
القدس المحتلة – «وكالات» : وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما امس إلى إسرائيل، في مستهل جولة يقوم بها إلى المنطقة تشمل أيضا الأراضي الفلسطينية والأردن، وستخصص «للاستماع» وليس لإطلاق مبادرة سلام كما قالت مصادر أميركية، إضافة إلى تعزيز العلاقات مع تل أبيب.
ويرافق أوباما -الذي يزور المنطقة لأول مرة منذ انتخابه لولاية رئاسية ثانية- في هذه الجولة كل من كبيرة المستشارين فاليري جاريت، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، ورئيسة البروتوكولات كابريسيا مارشال. وكان وزير الخارجية جون كيري قد وصل أمس الاول لإسرائيل تمهيدا لهذه الزيارة.
ويناقش الرئيس الأميركي في بداية جولته مع المسؤولين الإسرائيليين جملة من الملفات، على رأسها العلاقات الثنائية ومحادثات السلام المجمدة مع الفلسطينيين والملف النووي الإيراني.
وتتضمن جولة أوباما برنامجا مكثفا استهله بزيارة قاعدة للنظام المضاد للصواريخ «القبة الحديدية» الذي تموله الولايات المتحدة، ثم لقاء مع الرئيس شمعون بيريز قبل أن يستقبله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
كما يشمل البرنامج توجيه كلمة إلى الإسرائيليين اليوم الخميس. وسيضع أوباما إكليلا على ضريحي مؤسس الحركة الصهيونية ثيوديور هرتسل ورئيس الوزراء السابق إسحاق رابين قبل أن يقصد نصب «ياد فاشيم» لتكريم من يسمون بضحايا محرقة اليهود.
وتأتي زيارة أوباما إلى إسرائيل بعد يومين من تأدية الحكومة الإسرائيلية اليمين الدستورية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي شدد على أن «الأولوية الرئيسية لحكومته هي الدفاع وأمن الدولة ومواطنيها»، مشيرا إلى «التهديدات البالغة الخطورة» التي قال إنها آتية من إيران وسوريا.
ومن جهة أخرى، سيزور الرئيس الأميركي -في اليوم الثاني من جولته- الضفة الغربية، حيث سيجري اليوم محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيستقبله مجددا غدا للقيام بزيارة مقتضبة إلى كنيسة المهد في بيت لحم.
وقبل الزيارة مزّق فلسطينيون غاضبون صورا للرئيس الأميركي كانت معلقة في شوارع مدينتي رام الله وبيت لحم في إطار الاستعدادات لاستقباله.
ومنعت قوات مكافحة الشغب الفلسطينية المتظاهرين من الوصول إلى مقر الرئاسة، حيث كانوا يأملون في تسليم رسالة لمحمود عباس بأنه يجب عليه ألا يستقبل أوباما.
وقال ناشطون إنهم يخططون لتنظيم مزيد من المظاهرات حتى موعد زيارة أوباما لرام الله اليوم.
وتسود الشارع الفلسطيني مخاوف من ضغوط أميركية قد تمارس على قيادتهم لدفعها إلى العودة للمفاوضات من دون ثمن، رغم إعلان القيادة الفلسطينية تمسكها بضرورة وقف الاستيطان والموافقة على دولة على أساس الأراضي المحتلة عام 1967 قبل البدء في المفاوضات.
وسيتوجه أوباما بعد ذلك في اليوم الأخير من زيارته إلى الأردن للقاء الملك عبد الله الثاني قبل أن يقوم بجولة سياحية صباح السبت في مدينة البترا الأثرية.
وقلل البيت الأبيض من حجم التوقعات المحيطة بزيارة باراك أوباما إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن، وقال إن الرئيس لا يحمل مبادرات جديدة لتحريك ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بينما يعتقد المراقبون أن ملف إيران النووي والأزمة السورية ستحتلان الحيز الأكبر من مباحثات أوباما مع الإسرائيليين.
وقد استبق الرئيس الإسرائيلي وصول أوباما بالتعبير عن اعتقاده أن الرئيس الأميركي سوف يستخدم القوة العسكرية إذا دعت الضرورة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وقلل شمعون بيريز في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» من الخلافات بين تقييمات المخابرات الإسرائيلية ونظيرتها الأميركية بشأن تقدم إيران صوب تصنيع قنبلة نووية، وأضاف قائلا: «ربما تكون هناك بعض الاختلافات في التوقيت، ولكننا نساند من الناحية الأساسية سياسة رئيس الولايات المتحدة».
وكان أوباما صرح في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي في 14 مارس الجاري قائلا «نعتقد أن إيران بحاجة لعام أو أكثر بقليل قبل أن تطور السلاح النووي، لكننا لا نريد بالطبع أن ننتظر حتى اللحظة الأخيرة»، مشددا على أن «كل الخيارات لا تزال مطروحة».