
كابول – وكالات : - قال مسؤولون إن طائرة هليكوبتر تابعة لحلف شمال الأطلسي تدعم قوات الأمن الأفغانية قتلت طفلين وتسعة يشتبه أنهم من حركة طالبان امس بعد شهر من منع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي القوات من طلب الدعم الجوي الأجنبي.
وتعيد الواقعة فتح نقاش ساخن بين من يلقون باللوم على غارات حلف شمال الأطلسي الجوية في سقوط قتلى مدنيين وآخرين يقولون إن الدعم الجوي للحلف حيوي لحماية قوات الأمن الأفغانية.
وقال الميجر ادم ووجاك المتحدث باسم الحلف إن الشرطة الأفغانية كانت تقوم بدوريات في بلدة غزنة بجنوب شرق البلاد عندما تعرضت لهجوم شنه مسلحون.
وذكر أن قوة المعاونة الأمنية الدولية «إيساف» دعمت وحدة أفغانية تقاتل قوات المتمردين باطلاق نار مباشر باستخدام طائرات هليكوبتر مضيفا أن القوة تتحرى صحة تقارير بسقوط ضحايا بين المدنيين.
وقال الكولونيل محمد حسين من الشرطة إن تسعة من حركة طالبان قتلوا واصيب ثمانية مدنيين.
وشاهد مراسل رويترز جثتي طفلين قال سكان محليون إنهما قتلا في الغارة الجوية.
وكان كرزاي منع الشهر الماضي القوات الأفغانية من طلب دعم جوي من حلف الأطلسي ومنع الحلف من قصف «منازل أو قرى أفغانية» بعد أن طلبت القوات الأفغانية شن غارة أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين.
وسقوط ضحايا مدنيين مصدر توتر بين كرزاي وحلفائه الدوليين في الوقت الذي تتفاوض فيه الولايات المتحدة وافغانستان على حجم الوجود العسكري الأمريكي في المستقبل بعد انسحاب معظم القوات الدولية بنهاية عام 2014 .
من جانبه غادر الرئيس الافغاني حامد كرزاي إلى قطر لبحث افتتاح مقر لحركة طالبان في الدوحة تمهيدا لإجراء مفاوضات سلام.
وحتى بداية العام الحالي، كان كرزاي معارضا لفكرة امتلاك الحركة المتشددة لأي مقر للاجتماع خارج أفغانستان خشية تجميد حكومته في إطار أي مفاوضات بين الولايات المتحدة والحركة.
وهذه الفكرة تعد خطوة هامة في إطار تدشين قناة رسمية للتواصل بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وقال متحدث باسم الرئيس الافغاني إنه من المقرر أن تتناول المحادثات عملية السلام في أفغانستان وأوجه التعاون المشترك.
وتعهد الرئيس الافغاني ونظيره الباكستاني آصف على زرداري بالعمل سويا من أجل تحقيق السلام خلال ستة أشهر.
وكان كرزاي قد اعرب عن غضبه في وقت سابق مما وصفه بالمفاوضات المباشرة في الدوحة بين حركة طالبان ومسؤولين أمريكيين دون مشاركته رغم نفي الحركة لاجراء مثل هذه المباحثات.
واتهم كرزاي طالبان بالتواطؤ مع الولايات المتحدة لابقاء القوات الاجنبية في البلاد وهو ما يمثل تراجعا جديدا في العلاقات بين الرئيس الافغاني وواشنطن أقوى داعميه.
ورفضت طالبان التفاوض المباشر مع الحكومة الافغانية، فيما اعلنت الخارجية الافغانية ان الحكومة ستشرع في المفاوضات فقط حين» ينهي مسلحو الحركة علاقاتهم بالقاعدة ويتخلوا عن الارهاب».
وكانت حركة طالبان تحكم افغانستان قبل ان تتم الاطاحة بها في هجوم قادته القوات الامريكية عام 2001.