف الأحياء السكنية بمعضمية الشام ودوما وداريا.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، يخوض الثوار معارك عنيفة ضد قوات النظام، حيث يحاصرون اللواء 39 في الغوطة الشرقية الذي يضم كتائب الكيمياء والإشارة والخدمات الطبية.
في غضون ذلك تدور اشتباكات عنيفة في محيط حي الخالدية بمدينة حمص بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة وسط قصف مدفعي عنيف، وفق ما أفادت الهيئة العامة للثورة التي أشارت إلى أن قوات النظام تقصف أحياء حمص المحاصرة بمدافع الهاون وسط تصاعد أعمدة الدخان من عدة أحياء والسوق المسقوف بالمدينة.
يأتي ذلك في وقت تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة تلبيسة ومنطقة الحولة بريف حمص، في حين قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدات ريف حماة الجنوبي المجاور لحمص، وتركز القصف على بلدتي جنان وزهرة المدائن، وفق شبكة شام والهيئة العامة للثورة.
وإلى الشمال في إدلب قالت شبكة شام إن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة حيش بريف إدلب من جهة الملعب الدولي مما خلف العديد من الخسائر في صفوف قوات النظام. وفي الجهة الشرقية المجاورة لإدلب وقعت اشتباكات عنيفة في مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل بريف حلب بين الجيش الحر وقوات النظام وفق المصدر نفسه، في حين أشارت الهيئة العامة للثورة إلى قصف قوات النظام أحياء بحلب من جمعية المهندسين.
وفي شرق البلاد تجدد القصف بالمدفعية على معظم أحياء مدينة دير الزور وسط اشتباكات عنيفة في حي الحويقة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحامه، وفق الهيئة العامة للثورة. كما أسفر القصف بطيران النظام على المنصورة بالرقة المجاورة عن إصابة طفل وتهدم عدد من المنازل.
وفي جنوب البلاد قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات أحياء درعا البلد، كما شنت حملات دهم للمنازل بحي القصور.