
عواصم – وكالات : - حثت فرنسا الاتحاد الأوروبي على النظر مجددا في رفع حظر السلاح المفروض على سوريا لمساعدة المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الاسد الأمر الذي وضعها في خلاف مع ألمانيا التي قالت إن هذا يمكن ان ينشر الصراع في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس الاول إن رفع حظر الاسلحة سيساعد على تحقيق توازن في الصراع المستمر منذ عامين وقتل فيه 70 الف شخص.
لكن نظيره الالماني جيدو فسترفيله قال بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل ان مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى انتشار الاسلحة في المنطقة وتشعل حربا بالوكالة.
ويسلط هذا الضوء على اختلاف النهج بين القوتين الكبيرتين في الاتحاد الأوروبي.
وأعادت فرنسا فتح القضية الحساسة بعد أيام فقط من موافقة حكومات الاتحاد الأوروبي على تسوية جرى التوصل اليها بصعوبة بشأن تخفيف محدود لحظر الاسلحة لمساعدة معارضي الاسد.
وقال فابيوس «مسألة رفع حظر الأسلحة تثار على نحو متزايد لأن هناك اختلالا واضحا في التوازن بين بشار الاسد المزود بأسلحة قوية من إيران وروسيا والائتلاف الوطني «المعارض» الذي لا يملك هذه الاسلحة.»
واضاف للصحافيين «أعتقد أنه سيتعين إعادة طرح مسألة الحظر هذه التي أثيرت بالفعل هنا قبل عدة أسابيع مرة أخرى بسرعة كبيرة لأننا لا يمكن أن نقبل بمثل هذا الاختلال في التوازن الذي ينتهي بمذبحة لشعب بأكمله.»
ويعتقد على نطاق واسع أن السعودية وقطر تزودان المعارضة بالأسلحة. وتقول الولايات المتحدة إنها لا ترغب في إرسال أسلحة خشية وقوعها في أيدي إسلاميين متشددين قد يستخدمونها ضد أهداف غربية.
وتضغط بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي بدعم من فرنسا لتخفيف حظر الاسلحة لمساعدة المعارضة. لكن العديد من دول الاتحاد الأخرى لديها تحفظات.
وبعد أسابيع من الجدل عدل الاتحاد حظر الأسلحة الشهر الماضي ليسمح بتوريد عربات مدرعة وعتاد عسكري غير فتاك ومساعدات فنية للمعارضة السورية بشرط استخدام الدعم لحماية المدنيين.
وتحركت بريطانيا بسرعة لتوسيع نطاق المساعدات التي تقدمها للمعارضة السورية حيث تعهدت بتزويدها بمدرعات ومعدات لاختبار الاسلحة الكيماوية.
وأكد فسترفيله ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على المساعدة في إعادة اعمار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وقال فسترفيله «أنا مقتنع بضرورة أن نفعل المزيد من أجل إعادة الاعمار في المناطق المحررة.
«لذلك فإن الحظر الاقتصادي والمالي الذي يؤثر حاليا على البلاد بأكملها يجب أن يتم التعامل معه بطريقة أكثر مرونة وربما يتغير لكي نتمكن من توريد سلع من أجل البنية الأساسية والمساعدة الطبية والكهرباء والمياه.»
وقالت اشتون إن الاتحاد يبحث عن سبل للعمل مع المعارضة لاستعادة خدمات أساسية مثل الإمدادات الطبية وتنقية المياه وتوليد الكهرباء وبعض الخدمات الادارية.
وناقش وزراء الاتحاد الأزمة السورية مع وسيط الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي الذي حذر من أن الأمر قد ينتهي بسوريا إلى وضع أسوأ من الصومال إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية.
وقال فسترفيله «الاختيار الحقيقي في سوريا هو بين اتفاق سلمي سياسي توافقي ووضع يشبه ما شهده الصومال في السنوات القليلة الماضية بل وأسوأ منه.»
ميدانيا اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الامس بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في محيط بلدية مخيم اليرموك وشارع فلسطين في العاصمة دمشق, في أعقاب يوم دام خلف أكثر من 120 قتيلا على جبهات متفرقة, معظمهم في حلب ودير الزور وحمص.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن قذائف عدة سقطت على مخيم اليرموك في جنوب العاصمة، مما تسبب بمقتل شاب وسقوط عدد من الجرحى.
كما ذكر ناشطون أن اشتباكات جرت على أطراف حي جوبر وقرب كراج العباسيين وطريق مطار دمشق الدولي. وفي نفس الوقت قصفت قوات النظام المعضمية في ريف دمشق مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء, وفق ما أفاد ناشطون.
من جهتها، أكدت شبكة شام الإخبارية استهداف الجيش الحر مبنى أمن الدولة في البرامكة وسط دمشق بقذائف الهاون، وتدمير دبابة أثناء اشتباكات في حي جوبر، وأضافت أن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام حيي القابون وبرزة بالتزامن مع اشتباكات في محيط مبنى بلدية اليرموك.
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن القصف تواصل على مناطق القابون وبرزة وجوبر بشرق العاصمة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في القابون وامتدادها إلى برزة. وقد قدمت وكالة الأنباء الرسمية السورية صورة أخرى, حيث قالت إن قذيفة هاون سقطت خلف أحد المحلات التجارية على طريق الدويلعة بجنوب العاصمة مما أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 28 آخرين، بينما ذكر التلفزيون الرسمي أن ثلاث قذائف هاون «أطلقها إرهابيون سقطت قرب كنيسة مار يوسف في حي الدويلعة».
كما تحدثت الوكالة عن قذائف استهدفت ملعب تشرين أثناء مباراة كرة قدم بين فريقي ناديي مصفاة بانياس وأمية «مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين اللاعبين والإداريين وحكم الاحتياط».
وكانت العاصمة قد شهدت مؤخرا استهدافا مكثفا بقذائف الهاون لأماكن حيوية بينها ثلاث قذائف سقطت في محيط مبنى الأركان، وبالقرب من قصر تشرين الرئاسي، وفي مدينة تشرين الرياضية.
من جهة ثانية, قال ناشطون سوريون إن الجيش الحر أسقط طائرة حربية من نوع سوخوي. وقد عرض ناشطون صوراً تظهر حطام الطائرة التي سقطت في ريف الرقة بعد إصابتها عندما كانت تقصف مدينة الرقة التي سيطر عليها الجيش الحر في الآونة الأخيرة لتصبح أول مركز محافظة خارج سيطرة النظام. وقد قصف الطيران الحربي الرقة تزامنا مع الاشتباكات العنيفة على مدخلها الشمالي.
وكان الطيران الحربي قد قصف حي بابا عمرو في مدينة حمص أمس الاول, حيث تدور اشتباكات عنيفة, وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن القوات النظامية تستقدم تعزيزات إلى حواجزها العسكرية بالحي، متوقعا أن تحاول «طرد المقاتلين من بابا عمرو مهما كلف الأمر».
وعلى جبهة أخرى, وفي محافظة إدلب، شن الطيران الحربي السوري غارات على محيط بلدة حيش، في محاولة لفك الحصار عن حاجزي الحامدية ومعسكر وادي الضيف وإيصال الإمدادات العسكرية لهما.
يأتي ذلك بينما يحاصر الثوار المعسكرين ويقطعان عنهما طرق الإمداد منذ السيطرة على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية القريبة من المعسكرين في التاسع من أكتوبر الماضي.
وعلى صعيد منفصل أعلنت الأمم المتحدة إيقاف الدوريات الليلية التي تقوم بها قوة مراقبة خط فض الاشتباك في هضبة الجولان المحتل، وقال المتحدث باسم المنظمة مارتن نيسيركي إن الخطوة تأتي في إطار عملية إعادة نظر متأنية جدا تقوم بها المنظمة الدولية فيما يخص أمن مراقبيها المنتشرين في الهضبة.
وكشف المتحدث أن الإجراءات هذه تأتي بعد تعرض عدد من المراقبين الدوليين لإطلاق نار الأسبوع الماضي بعد استهداف موقع لهم عقب الإفراج عن المراقبين الفلبينيين الذين احتجزهم مقاتلون معارضون للنظام السوري.
وكان مسلحون بالمعارضة السورية قد احتجزوا عناصر من قوة حفظ السلام يوم الأربعاء الماضي أثناء قيامهم بمهام روتينية في منطقة الجولان، حيث يراقبون خط وقف إطلاق النار في حرب عام 1967.