
كراكاس - «وكالات»: أطلقت فنزويلا إشارة البدء لانتخابات من المتوقع أن تكون ساخنة ويرجح أن يخوضها القائم بأعمال الرئيس نيكولاس مادورو الذي كان الخليفة المفضل للرئيس الراحل هوغو تشافيز وزعيم المعارضة المنتمي إلى الوسط انريكي كابريلس.
وأمام المرشحين حتى اليوم الاثنين لتسجيل ترشحهما للانتخابات التي تجرى في 14 ابريل والتي ستحدد ما إذا كانت ثورة تشافيز الاشتراكية القومية ستظل صامدة في فنزويلا التي يوجد بها أكبر احتياطي مؤكد للنفط في العالم.
وتوفي تشافيز يوم الثلاثاء الماضي عن عمر 58 عاما بعد معركة مع السرطان استمرت لعامين.
وينظر لمادورو «50 عاما» النائب السابق للرئيس والذي كان سائقا للحافلات وزعيما نقابيا وتحول إلى العمل السياسي ويكرر خطاب تشافيز المناهض للامبريالية على أنه سيفوز في الانتخابات بفارق مريح طبقا لاستطلاعين للرأي اجريا مؤخرا. وسعى مادورو جاهدا لإجراء انتخابات مبكرة للاستفادة من موجة من التعاطف تسببت فيها وفاة تشافيز وأدى اليمين لتولي منصب القائم بأعمال الرئيس يوم الجمعة مما أثار غضب كابريلس.
واتهم كابريلس الذي كان حاكما لولاية ميراندا والبالغ من العمر 40 عاما الحكومة والمحكمة العليا بالتلاعب للسماح لمادورو بإطلاق حملته الانتخابية دون أن يتنحى عن منصبه. وكان كابريلس قد هزم امام تشافيز في الانتخابات التي أجريت في أكتوبر تشرين الأول لكنه حصل على أكبر نصيب من أصوات المعارضة. وتعهد مادورو الذي أدى اليمين لتولي منصب القائم بأعمال الرئيس في البرلمان يوم الجمعة بالبدء من حيث انتهى تشافيز.
كما تبنى أسلوب أستاذه في الخطب المسرحية واتهم الدول الامبريالية بقتل تشافيز من خلال إصابته بالسرطان. وكثيرا ما تكون هذه إشارة إلى الولايات المتحدة
ويقول كابريلس إنه في حالة انتخابه فسوف يحاكي نموذج البرازيل القائم على «اليسار الحديث» في السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
وساند ائتلاف المعارضة في فنزويلا كابريلس بوصفه مرشحه امس الاول ومن المتوقع على نطاق واسع أن يقبل ترشيحه.
ومع إتاحة الفرصة للمرشحين لمباشرة حملاتهم الانتخابية لمدة عشرة أيام فقط يواجه كابريلس معركة صعبة في ظل تمتع مادورو بكل موارد الدولة تحت تصرفه.
ويقول البعض إنه لن يكسب شيئا من ترشيح نفسه لكن عدم خوضه الانتخابات سيكون بمثابة انتحار سياسي. وتدنت الحالة المعنوية للمعارضة بشدة بعد الهزيمة في انتخابات العام الماضي إلى جانب هزيمتها في انتخابات حكام الولايات في ديسمبر كانون الأول بشكل أذكى انقسامات داخلية.
وقال المحلل السياسي المحلي لويس فيسينتي ليون «ليس هناك شك في انه سباق صعب بالنسبة لكابريلس... مادورو ليس تشافيز... لكن المشكلة هي أنه نظرا لأن السباق الانتخابي قريب جدا من وفاة تشافيز فإن المشاعر ملتهبة وربما يظل المرشح تشافيز وليس مادورو.
وأضاف «التحدي الكبير أمام كابريلس ليس أن تكون حملته الانتخابية ضد تشافيز بل محاولة نقل المعركة إلى مادورو... محاولة إظهار الفجوة الكبيرة «بينه وبين تشافيز» وربطها بالمشكلات اليومية التي يواجهها شعب فنزويلا».