
عواصم – «وكالات»: افادت تقارير صحافية من إثيوبيا أن السودان وجنوب السودان اتفقا على تنفيذ اتفاقيات التعاون المبرمة بينهما في سبتمبر من العام الماضي. وقال الوسيط الافريقي ثابو مبيكي إن الطرفين اتفقا على استئناف إنتاج نفط جنوب السودان وضخه عبر أراضي السودان خلال أسبوعين.
جاء ذلك خلال أحدث جولة من المباحثات بين الجانبين في أديس أبابا. أما القضايا العالقة، ومن بينها أبيي والحدود، فستـُبحث في جولة لاحقة، وبدأتا في سحب قواتهما من المنطقة العازلة على الحدود المشتركة تمهيدا لإرساء منطقة منزوعة السلاح تنفيذا للترتيبات الأمنية المتفق عليها سابقا.
وقال مبيكي في وقت مبكر امس إن السودان وجنوب السودان اتفقا على إصدار أوامر لاستئناف تصدير النفط الجنوبي عبر خطوط أنابيب في أراضي السودان في غضون أسبوعين.
ووقع كبير المفاوضين السودانيين إدريس محمد عبد القادر اتفاقا مع نظيره من جنوب السودان باقان أموم يحدد جدولاً زمنياً لاستئناف تدفق النفط، وذلك بعد أربعة أيام من محادثات رعاها الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأوضح مبيكي أن الأوامر ستصدر إلي الشركات في غضون أسبوعين لاستئناف تدفقات النفط.
يُذكر أن جنوب السودان قد أوقف كامل انتاجه النفطي -الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا- قبل أكثر من عام في خلاف مع الخرطوم بشأن رسوم مرور الصادرات.
ويعتمد البلدان بشدة على النفط كمصدر للإيرادات والعملة الصعبة التي يستخدمها كل منهما لاستيراد الأغذية والوقود، لكن نزاعات بشأن الحدود وقضايا أخرى منعتهما من استئناف الصادرات.
وبدأ البلدان أمس الاول سحب قواتهما من المنطقة العازلة على الحدود المشتركة تمهيدا لإرساء منطقة منزوعة السلاح تنفيذا للترتيبات الأمنية المتفق عليها سابقا.
وأمر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت قواته أمس الاول بالانسحاب من المنطقة العازلة على الحدود مع السودان. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن الانسحاب سيستغرق أسبوعين.
وجاء الإعلان عن الانسحاب المرتقب لجنود جنوب السودان بموجب اتفاق أبرمه البلدان في أديس أبابا، يقضي بتطبيق بنود الترتيبات الأمنية المتفق عليها بين الجانبين في سبتمبر الماضي بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير.
ووفقا لجدول زمني وافق عليه الطرفان، فإنهما سينهيان انسحابهما من المنطقة العازلة بحلول يوم 5 أبريل المقبل، وينص الاتفاق المبرم السبت في أديس أبابا على البدء في تشكيل لجان المراقبة للحدود، والعمل على إنشاء المنطقة العازلة بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن الجانبين عقدا في الماضي عددا من الاتفاقيات بخصوص أمن الحدود، لكنهما لم يلتزما بتنفيذها.
ويمهد الانسحاب من المنطقة الحدودية العازلة لنشر فرق المراقبة، مما سيساعد على فتح المعابر الحدودية المتفق عليها، وبالتالي انسياب الحركة التجارية مجددا بين البلدين.
ولا تزال هناك قضايا عالقة في مقدمتها منطقة أبيي المتنازع عليها.
وكان وزير دفاع السودان عبد الرحيم محمد حسين الذي يرأس وفد بلاده لمباحثات أديس أبابا قال أمس الاول إن الاتفاق الأخير سيفتح الباب أمام علاقة جوار طبيعية وتعاون بين السودانين. وأضاف أن الطرفين تجاوزا جميع نقاط الخلاف الأساسية، معتبرا نتائج جولة المفاوضات الحالية مهمة.
ميدانيا قال الجيش السوداني امس الاول انه دحر هجوما لمتمردين في ولاية مضطربة على الحدود مع جنوب السودان لكن المتمردين قالوا انهم قاموا «بانسحاب تكتيكي» بعد عملية ناجحة.
وتشهد المنطقة الحدودية النائية صراعا منذ ان انفصل جنوب السودان عن السودان ليصبح دولة مستقلة في يوليو 2011.
وقال الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية إن الجيش دحر هجوما للمتمردين على منطقة سركم في ولاية النيل الازرق.
واضاف قائلا لرويترز ان القوات المسلحة تمكنت من انزال خسائر فادحة بالمتمردين في القتال الذي استمر من وقت متأخر يوم الاحد حتى صباح الاثنين.
وقدم ارنو لودي المتحدث باسم جيش تحرير السودان-قطاع الشمال رواية مختلقة.
وقال «انسحبنا لاسباب تكتيكية» مضيفا ان الانسحاب جاء في اعقاب هجمات للمتمردين على معسكرات للقوات الحكومية في المنطقة يوم الاحد.
ويتهم المتمردون حكومة الخرطوم بالتمييز ضد طوائفهم على الحدود وتحالفوا مع متمردين من مناطق اخري يتوعدون بالاطاحة بحكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير.