
عواصم – «وكالات»: طالب وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل بحظر الأسلحة عن النظام السوري الذي يقتل شعبه، مؤكداً أن الأسد قد فقد السلطة على كل الأراضي السورية، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري، الذي يزور العاصمة السعودية الرياض حالياً.
وأشار الفيصل إلى أن السعودية قد شدّدت على حق الشعب السوري المشروع في الدفاع عن نفسه، مؤكداً أنه «لا يمكن أن يقتصر حديثنا على المساعدات الطبية والغذائية للسوريين».
ومن جانبه، أعرب كيري عن عمق العلاقات الأمريكية السعودية، مؤكداً أن العلاقات السعودية الأمريكية مهمة وحساسة، وأن الرياض وواشنطن تعملان من أجل السلام والازدهار في العالم.
وأكد أن واشنطن ستواصل الضغط على بشار الأسد وسنبقي على دعمها للمعارضة، مشيراً إلى أن ما يحدث في سوريا هو مجزرة لابد أن تتوقف. وأضاف: «لابد أن نضمن وصول السلاح إلى فئة معتدلة من المعارضة السورية».
وأكد الوزير الأمريكي ضرورة توفير الأمن والسلام والعدالة للشعب السوري،.
وكان الأمير سعود الفيصل قد استقبل نظيره الأمريكي، الذي وصل إلى الرياض مساء امس الاول، في زيارة تستمر يومين.
والى الداخل السوري حيث قال نشطاء إن زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب الذي يعيش في المنفى زار سوريا امس الاول لأول مرة منذ مغادرته البلاد العام الماضي في الوقت الذي قال فيه مقاتلو المعارضة ان قوات الرئيس بشار الاسد بدأت هجمات مضادة في مناطق مختلفة من سوريا.
ودخل الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري الى شمال سوريا من تركيا المجاورة وتجول في بلدتي جرابلس ومنبج.
والخطيب «52 عاما» واعظ سابق بالمسجد الأموي في دمشق وقد اختير في نوفمبر لرئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض للأسد ويبدو ان زيارته تهدف الى التغلب على تشكك بين بعض قوى المعارضة إزاء ائتلافه الذي يتخذ من القاهرة مقرا له.
وقال الخطيب أيضا إنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلين لحكومة الأسد للمساعدة على إيجاد حل سياسي للصراع الذي اندلع قبل عامين تقريبا وتحول إلى حرب أهلية مما أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
وقال الائتلاف الوطني السوري ان اي محادثات لابد وان تركز على تنحي الاسد في الوقت الذي يصر فيه قادة مقاتلي المعارضة على رحيله قبل امكان بدء المحادثات.
وقبل دخول سوريا حضر الخطيب اجتماعا شارك فيه 220 من قادة مقاتلي المعارضة ونشطاء المعارضة في مدينة غازي عنتاب التركية لانتخاب مجلس لادارة محافظة حلب التي يقطنها ستة ملايين نسمة.
وقالت مصادر المعارضة ان قتالا عنيفا اندلع في مدينة حمص الواقعة في وسط سوريا بين القوات الموالية للحكومة والوية المعارضة المتحصنة هناك استعدادا لشن هجوم.
وقال ناشطون من المعارضة ان الهجوم المضاد جزء على ما يبدو من استراتيجية جديدة للاسد تركز على استعادة ثلاث مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتشكل تهديدا لسيطرته على دمشق وخطوط الامداد من المناطق الساحلية حيث يعيش عدد كبير من الاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد.
وقال محمد مروح وهو عضو في «لجنة للازمات» تابعة للمعارضة «ربما نشاهد المرحلة الاولى من هجوم ضخم على حمص».
وواصل النظام السوري حملته العسكرية امس التي وصفها ناشطون بالأشرس على حمص ومدينة داريا في ريف دمشق في مسعى منه لاقتحامهما، وقد وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 134 أمس الأول.
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله إن أحياء حمص تتعرض لحملة عسكرية منذ الاحد، ووصفها بأنها الأعنف.
وأضاف أن القصف المدفعي لحمص تجدد منذ الساعة الخامسة صباح الامس بعد فترة من الهدوء النسبي، في محاولة لاقتحام أحياء المدينة من خمسة محاور تشهد اشتباكات مع الثوار، وقال إن أعنفها في حي الخالدية.
وأشار إلى أن قوات النظام تسببت في حرق 17 منزلا في حي الخالدية وحده، مؤكدا أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ستين من عناصر النظام منذ يوم الأحد.
من جانبها أكدت شبكة شام أن النظام جدد صباح الامس قصفه بالصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة الرستن بريف حمص، وقال ناشطون إن مواجهات بين النظام والثوار وقعت في حي باب هود بمدينة حمص.
وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد أكد أمس الأول أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية إلى حمص في محاولة للسيطرة عليها.
وفي ريف دمشق، تتعرض مدينة داريا منذ صباح الامس لقصف صاروخي ومدفعي من قبل قوات الجيش النظامي التي تحاول اقتحامها، حيث دخلت المعارك في هذه المنطقة بين قوات النظام ومقاتلي الجيش السوري الحر يومها الـ 111.
وقال ناشطون إن الأهالي النازحين من مدينة داريا جراء القصف والاشتباكات المستمرة يتعرضون من قبل قوات النظام لحملات تضيق واعتقالات عشوائية، وأحياناً إعدامات ميدانية في مناطق نزوحهم.
ورصدوا امس انفجارات هزت داريا نتيجة ما قالوا إنه تجدد لحملة تلغيم المنازل وتفجيرها في المناطق المحيطة بمطار المزة العسكري.