
بيروت - «وكالات»: قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الرئيس بشار الاسد سيطرت على قرية جنوب شرقي مدينة حلب امس الاول وأعادت فتح خط امداد الى أكبر مدن سوريا حيث تقاتل قوات المعارضة منذ ثمانية اشهر.
وقال المرصد ان الاستيلاء على قرية تل شغيب يمثل الخطوة الاخيرة نحو اقامة خط امداد بري من الشمال الى حلب من محافظة حماة وهو طريق حيوي لقوات الاسد التي فقدت السيطرة على جزء من الطريق السريع الرئيسي من الشمال الى الجنوب.
ويقول المعارضون انهم يسيطرون على معظم ارجاء المدينة نفسها وكل المناطق النائية الريفية تقريبا. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق نصر حاسم وشكوا من ان القوات الحكومية تتفوق عليهم في العتاد وأنهم عرضة لخطر القصف من جانب القوات الجوية والمدفعية والصواريخ التي قتلت عشرات الاشخاص في حلب الاسبوع الماضي.
وتحدث ناشطون عن يوم آخر من القتال الضار في انحاء حلب شمال المطار العسكري في النيرب على بعد خمسة كيلومترات الى الشمال من تل شغيب التي استعادتها قوت الاسد.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة ومقره بريطانيا ان هذا المكسب مهم للنظام. وكان يتحدث عن هجوم الجيش شمالا الذي قوض العديد من مكاسب المعارضة عندما تحركت جنوبا الى حماة من محافظة حلب في نهاية العام الماضي.
وأضاف انه في الشرق على الحدود العراقية تمكنت القوات الحكومية أيضا من استعادة السيطرة على مركز اليروبية الحدودي وهو نقطة لعبور الحدود بين العراق وسوريا بعد ان سيطرت عليها قوات المعارضة لمدة 24 ساعة.
وتصاعدت الانتفاضة التي اندلعت في مارس 2011 باحتجاجات سلمية لتتحول الى حرب اهلية بين السنة الذين يمثلون الغالبية من سكان سوريا والاقلية العلوية.
وتقول الامم المتحدة ان 70 ألف شخص قتلوا وان نحو مليون شخص فروا من البلاد وبات ملايين الاشخاص غيرهم من النازحين أو في حاجة ماسة الى مساعدات غذائية.
وتعهدت الولايات المتحدة بارسال مساعدات مباشرة غير فتاكة الى المعارضين في اجتماع روما يوم الخميس مما أصاب بالاحباط خصوم الاسد الذين كانوا يأملون في الحصول على مزيد من الدعم العسكري الملموس لترجيح كفة توازن القوى على الارض لصالحهم.
وقال البيت الابيض ان الرئيسين الامريكي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين ابديا اتفاقهما خلال اتصال هاتفي امس الاول بشأن «ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي» لانهاء العنف في سوريا باسرع ما يمكن.
وشدد الزعيمان ايضا على اهمية ان يواصل وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف «ارتباطهما» بشأن سوريا.
ولم يدل بيان البيت الابيض بتفاصيل اخرى بشأن المناقشة التي جرت بين اوباما وبوتين بشأن الازمة السورية. ويوجد خلاف منذ فترة طويلة بين موسكو وواشنطن بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد. وتقول الولايات المتحدة انه يجب تنحي الاسد ولكن روسيا تقول ان خروجه من السلطة يجب الا يكون شرطا مسبقا للتوصل لتسوية من خلال التفاوض.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن سوريا سوف تتفكك إذا واصلت القوات الحكومية والمعارضة القتال بدلا من السعي للتوصل الى اتفاق سلام من خلال التفاوض.
وأضاف إن الوضع في سوريا يتدهور يوما بعد يوم لكن هناك الآن فرصة ضيئلة لمحادثات السلام.
وقال بان في مؤتمر صحافي في جنيف «هذه فرصة ضئيلة للغاية ندعمها بقوة ونشجعهم على استغلالها. قد تفوت الفرصة قريبا».
وأظهرت الحكومة السورية استعدادا متزايدا لإجراء محادثات مع المعارضة لإنهاء الحرب الأهلية التي أجبرت نحو مليون سوري على الفرار من بلدهم.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال يوم الاثنين إن الحكومة ستجري محادثات حتى مع المعارضة المسلحة. وقامت سوريا يوم الخميس بتمديد مدد جوازات السفر للسوريين في الخارج لتستجيب بذلك لأحد الشروط التي وضعتها المعارضة لإجراء المحادثات.
وقال بان الذي كان يلقي محاضرة امس الاول «أواصل حث الأطراف السورية على أن تأخذ طريقها إلى طاولة المفاوضات. الفظائع في الشهور والسنوات الماضية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحل العسكري في سوريا يؤدي إلى تفككها».
وتابع قائلا «لا ينبغي بعد الآن أن يقف مجلس الأمن كشاهد صامت على المجزرة. يجب أن يجتمع بعد طول انتظار ويضع معايير الانتقال الديمقراطي الذي قد يكون أفضل أمل أخير متاح لإنقاذ سوريا». وعرقلت روسيا إصدار مجلس الأمن قرارين يستهدفان إنهاء الحرب وتصر على أنه لا يجب أن يكون تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة شرطا مسبقا لحل يتم التوصل إليه من خلال التفاوض.
ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس بحذر باقتراح من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند بتوسيع الحوار بشأن سوريا لضم أطراف يمكن أن تقوم بدور المفاوضين بين الأسد والمعارضة.
وقال بان للصحافيين «أدعو مجلس الأمن وزعماء دول المنطقة والشعب السوري على التوحد لحل هذه القضية».
وأضاف «في غضون أسبوعين فقط ستدخل هذه الأزمة عامها الثالث. إلى متى سنستمر في رؤية الناس وهم يقتلون ويشردون على هذا النحو».
والتقي بان كي مون امس مع المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي في سويسرا لاجراء محادثات مغلقة بشأن الأزمة.
ومضى يقول «لا يوجد مجال كبير للسياسة... لا يمكن أن أعطيكم أي ضمانة أو مهلة أو أي مواعيد لأي اجتماعات في المستقبل».
وأضاف أنه في الوقت الحالي وفي ظل غياب حل سياسي فإنه يجب زيادة المساعدات الإنسانية.