
القدس المحتلة - «وكالات»: طالبت إسرائيل امس حركة حماس بمنع النشطاء من إطلاق صواريخ عليها من قطاع غزة بعد تفجر اخطر مواجهات عبر الحدود منذ أنهى اتفاق للتهدئة حربا استمرت ثمانية ايام في نوفمبر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا من قطاع غزة وسقطا على جنوب إسرائيل امس دون أن يوقعا إصابات وذلك بعد ساعات من شنها اول غارات جوية على القطاع منذ اربعة اشهر.
ونفذت الطائرات الإسرائيلية غارة امس الاول واستهدفت ما وصفهما الجيش بأنهما «موقعان إرهابيان كبيران في شمال قطاع غزة» بعد سقوط ثلاثة صواريخ على إسرائيل في وقت سابق يوم الثلاثاء دون إحداث اضرار او إصابات.
وأعلنت جماعة مجلس شورى المجاهدين المرتبطة بتنظيم القاعدة المسؤولية عن إطلاق الصواريخ امس الاول قائلة إنها رد على وفاة الأسير الفلسطيني ميسرة ابو حمدية في سجن اسرائيلي في وقت سابق يوم الثلاثاء. ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن إطلاق صاروخي الامس.
واتهم مسؤولون فلسطينيون إسرائيل بأنها لم تقدم العلاج في الوقت المناسب لابو حمدية «64 عاما» الذي توفي بالسرطان في مستشفى إسرائيلي. ونفت إسرائيل هذا.
وقالت إسرائيل إن جماعات أخرى غير حركة حماس التي تدير قطاع غزة هي التي نفذت الهجمات الصاروخية لكنها حملت حماس مسؤولية منعها.
وقال البريجادير جنرال يؤاف مردخاي كبير المتحدثين باسم الجيش لراديو الجيش الاسرائيلي إن القوات الاسرائيلية «قررت الهجوم اثناء الليل كإشارة لحماس مفادها أننا لن نقبل اي هجوم على الجنوب. وسيلقى اي قصف ردا من أجل استعادة الهدوء في الجنوب قريبا».
وأضاف «أظن أنه ليس في مصلحة حماس أن يتدهور الوضع».
وسبق وأن حملت حماس على جماعات سلفية متشددة تعتبرها مصدر تهديد للاستقرار في القطاع.
وكان الهجوم الصاروخي يوم الثلاثاء هو ثالث مرة تسقط فيها صواريخ من القطاع على إسرائيل منذ التهدئة. ولم يسفر أي من هذه الهجمات عن خسائر بشرية.
ولكن مع تولي حكومة جديدة ووزير دفاع جديد المسؤولية في إسرائيل عقب محادثات لتشكيل ائتلاف إثر انتخابات يناير تحرص اسرائيل على إبداء عزمها على منع مثل هذه الهجمات.
وقال مردخاي «بعد خمسة اشهر كانت الاهدأ منذ فك الارتباط قررت القوات المسلحة الاسرائيلية عدم الاذعان «للهجمات من غزة» حتى... وإن كانت على نطاق صغير جدا» في إشارة إلى سحب اسرائيل القوات والمستوطنين من القطاع عام 2005.
وتوسطت مصر في التهدئة بعد قتال أودى بحياة 170 فلسطينيا وستة إسرائيليين. وبدأت إسرائيل حملتها على غزة بهدف معلن هو وقف اطلاق الصواريخ على اراضيها.
وعلى صعيد غير بعيد بدأ الأسرى الفلسطينيون إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية بسجون الاحتلال، ومن المقرر تشييع جنازة أبو حمدية اليوم وسط دعوات إلى إضراب شامل وحداد في جميع أنحاء الضفة الغربية، فيما وقعت مواجهات أعنفها بالخليل.
وأفادت تقارير صحافية نقلا عن مصلحة السجون الإسرائيلية أن جميع الأسرى الفلسطينيين أعادوا وجبة الإفطار احتجاجا على ظروف وفاة أبو حمدية، وتوقعت مصلحة السجون أن يستمر إضراب الأسرى ثلاثة أيام.ومن جهته دعا الوزير الفلسطيني لشؤون الأسرى عيسى قراقع إلى إضراب شامل اليوم وحداد في جميع محافظات الضفة الغربية، وذلك قبل يوم من تشييع جنازة أبو حمدية.
وقد وقعت مواجهات في مدينة الخليل بالضفة الغربية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان كانوا يحتجون على ظروف وفاة أبوحمدية.
وقالت تقارير صحافية من هناك إن تلك المواجهات أسفرت عن إصابة نحو أربعين شخصا بالرصاص المطاطي.
كما اندلعت مواجهات مماثلة قرب سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله، بعد مظاهرة قام بها عشرات الفلسطينيين أمام السجن وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد أبو حمدية وقدامى الأسرى لدى الاحتلال.
وأكدت مصادر فلسطينية أن مواجهات أخرى اندلعت في مدينة نابلس، وأسفرت عن سقوط جرحى جراء الاختناق والرصاص المطاطي، وسط تحذيرات شعبية من اتساع رقعة الاحتجاجات ضد الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن احتجاجات وقعت في عدة سجون إسرائيلية نقل بعض الأسرى على إثرها إلى العيادات الطبية بسبب حالات الاختناق الناجمة عن الغازات المدمعة التي أطلقها حراس السجن.
وفي قطاع غزة، خرجت مظاهرات دعت لها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وشاركت فيها مختلف الفصائل الفلسطينية، رددت هتافات تطالب بالرد على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة بحق الأسرى.
وخرجت كبرى المسيرات في مدينة غزة، حيث توجهت إلى خيمة عزاء أقيمت للأسير المتوفى في ساحة السرايا في وسط القطاع. وشهدت رفح ودير البلح والشمال وخان يونس مسيرات مماثلة، رددت خلالها هتافات مناصرة للأسرى، وتخللتها كلمات تدعو لوقفات شعبية لنصرة الأسرى.
ومن جهة أخرى، أعلنت القوى والفصائل في قطاع غزة أنها تدرس التطورات الخطيرة في سجون إسرائيل، وستتخذ القرارات المناسبة للرد على الجرائم المرتكبة بحق الأسرى.
وأكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي -في مؤتمر صحفي بغزة- أن الفصائل الفلسطينية تتدارس هذه التطورات الخطيرة وطريقة الرد عليها.
وتوعدت حركة حماس إسرائيل بأنها «ستندم» على ذلك، وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية إن حركته «تتابع باهتمام وقلق كبيرين التطورات الخطيرة في السجون الإسرائيلية واستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، وتؤكد أن الاحتلال سيندم على استمرار جرائمه».
واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية «تعمد سلطات الاحتلال إهمال علاج أبو حمدية جريمة ضد الإنسانية مع سابق الإصرار والترصد، وخرقا صريحا للقانون الدولي والبند 92 من اتفاقية جنيف على نحو خاص».
وفي إسرائيل ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم امس تشريح جثمان الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية.