
دمشق – «وكالات»: قالت جماعة سورية معارضة إن القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأسد استعادت السيطرة على حي بابا عمرو بوسط مدينة حمص امس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الموالية للحكومة استعادت السيطرة على الحي بعد تصديها على مدى أكثر من أسبوعين لزحف مفاجيء من جانب مقاتلي المعارضة الراغبين في استعادة معقلهم السابق.
وهجر كثيرون حي بابا عمرو بعد غارات صاروخية وجوية مكثفة.
وكانت حمص وبالأخص بابا عمرو مركزا للمعارضة المسلحة لحكم عائلة الأسد الممتد منذ أربعة عقود قبل أن تنتشر هذه المعارضة في أنحاء البلاد.
وتقع المدينة على بعد 140 كيلومترا إلى الشمال من دمشق على طريق يصل قواعد الجيش المطلة على ساحل البحر المتوسط بالقوات النظامية في العاصمة دمشق.
واخترق مقاتلو المعارضة صفوف الجيش في شمال وغرب حمص في أوائل الشهر الحالي ليتمكنوا من تخفيف حصار عسكري دام أشهر لمعاقلهم في وسط ثالث أكبر المدن السورية.
وظل حي بابا عمرو في أيدي الجيش النظامي لعام بعد أن دحر مقاتلي المعارضة الذين تحصنوا داخل هذا الحي الفقير.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره بريطانيا وله شبكة من النشطاء منتشرين في أنحاء سوريا إن سكان الحي عادوا إليه ليجدوا أن القصف العنيف دمر كل منازله تقريبا.
وأضاف أن هذا أرغم العائدين على النزوح إلى أحياء أخرى لا يجدون فيها مأوى ولا تتوافر فيها أبسط ضروريات الحياة.
هذا وتتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في مناطق بريف دمشق ودرعا، وسط قصف مكثف على تلك الأماكن ودير الزور وريف حلب والقنطيرة. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط سبعة قتلى منذ صباح الامس بينهم طفل في إدلب ودير الزور ودرعا ودمشق وريفها. وتحدث اتحاد تنسيقات الثورة عن انشقاق مدير منطقة تدمر بريف حمص العميد علي الراضي.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن تعزيزات عسكرية توجهت صباح الامس من مطار المزة العسكري إلى مدينة داريا بريف دمشق، التي تحاول قوات النظام استعادتها منذ أشهر من مقاتلي الجيش الحر. كما أشارت المصادر نفسها إلى تعرض منطقة زبدين بالغوطة الشرقية لقصف عنيف براجمات الصواريخ.
في هذه الأثناء تجدد صباح الامس القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة داعل وبلدة تسيل بريف درعا وفق شبكة شام، في حين أشار المركز الإعلامي السوري إلى بدء القصف على بلدة محجة بدرعا.
وبالقرب من درعا تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في قرية عين التينة وحاجز سويسة بريف القنطيرة، وسط قصف عنيف على قرية عين التينة بحسب ما أفادت شبكة شام.
وفي دير الزور شرقا ذكرت شبكة شام أن الأحياء التي يسيطر عليها الثوار تتعرض لقصف عنيف منذ فجر الامس وسط اشتباكات ضارية في حي الصناعة بالمدينة، وبينما قصفت قوات النظام بلدتي كفر حمرة ودير جمال بريف حلب، تعرضت قرى مصيف سلمى والغنيمية بريف اللاذقية لقصف عنيف.
وتأتي هذه التطورات في وقت قالت مصادر في الجيش الحر بريف دمشق أمس الاول أن قواته قصفت لليوم الثاني على التوالي بالقذائف الصاروخية والمدفعية مبنى هيئة الأركان العامة والآمرية الجوية، والمعهد العالي للفنون المسرحية بقلب العاصمة السورية الذي يقيم فيه عناصر من الحرس الجمهوري.
كما نقل عن المصادر أن القذائف حققت إصابات مباشرة وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الحرس الجمهوري داخل المعهد.
ونقلت وكالة رويترز عن بعض سكان دمشق قولهم إن أصوات القذائف التي سمعت صباح أمس الاول تنبئ بتعرض العاصمة لهجوم، كما ذكر أحدهم أن القذائف أصابت مرآبا للسيارات تابعا لمبنى التلفزيون، وذلك بعد يوم من سقوط قذائف مماثلة خلف المبنى وفي مناطق مجاورة.
ومن جهته، أعلن التلفزيون الرسمي أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا عند دار الأوبرا المقابلة لمبنى التلفزيون، كما تحدثت القناة الإخبارية الرسمية عن إصابة مصور ومساعد مصور تابعين لها بعد مقتل مدني وإصابة آخرين في المنطقة.
ورد الجيش النظامي بقصف مناطق انتشار الثوار، في واحدة من أكثر معارك العاصمة حدة منذ اندلاع الثورة قبل عامين، حيث من المتوقع أن يكون الجيش قد استهدف نقاط انتشار الثوار في حييْ كفرسوسة والمزة جنوب غرب دمشق، وهما منطقتان قريبتان من قصر الرئاسة الواقع على قمة جبل محاذ لقاسيون.
وفي الأثناء، تشتعل جبهات أخرى في العاصمة مع تجدد قصف جيش النظام براجمات الصواريخ على حي جوبر وأحياء جنوبية أخرى، كما ذكرت شبكة شام أن عبوة ناسفة انفجرت في شارع بغداد بوسط دمشق.
وفي ريف دمشق، تجددت الاشتباكات في بلدات ببيلا وداريا والعتيبة، كما أفادت تقارير صحافية بأن الجيش الحر أسقط مقاتلة تابعة للنظام في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وقصفت قوات النظام بالأسلحة الكيمياوية والفوسفورية مدينتيْ عدرا ودوما بريف دمشق وفق ناشطين، كما فتحت نيران المدفعية على بلدات التل وزملكا وعين ترما وحرستا وعربين وكفربطنا وجسرين ويلدا والسبينة وببيلا ومعضمية الشام والبحدلية وعدرا ودوما.
وعلى الحدود الجنوبية مع الأردن، قالت تقارير صحافية -نقلا عن قائد العمليات الخاصة للجيش الحر في درعا المقدم ياسر عبود- إن مركز نصيب الحدودي ما زال تحت سيطرة قوات النظام، وإنه لا توجد اشتباكات مع الجيش الحر في هذا المعبر.
ونفى عبود للجزيرة ما تناقلته وسائل إعلام مختلفة منذ الأمس بشأن سيطرة الجيش الحر على معبر نصيب الحدودي.