
عواصم – «وكالات»: قالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض امس إن الائتلاف أرجأ اجتماعا لتشكيل حكومة مؤقتة في أحدث انتكاسة لجهود المعارضة لتشكيل إدارة تتولى السلطة إذا جرت الاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأضافت أنه جرى تعديل موعد الاجتماع لانتخاب رئيس وزراء مؤقت إلى 20 مارس ولكن من غير المؤكد ما إذا كان سيعقد آنذاك أيضا. وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع في 12 مارس بعد أن تأجل مرة من قبل بالفعل.
وعلى صعيد منفصل قال عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة هيثم المناع إن ظروف إطلاق الحوار بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة لم تتوفر بعد، وأكد أن مسألة بقاء أو رحيل الأسد لن تكون لها أهمية على الإطلاق «إذا تشكلت في سوريا جمهورية برلمانية».
وقال المناع لدى وصوله إلى موسكو مساء أمس الاول «لم يتم خلق ظروف لإطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة بعد، من المستحيل الآن إحراز أي تقدم نحو وقف العنف والبحث عن حل سياسي يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية».
وأوضح المناع أنهم أتوا إلى موسكو بأفكار جديدة بشأن حل سياسي محتمل، وقال إنه سيلتقي اليوم الاثنين كبار مسؤولي وزارة الخارجية الروسية وعلى رأسهم الوزير سيرغي لافروف لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا.
وتضم هيئة التنسيق عددا من معارضي الداخل بشكل خاص، وهي لا تنضوي في إطار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية -التشكيل الأوسع للمعارضة الذي يحظى باعتراف واسع في العالم- بخلاف هيئة التنسيق الوطنية التي يعتزم ممثلون عنها عقد لقاء مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، في موسكو في 11 مارس الجاري.
وكانت موسكو -التي تقيم علاقات وثيقة مع نظام دمشق الذي تزوده بالأسلحة- قد حثت في الأسابيع الأخيرة المعارضة والنظام على الدخول في حوار لإنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من سبعين ألف شخص في عامين بحسب الأمم المتحدة. وللمرة الأولى أبدت دمشق في نهاية فبراير استعدادها للحوار مع المعارضة المسلحة إلا أن المعارضة السياسية ترى أن أي حوار يجب أن يسفر عن رحيل الأسد.
والجمعة أعرب لافروف في حديث تلفزيوني عن اقتناعه بأن بشار الأسد لن يترك السلطة مكررا أن موسكو لا تنوي «على الإطلاق» أن تطلب منه ذلك، وأكد «ليس نحن من يقرر من يكون رئيس سوريا. السوريون هم الذين يقررون ذلك».
من ناحية أخرى، طالبت سوريا الأمم المتحدة بإدانة ما وصفته بـ»اعتداءات المجموعات المسلحة» على السكان المدنيين في منطقة فصل القوات وعلى عناصر قوات الأمم المتحدة.
جاء ذلك في رسالتين متطابقتين وجهتهما الخارجية السورية أمس الاول إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بشأن احتجاز مجموعة مسلحة 21 عنصرا من أفراد الوحدة الفلبينية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة لفصل القوات «الأندوف» في قرية جملة القريبة من منطقة فصل القوات في هضبة الجولان السورية المحتلة.
وقالت الخارجية في رسالتيها «إن مجموعة إرهابية مسلحة احتجزت بتاريخ 6 مارس الجاري 21 عنصرا من أفراد الوحدة الفلبينية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة لفصل القوات «الأندوف»، وأضافت أن الحكومة السورية أبدت تعاونا كاملا مع قيادة الأندوف عبر وقف كامل لإطلاق النار من جانب واحد حرصا على ضمان أمن وسلامة عناصر القوات الدولية.
وأوضحت أنها فوجئت بإبلاغها بقيام المسلحين بنقل العناصر المحتجزين إلى الأردن بدلا من إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط وتسليمهم إلى قيادة القوة، الأمر الذي من شأنه تشجيع «المجموعات المسلحة» على تكرار هذا النوع من الحوادث.
وطالبت الخارجية السورية الأمم المتحدة بإدانة اعتداءات هذه المجموعات على السكان المدنيين في منطقة الفصل وعلى عناصر قوات الأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة العمل على إخراج المجموعات «الإرهابية» بشكل فوري من المنطقة ومنع تسللهم إليها وتحميل الدول الداعمة لها المسؤولية عن نشاطاتها.
ميدانيا قال ناشطون إن قوات النظام السوري جددت قصفها براجمات الصواريخ والمدفعية على أحياء في درعا، في حين احتدمت الاشتباكات في وسط دمشق بين قوات النظام والثوار الذين يحاولون السيطرة على لواء عسكري في درعا بعد أن سيطروا على مقر اللواء 113 في ريف دير الزور.
فقد جددت قوات النظام قصفها براجمات الصواريخ والمدفعية على أحياء درعا البلد، وطال القصف بلدات خربة غزالة ومحجة واليادودة والنعيمة بريف درعا.
وأشار الناشطون إلى أن طائرات النظام أغارت على مواقع الثوار في محيط اللواء 38 بريف درعا حيث جرت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الطرفين، في محاولة من قبل الثوار لليوم الثاني لبسط سيطرتهم على اللواء.
وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية إلى داريا بريف دمشق بالتزامن مع قصف مكثف للمدينة مما أدى إلى احتراق المباني والمحلات التجارية. وامتد القصف ليشمل مدينتي الزبداني ومعضمية الشام وبلدات يلدا وشبعا وأشرفية الوادي بريف دمشق.
وأكد الناشط الإعلامي في مدينة داريا عمر الداراني للجزيرة أن الأحياء السكنية بالمدينة تتعرض لقصف كثيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، وأشار إلى أن قوات النظام تعمل على تعزيز مطار المزة بهدم المنازل المجاورة له.
وقال ناشطون إن سبعة عناصر من قوات النظام انشقوا بكامل عتادهم في حي القدم بدمشق.
وكان ناشطون أفادوا بأن الجيش السوري الحر هاجم فجر الامس حاجزا لقوات النظام في ساحة شمدين بحي ركن الدين وسط العاصمة دمشق، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام. وتعرض حي جوبر في شرق دمشق لقصف القوات النظامية، بينما تدور اشتباكات في حي الحجر الأسود. أما في محيط العاصمة، فقد أغار الطيران الحربي على بلدتيْ كفربطنا والمليحة، وأدى القصف والاشتباكات في مدينة دوما إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال. ومن ريف العاصمة، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام أطلقت صاروخ سكود صباح الامس من منطقة القطيفة باتجاه الشمال. وقال قادة بالجيش الحر إن الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة للألوية العسكرية التي تقاتل بجبهة جوبر، خطوة مهمة. وكان الجيش النظامي قد قصف السبت أحياء جوبر ومناطق في الغوطة الشرقية، رداً على استمرار الحر في تقدمه صوب ساحة العباسيين.