
بانجي - «وكالات»: اطلقت طائرة هليكوبتر تابعة لحكومة جمهورية افريقيا الوسطى النار على المتمردين المطبقين على العاصمة بانجي يوم الجمعة مشتتة صفوفهم وذلك حسبما ذكر مصدر رفيع بقوة حفظ السلام الاقليمية وذلك بعد ايام من انهيار اتفاقية للسلام في تلك الدولة الغنية بالمعادن.
واضاف المصدر ان هجوم الطائرة اوقف متمردي جماعة سيليكا على الرغم من عدم تسني الاتصال بأحد من المتمردين للتعليق وقال مسؤولو جمهورية افريقيا الوسطى ان القتال مستمر على الطريق المؤدي الى بانجي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان المتمردين تقدموا حتى اصبحوا على بعد «بضعة كيلومترات» من عاصمة مستعمرتها السابقة وحثت المواطنين الفرنسيين هناك على الحد من تنقلاتهم.
وابدى مجلس الامن الدولي قلقه الشديد إزاء هذا التطور و«ادان كل محاولات تقويض استقرار جمهورية افريقيا الوسطى». وحث المجلس في بيان كل الاطراف على وقف اطلاق النار.
وكرر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون هذه الآراء في بيان اصدره. وعقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة بعد ظهر امس الاول لبحث القتال في جمهورية افريقيا الوسطى.
وفي بانجي خرج السكان المذعورون الى الشوارع واغلقت المتاجر أبوابها واعادت المدارس الطلاب الى منازلهم بعدما اعلنت الاذاعة الوطنية تقدم المتمردين.
وكانت جماعة سيليكا قد قالت في وقت سابق ان قواتها تعتزم السيطرة على بانجي الجمعة. وسيليكا جماعة شاملة فضفاضة لمتمردين وهي تتهم الحكومة بخرق سلسلة من اتفاقيات السلام.
وقال المصدر العسكري الاقليمي الرفيع لرويترز ان «طائرة هليكوبتر هجومية اوقفت طابور المتمردين الذي كان متجها جنوبا..
«الطائرة الهليكوبتر اطلقت النار على الطابور فأجبرته على التشتت.. المتمردون لم يصلوا الى بانجي».
وتلك احدث اعمال عنف تشهدها افريقيا الوسطى منذ استقلالها عام 1960.
وما زالت جمهورية افريقيا الوسطى من بين الدول الاقل نموا في العالم على الرغم مما تملكه من ودائع من الذهب والالماس واليورانيوم.
وسيطرت سيليكا على سلسلة من البلدات واقتربت من العاصمة العام الماضي بعد اتهام الرئيس فرانسوا بوزيز بعدم احترام اتفاقية سلام ابرمت في وقت سابق لاعطاء مقاتليها اموالا ووظائف مقابل القاء سلاحهم.
وارسلت دول بالمنطقة من بينها تشاد وجنوب افريقيا قوات لمساندة الحكومة وانتهى التمرد باتفاقية سلام في يناير.
وخرقت سيليكا الهدنة يوم الاربعاء قائلة ان الحكومة اخفقت من جديد في تنفيذ اتفاقيات دمج مقاتليها في الجيش وجعل القوات الاجنبية تنسحب.
وقال مسؤولون ان بوزيز الذي كان يزور جنوب افريقيا عاد الى بانجي يوم الجمعة وذهب مباشرة الى قصر الرئاسة.
وقال باسكال بولانجا مستشار الرئاسة الخاص «تم صد المتمردين ولكن القتال مازال مستمرا بين دامارا وبانجي». واضاف ان بوزيز يوجه العمليات من قصر الرئاسة.
وصرح مسؤولون بان بوزيز الذي تولى السلطة في انقلاب ايدته تشاد عام 2003 التقى مع نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما وضمن زيادة في قوة جنوب افريقيا المؤلفة من 400 جندي.
وامتنع متحدث باسم وزارة الدفاع بجنوب افريقيا عن التعليق.