
غزة – «وكالات» : أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس فتح معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد الذي يمد قطاع غزة باحتياجاته الأساسية بعد سبعة أيام من إغلاقه، وكان الإغلاق قد أدى إلى نقص في احتياجات القطاع.
ويتكرر إغلاق المعبر من قبل الاحتلال بدواع أمنية، ويغلق كذلك في الأعياد الإسرائيلية ويومي الجمعة والسبت اللذين يعتبران إجازة رسمية في المعبر، علما أن ما يصل غزة عبر المعبر لا يتجاوز ثلث احتياجات السكان.
وقال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى غزة في السلطة الفلسطينية رائد فتوح إن المعبر فتح الخميس لإدخال 360 شاحنة تحمل بضائع للقطاعين التجاري والزراعي، ومنها ما تحمل مواد إنشائية للمشاريع الدولية.
وأكد فتوح أن المعبر سيغلق اليوم الجمعة وغدا السبت ضمن الإجازة الأسبوعية، لكنه سيظل مغلقا حتى يوم الثلاثاء نتيجة الأعياد الإسرائيلية يومي الأحد والاثنين، نافيا في ذات الوقت أن يكون الجانب الإسرائيلي قد تحدث عن إجراء تسهيلات على حركة المرور في المعبر.
وقبل ذلك تسبب إغلاق المعبر لسبعة أيام بخسائر فادحة للتجار المحتجزة بضائعهم في الموانئ الإسرائيلية إضافة إلى تهديده لمخزون القطاع من المواد الأساسية، في حين لا تزال غزة خاضعة للحصار الإسرائيلي.
وجاء الإغلاق الذي انتهى امس متزامنا مع قرار حكومي طبقته البحرية الإسرائيلية في عرض بحر غزة منعت بموجبه الصيادين من الوصول إلى الأميال البحرية الستة التي سمحت بالصيد فيها مؤخرا بعد اتفاق التهدئة، وأعادت المسافة إلى ثلاثة أميال فقط.
وحذر مسؤولون ومختصون من أن قطاع غزة تتهدده بشكل دائم مشكلة نقص المواد الأساسية نتيجة الإغلاقات المتكررة لمعبر كرم أبو سالم، مطالبين الدول العربية بتشجيع فتح معبر تجاري مع مصر لإنهاء تحكم الاحتلال بالقطاع.
من ناحيته أكد الناطق باسم وزارة الاقتصاد الوطني بالحكومة المقالة في غزة طارق لبد أن إغلاق المعبر من جانب الاحتلال بدعاوى مختلفة واهية يؤثر بشكل واضح على كثير من المستلزمات والمواد الغذائية في القطاع.
وأوضح لبد أن الاغلاقات المتكررة تسبب خسائر كبيرة للتجار الغزيين الموجودة بضائعهم في الجانب الإسرائيلي، والذين يجبرون على دفع بدل أرضيات في أوقات الاغلاق الإسرائيلي للمعبر.
وقال لبد إن 350 شاحنة يفترض أن تصل غزة يوميا من المعبر وهي ثلث حاجة القطاع الأساسية، مشيرا إلى أن القطاع يشكو حاليا من نقص حاد في غاز الطهي وأن استمرار تقنينه عن غزة يضيف معاناة إلى معاناة أهلها.
وطالب المسؤول الحكومي بغزة الدول العربية بموقف جاد لتشجيع فتح معبر تجاري بين غزة ومصر يكون بوابة من وإلى القطاع ليخدم الاقتصاد المحلي وينعشه بعد سنوات الحصار الإسرائيلي.
أما الناطق باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة علي النزلي فقد اتهم الاحتلال الإسرائيلي برهن العمل في معبر كرم أبو سالم بالمزاج الأمني وربطه بشكل واضح بالمتغيرات الأمنية التي غالبا ما تكون بناء على مزاعم غير حقيقية.
وقال النزلي للجزيرة نت إن إسرائيل تتذرع دائما خلال إغلاق معبر كرم أبو سالم مع القطاع بذرائع واهية، لكن الهدف الوحيد لمثل هذا التصرف هو تشديد الحصار بما يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية. وذكر النزلي أن أكثر من ألفي شاحنة محملة بالبضائع والمواد الأساسية كان يفترض أن تصل لغزة خلال أيام الإغلاق السبعة، ولكنها ظلت عالقة في الموانئ الإسرائيلية، الأمر الذي يعرضها للتلف ويعرض أصحابها لخسائر مادية.
وأشار النزلي إلى أن أسواق غزة عانت في الأيام الماضية من فقدان العديد من المواد الأساسية مثل حليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية، مطالبا المجتمع الدولي بإلزام الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار ومتابعة ذلك على أرض الواقع.
وعلى صعيد منفصل أكدت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مقتل أحد عناصرها وإصابة اثنين آخرين في انهيار نفق شرق مدينة غزة.
وقالت كتائب القسام في بيان إن الناشط محمد أحمد السرحي، الذي يبلغ من العمر ٢٠ عاما قتل بينما أصيب آخران بجراح في انهيار» نفق للمقاومة» وهو ما أكدته مصادر طبية فلسطينية في مستشفى الشفاء بالقطاع.
من ناحية أخرى، تستضيف غزة المؤتمر السنوي الأول حول الأمن القومي الفلسطيني في 30 – 31 مارس ، بحضور عدد من الخبراء والمفكرين الإستراتيجيين الدوليين والمحليين.
و تشارك مصر في المؤتمر بحضور مستشار للرئيس المصري محمد مرسي الذي وصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
ويستهدف المؤتمر وفقا للقائمين عليه رصد تحديات الأمن القومي الفلسطيني بطريقة علمية، وتقديم رؤى استراتيجية لصناع القرار الفلسطيني، وتقويم التجربة الفلسطينية في المقاومة والحكم، إضافة إلى تفعيل الحراك السياسي الفكري لدى الشرائح المثقفة بشكل مثمر.