
عواصم – وكالات : اتهمت الوكالة العربية السورية «سانا» للأنباء مقاتلي المعارضة باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم بمحافظة حلب بشمال سوريا.
واضافت الوكالة أن الهجوم أسفر عن سقوط 15 قتيلا واصابة 86 آخرين معظمهم فى حالة خطيرة..
وقالت إن إرهابيين أطلقوا صاروخا يحتوي على مواد كيماوية في منطقة خان العسل بريف حلب، وإن المعلومات الأولية تشير إلى استشهاد نحو 15 شخصا، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى عدد من الجرحى.
من جانبه اكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الامر واصفا الهجوم بأنه«تصعيد خطير».
ونقل التلفزيون السوري عنه قوله إن تركيا وقطر اللتين تدعمان مقاتلي المعارضة من أجل الاطاحة بالرئيس بشار الأسد تتحملان المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن الهجوم.
ولم يرد أي تقرير بعد من وسائل إعلام مستقلة يفيد تأكيد ما أعلنته وكالة «سانا» للأنباء.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد في ديسمبر 2012 أن الغربيين أعربوا في الكواليس عن مخاوفهم من وقوع الأسلحة الكيميائية التي يملكها النظام السوري في أيدي بعض مجموعات المعارضة.
وتمتلك الحكومة السورية مخزونا كبيرا من الأسلحة الكيماوية وهو ما أذكى مخاوف دولية واسعة النطاق بشأن الأمن واحتمالات استخدام تلك الأسلحة.
وقد أقر النظام السوري للمرة الأولى في يوليو 2012 بامتلاك أسلحة كيميائية وهدد باستخدامها إذا تعرض لتدخل عسكري غربي، مؤكدا أنه لن يستخدمها في أي ظرف ضد شعبه.
ميدانيا ذكرت شبكة شام أن الجيش السوري الحر سيطر على الكتيبة «99» دبابات في بلدة النعيمة بريف درعا التي سيطر فيها على سرية هجانة، كما استحوذ على أخرى قرب الحدود مع الأردن، وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي في مناطق متفرقة بينها طريق مطار دمشق الدولي.
وسيطر الجيش الحر على سرية الهجانة العسكرية الثالثة في بلدة خراب الشحم قرب الحدود مع الأردن، وسرية الهجانة العسكرية الثانية الواقعة في بلدة تل شهاب الحدودية بريف درعا، بعد حصار دام ثلاثة أيام استحوذ خلالها على آليات ومدرعات.
وأضاف ناشطون أن عملية السيطرة هذه جاءت لتأمين الأهالي على الحدود السورية الأردنية من قصف قوات النظام السوري حسب تعبيرهم.
واندلعت اشتباكات عنيفة امس على أطراف بلدة الذيابية من جهة مساكن نجها العسكرية وحاجز مفرق المؤتمرات على أول طريق مطار دمشق الدولي، وسط قصف مدفعي عنيف على بلدتي الذيابية ومخيم الحسينية.
وأفادت شبكة شام بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدة صيدا بريف درعا وسط اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 38 بين الجيشين الحر والنظامي.
كما شهدت مدينة داريا بريف دمشق قصفا عنيفا بالتزامن مع تعزيزات جديدة لقوات النظام من مطار المزة العسكري إلى محيط المدينة. وجرت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي على مدخل الفرقة «17» بريف الرقة.
سياسيا انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض رجل الأعمال السابق غسان هيتو الذي تلقى تعليمه في الغرب رئيسا لحكومة انتقالية في تصويت أجري في اجتماع في إسطنبول امس.
ويأمل زعماء المعارضة ان يكون انتخاب هيتو الخطوة الأولى نحو شغل فراغ السلطة في سوريا الناجم عن انتفاضة عمرها عامان على الرئيس بشار الأسد.
وفي اجتماع للائتلاف الوطني السوري المعارض في إسطنبول امتد حتى الساعات الاولى من صباح الامس حصل هيتو على تأييد 35 صوتا من بين نحو 50 صوتا شاركت في الاقتراع بين أعضاء الإئتلاف.
وقال هيتو لأعضاء الائتلاف في تصريحات مقتضبة بعد انتخابه «أتوجه ببالغ الشكر إلى ابطال وثوار الشعب السوري. نحن معكم.»
وينظر إلى هيتو البالغ من العمر 50 عاما الذي يحمل الجنسية الأمريكية وعمل في قطاع الاتصالات في الولايات المتحدة قبل عمله في توفير المساعدات الإنسانية للانتفاضة على انه شخصية وسطية داخل المعارضة.
وقال مسؤول بالائتلاف انه سيتعين علي هيتو السعي لتدبير 500 مليون دولار على الاقل شهريا لحكومة بديلة لتقديم الخدمات واعادة فتح المدارس ودفع رواتب موظفي الحكومة في المناطق التي انهارت فيها سلطة الحكومة المركزية.
وقال المسؤول «الان لدينا فرصة. فعلى الاقل تم اختيار شخص كفؤ ويمكنه ان يبدأ. لو كنا تأخرنا لاي فترة اخرى في تسمية رئيس للوزراء لأصبح الوقت متأخرا جدا.»
وقالت مصادر في الائتلاف انه تم انتخاب هيتو بتأييد من الأمين العام للائتلاف مصطفى صباغ وهو رجل أعمال له صلات قوية في الخليج وكذلك من جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بتأثير قوي على كتلة كبيرة في الائتلاف.
ولم يعرف بعد نوع العلاقة التي ستقوم بين هيتو ورئيس الائتلاف معاذ الخطيب وهو رجل دين معتدل من دمشق يقوم بدور رجل الدولة والذي أبدى فتورا ازاء تشكيل حكومة.
وانسحب بعض كبار اعضاء الائتلاف ومنهم الزعيم القبلي أحمد جربا ونشطا المعارضة وليد البني وكمال اللبواني من الجلسة قبل التصويت احتجاجا على ما قالوا إنه مسعى متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو.
غير أن أنصار هيتو قالوا بأن رجلهم مدير مؤهل لا تشوبه شائبة من الصراعات السياسية الداخلية في الائتلاف.
وقال محمد قداح ممثل الائتلاف من درعا مهد الانتفاضة «تم التوصل الى شبه اجماع على هيتو. وهو رجل عملي ذو خبرة في الإدارة ومنفتح للمناقشة. وقد وعد بالتشاور على نطاق واسع قبل اختيار الوزراء وألا يعين إلا من له خبرة طويلة.»
وقال لؤي صافي - وهو عضو آخر في الائتلاف - ان من المتوقع ان يقوم هيتو بتشكيل حكومة تضم وزيري الدفاع والخارجية مع التركيز أيضا على الحقائب الوزارية للخدمات.
وأضاف صافي قوله «هذه الحكومة ستقوم أساسا بتوفير الخدمات في المناطق المحررة.» وقال «هيتو يملك القدرات الفنية التي تتوقعونها من خبير فني ولديه أيضا حس سياسي وهو مفاوض جيد. وسيكون ممثلا جيدا أمام المجتمع الدولي.»
وقال سليم إدريس رئيس المجلس العسكري الأعلى للمعارضة بعد ان أحاط الائتلاف علما بالوضع العسكري ان قوة نيران قوات الأسد تجعل من المستحيل على الجيش السوري الحر ضمان سلامة الحكومة الجديدة إذا عملت من داخل سوريا لكن يجب على المعارضة أن تقبل المخاطرة.
وقال إدريس «شعبنا في المناطق المحررة يعاني تحت بنية تحتية مدمرة دون مياه أو كهرباء أو صرف صحي.»
من جانبه انتقد الجيش السوري الحر انتخاب هيتو ، إلا أنه عاد وأعرب عن تطلعه لنجاح هيتو في عمله. وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر فهد المصري إن هيتو ليس معروفا كمعارض «فكيف لمع نجمه وأصبح رئيسا للحكومة في ظروف صعبة ودامية؟»، مضيفا «سمعت أنه رئيس تنفيذي ناجح لشركة في الولايات المتحدة، هل هذا شيء كاف ليقود حكومة؟».
وأبرز المصري أن هيتو متواجد في الخارج منذ ثمانينيات القرن الماضي «مما يعني أنه بعيد عن الشارع السوري منذ عقود ولا يمكنه أن يشعر باحتياجات ومطالب الناس في الداخل».