عواصم – «وكالات»: خفف الرئيس السوري بشار الاسد الاحكام الصادرة على سجناء امس بمناسبة عيد الجلاء ولكن نشطاء قالوا انها لفتة لا معنى لها دون الافراج عن الاف المعتقلين السياسيين.
ونشر المرسوم في «سانا» ولكنه لم يحدد عدد السجناء الذين شملهم هذا الاجراء.
وينص المرسوم وفق «سانا» على أن «تستبدل عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة وعقوبة الأشغال المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة 20 عاما». وتستثنى من أحكام المرسوم «جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات».
كما ينص المرسوم على «العفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي»، مستثنيا من سلم نفسه الفرار خلال 30 يوما بالنسبة الداخلي و90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي. ويقضي المرسوم «بالعفو عن ربع العقوبة لمن انضم من السوريين إلى منظمة إرهابية».
وكان الأسد أصدر مراسيم عدة تقضي بمنح العفو منذ اندلاع الثورة السورية كان آخرها في أكتوبر 2012 مستثنيا منه «جرائم الإرهاب المنصوص عليها في قانون الإرهاب». وتشهد سوريا ثالث عام من صراع بدأ كحركة احتجاج ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ اربعين عاما ولكنه تحول الى حرب اهلية ادت الى سقوط اكثر من 70 الف قتيل.
وتم اصدار اكثر من عفو منذ بدء الصراع ولكن ذلك لم يفعل شيئا يذكر لارضاء المعارضين الذين يقولون ان الاف السجناء السياسيين محتجزون في مراكز اعتقال حكومية. واختفى كثيرون دون اخطار من قوات الامن الحكومية.
وقال زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب ان تخفيف الاحكام تلك ستعد لفتة ايجابية لو انه تم الافراج عن النساء والاطفال من بين المعتقلين خلال الايام المقبلة.
وقال على صفحته على الفيس بوك انه يريد عفوا عن الجرائم والافراج عن كل الابرياء الذين يوجد منهم اكثر من 160 الف شخص والاهم من بينهم النساء والاطفال واذا حدث ذلك فانه سيقول انه احدى علامات حل سوري.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له انه لا يرى ذلك كافيا لانه لم يشمل السجناء السياسيين.
واضاف أن كثيرين سيسألون ما الفائدة منه اذا كان اعتقال الناشطين السياسيين مستمرا يوميا.
واضاف انه متأكد انه مازال يوجد عشرات الالاف معتقلين ومنهم كثيرون مختفون ببساطة. وقال إن أشد ما يقلقه هو توقف الحكومة عن الحديث عن السجناء السياسيين والافراج عن الكثيرين المحتجزين بالفعل في السجون السورية. وتحتفل سوريا بعيد الجلاء في ذكرى رحيل اخر جندي فرنسي عن سوريا وانتهاء الاحتلال الفرنسي واعلان الاستقلال الكامل في 17 ابريل 1946.
ميدانيا انفجرت عبوة ناسفة بحي البرامكة بقلب العاصمة السورية مخلفة عددا من الجرحى، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة، في وقت وقعت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر وسط قصف عنيف في أحياء عدة بالعاصمة السورية. و وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 11 قتيلا امس معظمهم بدمشق وريفها.
وقالت شبكة شام إن انفجار دمشق وقع قرب فرن للخبز في شارع الفحامة الواقع في حي البرامكة وسط العاصمة دمشق، يأتي ذلك بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية يتعرض له حي جوبر وأحياء دمشق الجنوبية، وفق المصدر نفسه. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة قرب فرع المخابرات الجوية في القدم جنوبي دمشق. وقال ناشطون ان هذا القصف يهدف الى وقف تدفق مقاتلي المعارضة على العاصمة
كما قصفت قوات النظام خلال الليل وصباح الامس مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق في وقت جرت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على مداخله. كما أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا أمس الاول في غارات شنتها طائرات النظام على حي القابون الدمشقي.
وفي ريف دمشق تعرضت مدن ببيلا والمليحة ومعضمية الشام وزملكا وداريا لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط معارك عنيفة في مدينة داريا ومحيط مجمع تاميكو بالمليحة، وفق شبكة شام والهيئة العامة للثورة السورية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن انهيار منزل في ببيلا جراء القصف أدى إلى مقتل عائلة كاملة.
وفي حلب شمالي البلاد أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بوقوع اشتباكات فجر الامس بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مطار حلب.
أما في حمص وسط البلاد فقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف العنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن بريف المحافظة أوقع العديد من الجرحى. وجنوبا في درعا تعرضت مدينة بصرى الشام وبلدتا خربة غزالة ومعربة إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط اشتباكات عنيفة في مدينة بصرى الشام، بحسب شبكة شام.
في غضون ذلك قالت المصادر نفسها إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام تدور في محيط مطار دير الزور العسكري بالتزامن مع قصف عنيف تتعرض له أحياء بالمدينة وبلدتا المريعية وموحسن بريف المحافظة، كما وقعت معارك في الفرقة 17 بالرقة وسط قصف من الطيران الحربي.
وفي إدلب وثقت الهيئة العامة للثورة سقوط قتيلين من الجيش الحر في الاشتباكات مع قوات النظام على حاجز صهيان في معرة النعمان.
وجاء هذا التطور بعد ساعات من قصف طائرات القوات النظامية السورية قرى على الحدود السورية مع تركيا، واستهدف بلدة سرمدا ومعبر باب الهوى خاصة. وأفاد ناشطون سوريون بأن عائلات سورية هربت باتجاه الحدود السورية مع تركيا.
يأتي ذلك بعدما قالت وسائل إعلام حكومية ومصادر من المعارضة أمس الاول إن القوات النظامية كسرت حصارا كان مفروضا على القاعدتين العسكريتين بوادي الضيف والحميدية بإدلب.
