
طرابلس – «وكالات»: قدمت ليبيا اعتذارا رسميا عن الهجوم الذي تعرضت له كنيسة مصرية في بنغازي، مؤكدة أن المجموعة المسلحة التي هاجمت الكنيسة «غير مسؤولة» وأن عملها مخالف لتعاليم الدين الإسلامي وللأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترام العقائد السماوية.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية في بيان صادر عنها أمس الأول عزم السلطات على التعامل مع هذا الحدث «بكل جدية ومهنية» مشيرة إلى أن الحكومة شكلت لجنة ضمت وزارة الداخلية والأركان وجهاز المخابرات برئاسة وزارة العدل للتحقيق في هذه الواقعة، وقالت إن الحكومة اتخذت الإجراءات اللازمة لتأمين الكنيسة والقاطنين بداخلها.
وكانت مجموعة مسلّحة اقتحمت الخميس الماضي مبنى الكنسية المصرية بمدينة بنغازي، وهجمت على راعي الكنيسة القس بولا إسحق ومساعده، من دون أن تعلن عن أي أهداف من خلال هذا العمل.
وابدت الاقلية المسيحية في ليبيا مخاوفها إزاء التطرف الاسلامي في الوقت الذي تجد فيه الحكومة صعوبة في فرض سلطتها على الجماعات المسلحة التي ترفض إلقاء اسلحتها منذ الحرب التي اطاحت بمعمر القذافي عام 2011.
وفي ديسمبر الماضي وقع انفجار في مبنى تابع للكنيسة القبطية في دفنية على مقربة من مدينة مصراتة في غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل مصرييْن وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وفي الشهر الماضي اعتقلت السلطات أربعة أجانب -بينهم مصري- في بنغازي للاشتباه بأنهم «مبشرون» مسيحيون ويطبعون كتبا عن المسيحية، وقالت إنها صادرت حوالي 45 ألف كتاب عن المسيحية كانت بحوزتهم، علاوة على نحو 25 ألف نسخة أخرى وزّعوها بالفعل داخل البلاد.
وفى شأن ليبي منفصل عرض قائد المجلس العسكري السابق في طرابلس عبد الحكيم بلحاج الذي يتهم لندن بالتورط في اعتقاله وتسليمه لنظام العقيد الراحل معمر القذافي، التخلي عن الدعوى القضائية التي رفعها ضد السلطات البريطانية مقابل حصوله على تعويض رمزي واعتذار.
وكان بلحاج، وهو زعيم سابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي كانت تدعو إلى المقاومة المسلحة ضد نظام القذافي، قد اتهم الحكومة البريطانية السابقة برئاسة توني بلير بأنها سمحت لأجهزة الاستخبارات البريطانية بتزويد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» بمعلومات أتاحت اعتقاله مع زوجته عام 2004 في مطار بانكوك وتسليمهما إلى نظام القذافي.
ونُقل الزوجان إلى طرابلس حيث تعرض بلحاج للتعذيب وسجن ستة أعوام في سجن أبو سليم، قبل أن يفرج عنه في مارس 2010 مع إسلاميين آخرين في إطار مبادرة «مصالحة» قام بها سيف الإسلام القذافي.
وأظهرت وثائق عثر عليها بعد الإطاحة بالقذافي أن الاستخبارات البريطانية قدمت معلومات ساهمت في اعتقال بلحاج.