
بغداد – «وكالات»: قرر وزراء التيار الصدري الذي يقوده مقتدى الصدر تعليق مشاركتهم في جلسات الحكومة العراقية، وذلك عقب تصريحات للصدر وصف فيها تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في الموصل والأنبار بأنه «أمر لا يجوز» محذرا من أن «تهميش السنة كارثة لا تغتفر».
يأتي هذا بعد تصريحات للصدر -الذي يمثل تياره بخمسة وزراء في الحكومة، وفي البرلمان بأربعين نائبا- اعتبر فيها أن المشاركة في الحكومة باتت أمرا «غير مجد».
وقال وزير التخطيط علي الشكري في مؤتمر صحافي عقده مساء امس الاول إنه تقرر بتوجيه من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعة وزراء التيار جلسات مجلس الوزراء.
وأضاف الشكري -الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية بالوكالة- أن الوزراء سيستمرون بتقديم الخدمة للمواطنين من داخل وزاراتهم، مؤكدا أن وزراء التيار الصدري على استعداد لتنفيذ أي أمر يصدر من زعيمهم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مسؤول في مكتب التيار الصدري بالنجف أن «وزراء التيار الصدري علقوا مشاركتهم في جلسات الحكومة العراقية بناء على دعوة السيد مقتدى الصدر»، وأضاف أن أعضاء البرلمان ربما يعلقون مشاركتهم خلال اليومين المقبلين.
وتابع أن «البرلمان بات عاجزا عن اتخاذ أي قرار لأن القرارات التي لا تتفق مع رؤية رئيس الوزراء «نوري المالكي» يتم نقضها في المحكمة الاتحادية وبالتالي أصبح البرلمان عاجزا عن أداء عمله».
وكان الصدر قال في بيان امس الاول «إن البقاء في حكومة تبيع أراضيها جنوباً وتدعي سيطرة تنظيم القاعدة على بعض محافظات العراق الغربية والشمالية، وحكومة بلا رئيس جمهورية، بالإضافة إلى البرلمان الهزيل والقضاء المسيس، بات أمراً مضرا أكثر مما هو نافع بل فيه إعانة على الإثم والعدوان».
وانتقد الصدر قرار الحكومة تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي الموصل والأنبار بأنه «أمر لا يجوز» محذرا من أن «تهميش السنة كارثة لا تغتفر».
وأضاف الزعيم الشيعي أن «تأجيل الانتخابات أمر غير مقبول وتأجيل الانتخابات في الموصل والأنبار أمر لا يجوز لأنه يعني إقصاء للسنة وهذا ظلم، وتأسيسا للطاغوت والدكتاتورية».
وكانت الحكومة العراقية قررت امس الاول إرجاء انتخابات مجالس المحافظات التي كان من المقرر إجراؤها في العشرين من أبريل المقبل فقط في محافظتي الأنبار والموصل لمدة ستة أشهر بسبب أوضاع الأمن في البلاد.
ويُتهم المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 من قبل خصومه السياسيين بالتفرد بالحكم والتسلط.
ويأتي موقف التيار الصدري ضمن مشهد سياسي متأزم في العراق منذ نحو ثلاثة أشهر استمرت فيها المظاهرات والاعتصامات المنددة بسياسات المالكي الذي يتهمه المتظاهرون بتهميش وإقصاء السنة في البلاد.
كما يأتي تزامنا مع الذكرى العاشرة للغزو الأميركي للعراق، حيث بدأت القوات الأميركية في 20 مارس 2003، غزو العراق لإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، واعدة بنظام ديمقراطي بديل، إلا أن الأمر أخذ منحى دمويا حين فتح حل الجيش العراقي الباب أمام تمرد مسلح.
وعلى صعيد غير بعيد أعلن تنظيم دولة العراق الإسلامية مسؤوليته عن موجة من التفجيرات والهجمات الانتحارية في مدن عراقية امس الاولأسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا.
ويستعيد التنظيم وهو ذراع تنظيم القاعدة في العراق قوته وشن عشرات الهجمات الكبيرة منذ مطلع العام.