
عواصم – «وكالات»: شن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب سعيد الشهري-الذي أعلن عن مقتله سابقا- في رسالة صوتية جديدة بثت عبر الإنترنت امس، هجوماً شديداً على المملكة العربية السعودية.
وقد ينقض نشر تنظيم القاعدة لهذه الرسالة الصوتية للشهري في حالة التثبت من صحتها ما أعلنته صنعاء سابقا بشأن مقتله في 24 يناير، مما يعني أنه قد يكون على قيد الحياة.
واتهم الشهري نظام الحكم في السعودية بالسماح للطائرات الأمريكية بالانطلاق من أراضيه لقتل عناصر القاعدة في اليمن.
وأضاف في التسجيل الصوتي الذي تصل مدته إلى 14 دقيقة نطالب باطلاق المعتقلين والكف عن السماح للطائرات الأمريكية بقتل المجاهدين في اليمن».
والشهري كان معتقلا في غوانتانامو وتابع برنامج «المناصحة» في السعودية قبل أن يهرب إلى اليمن ويصبح الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
واعتبر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب أن قوانين محاربة الإرهاب التي يعمل بها النظام في السعودية أدت إلى اعتقال الآلاف، ومن بينهم نساء، داعيا إلى تحرير المعتقلين.
وتطرق الشهري في رسالته الصوتية إلى المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض في فبراير 2013، وإلى اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي استضافته العاصمة السعودية في مارس الماضي وخصص لمكافحة «الإرهاب».
كما تحدث عن المظاهرات التي نظمها الأشهر الماضية أقارب موقوفين ومسجونين «متطرفين» في السعودية، وإلى المظاهرات التي يقودها السنة في العراق ضد حكومة نوري المالكي منذ أربعة أشهر.
وعارض الشهري في خطابه إدخال السعوديات إلى مجلس الشورى وإرسال «عشرات الآلاف» منهن إلى ما أسماها «أرض الكفر» في إشارة إلى برامج البعثات التعليمية بالخارج.
يُذكر أن السلطات اليمنية والسعودية كانت قد أعلنت أكثر من مرة عن مقتل الشهري الملقب بـ أبو سفيان الأزدي، خصوصا في سبتمبر 2012 وآخر مرة من قبل اللجنة الأمنية اليمنية العليا في 24 يناير.
ويُعد الشهري أحد المطلوبين الأمنيين للسلطات اليمنية والسعودية، وكان اعتقل في باكستان ونقل إلى سجن غوانتانامو الأمريكي بخليج كوبا قبل أن تستعيده السعودية عام 2007 لتدخله في برنامج تأهيل فكري لبعض الوقت.
غير أنه تمكن من الهروب إلى اليمن وأسس مع قيادات في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب تنظيما موحدا لفرعي التنظيم في اليمن والسعودية.
وقد تشكل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يترأسه اليمني ناصر الوحيشي، في يناير عام 2009 من خلال اندماج فرعي القاعدة السعودي واليمني نتيجة لنجاح السلطات السعودية بتقويض التنظيم على أراضيها.
ميدانيا لقي جندي يمني مصرعه وأصيب آخر في هجوم شنه مسلحون -يعتقد أنهم من الحراك الجنوبي- مساء امس الاول على مبنى الأمن في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بجنوبي اليمن.
وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات اندلعت بين المسلحين وجنود الأمن أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخر، في حين لاذ المسلحون بالفرار إلى وسط المدينة.
وتعد هذه الحادثة الثانية بلحج خلال هذا الأسبوع بعد مقتل جندي وإصابة آخر السبت الماضي في اشتباكات مع مسلحين من الحراك حاولوا فرض العصيان المدني بالقوة في مدينة الحوطة.
وقال الصحافي والمحلل السياسي بلحج غالب السميعي إن الاختلالات الأمنية التي تشهدها لحج وخاصة عاصمتها الحوطة تؤكد ضعف الجهات الأمنية بالمحافظة، الأمر الذي جعل المسلحين يسيطرون على الشارع ويفرضون العصيان المدني بقوة السلاح في يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع على مرأى ومسمع من الأمن.
وأضاف السميعي أن هناك أطرافاً مستفيدة من مثل هذه الاختلالات منها فصيل الحراك الجنوبي التابع لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، والذي دعت بعض قياداته للكفاح المسلح.
وتابع: أن من المستفيدين كذلك أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذين يعملون بمعية فصيل البيض على إقلاق الأمن لإفشال مؤتمر الحوار الوطني ولخلط الأوراق وإثبات عجز الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق عن تسيير الأمور في البلاد خلال المرحلة الراهنة.
وأشار السميعي إلى أن الأمل أصبح مفقوداً في قدرة السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية على وضع الحلول الناجعة للاختلالات الأمنية، كون أجهزتها الأمنية مصابة بالشلل وقد عجزت خلال الفترة الماضية عن وضع أي حلول لإعادة الأمن والطمأنينة بالمحافظة.
ودعا السميعي إلى تغيير القيادات الأمنية كلها وبسط هيبة الدولة وتعقب الجناة ومحاسبتهم، عندها يمكن أن نتحدث عن الأمن والاستقرار الذي فقده المواطن في هذه المحافظة منذ خمس سنوات.
يشار إلى أن محافظة لحج تعيش انفلاتاً أمنياً كبيراً منذ سنوات ليس على مستوى عاصمتها فقط، بل يعم ذلك الانفلات كل مديرياتها التي شهدت حوادث أمنية كثيرة راح ضحيتها العشرات خلال الفترة الماضية، ورغم وعود السلطة المحلية فيها بتحسين الأوضاع وإعادة الأمن والسكينة، فإن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن.