
عواصم – «وكالات»: قالت كوريا الشمالية امس إنها لن تفاوض القوى الدولية لنزع سلاحها النووي، وإنما قد تفاوض فقط لخفض الأسلحة في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت صحيفة رودونغ سينمون، وهي الصحيفة الرئيسة بكوريا الشمالية، إن بيونغ يانغ لن تتخلي عن برنامجها النووي، ولن تكون هناك أبدا محادثات لنزع السلاح النووي «الكوري الشمالي» قبل أن يتم إخلاء العالم كله من الأسلحة النووية.
وأضافت «موقفنا واضح. لا تحلموا بنزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية قبل نزع السلاح النووي من العالم». وتقول بيونغ يانغ إنها تملك أسلحة نووية تشكل بالنسبة إليها «سيفا ثمينا» في صراعها مع القوى الغربية التي تريد أن تجردها منها.
ووفقا لتقديرات خبراء غربيين، فإن كوريا الشمالية التي أجرت ثلاث تجارب نووية بين أكتوبر 2006 وفبراير الماضي تملك ما يصل إلى عشرة رؤوس نووية «مقارنة بآلاف الرؤوس لدى دول مثل روسيا والولايات المتحدة». وخلال الأزمة التي نشبت مؤخرا، وأثارت مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية في شبه الجزيرة الكورية، راجت تقارير عن نية كوريا الشمالية إطلاق صاروخ بالستي أو أكثر من ساحلها الشرقي، وهو ما لم يحدث.
وهددت بيونغ يانغ بضربات نووية تستهدف قواعد أميركية بالمحيط الهادي، لكن واشنطن التي قالت إنها تأخذ التهديد على محمل الجد أعلنت لاحقت أن كوريا الشمالية فشلت في نصب رؤوس نووية على صواريخها.
وكانت الحكومة الكورية الشمالية قدمت أمس الاول شروطا للتفاوض مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، من بينها رفع العقوبات الأممية عنها، ووقف التدريبات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية. لكن واشنطن وسول رفضتا هذين الشرطين، واعتبرتهما غير مقبولين وغير قانونيين.
في الأثناء، ألقت الأزمة الأخيرة بظلالها على مشروع مجمع كاسيونغ الصناعي المشترك داخل الأراضي الكورية الشمالية.
فقد قالت شركة «دايوا فيول بامب إنداستريال» الكورية الجنوبية للسيارات امس إنها خسرت تعاقدا مع شركة هندية بعد أن فشلت في توفير إمدادات بسبب إغلاق المجمع «كايسونغ» وفق ما نقلت عنها وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب».
وكانت بيونغ يانغ أغلقت المجمع الذي يشغل أكثر من خمسين ألف كوري شمالي، ومنعت الكوريين الجنوبين من دخوله، احتجاجا على مواقف سول خلال الأزمة الماضية التي تبادل فيها الطرفان التهديدات بالمواجهة العسكرية.
وأضافت الشركة الكورية الجنوبية أن الشركة الهندية طالبتها إما بتسديد أموال مساوية لاستثمارها أو إعادة المعدات من مصنعها بالمجمع الكوري الصناعي.
يُشار إلى أن هذا المجمع هو أحد المصادر الرئيسة لكوريا الشمالية من العملة الأجنبية التي تحتاجها لتطوير اقتصادها.
وقبل أيام، منعت السلطات في الشمال تموين العمال الكوريين بالمجمع الذي يرمز إلى محاولات توحيد الكوريتين.