
القاهرة - «وكالات»: قال شهود عيان إن نشطاء معارضين للإخوان المسلمين اشتبكوا امس الاول مع إسلاميين تظاهروا في القاهرة رافعين شعار «تطهير القضاء» في تصعيد لصراع محتدم بين ألوف القضاة والحكومة التي يقودها الإسلاميون.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عشرات المصابين.
وقال شاهد من رويترز إن عشرات النشطاء المتقدمين من ميدان التحرير مهد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 اشتبكوا مع إسلاميين حاولوا التقدم إلى الميدان من بين ألوف احتشدوا أمام دار القضاء العالي القريب للمطالبة بتطهير القضاء.
وأضاف أن الحجارة والزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش استخدمت في الاشتباكات كما أحرقت حافلة صغيرة بأيدي نشطين.
وفي وقت لاحق حاولت الشرطة الفصل بين الجانبين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على النشطين القادمين من التحرير ورد عليها النشطون بالحجارة.
وأكدت الجهات الرسمية ارتفاع عدد المصابين الى 129 جريحاً.
وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام متظاهرين إسلاميين بضرب نشط سقط في أيديهم بالعصي والأيدي والأرجل وسحله على مشارف ميدان التحرير.
وقالت قناة الجزيرة مباشر مصر التي بثت اللقطات إن طاقمها تعرض لاعتداء الإسلاميين بعد بث اللقطات.
ويقول قضاة يعارضون الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها إن الحكومة تريد عزل أكثر من ألفي قاض من خلال قانون يعد لإصداره ليتاح إبدال قضاة موالين للجماعة ومحامين أعضاء فيها بهم.
ويقول أعضاء قياديون في جماعة الإخوان المسلمين إن موظفي الدولة بمن فيهم القضاة يجب أن يكونوا متساوين بالنسبة لسن التقاعد. وزيد سن التقاعد للقضاة خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك إلى 70 عاما.
وتقول وسائل إعلام محلية إن مجلس الشورى الذي يهيمن عليه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين شرع في وضع قانون يخقض سن تقاعد القضاة إلى 65 عاما بما يؤدي إلى إنهاء خدمة عدد كبير منهم.
وقال المعارض الليبرالي البارز محمد البرادعي في صفحته على موقع تويتر إن الدعوة لمظاهرات الإسلاميين تثبت أن «الغوغائية في فهم ومعالجة مشاكلنا ما زالت السمة الغالبة لنظام الحكم.»
وقال المعارض اليساري البارز حمدين صباحي «أي ادعاء بالتطهير من جانب السلطة أو الجماعة الحاكمة هو مذبحة جديدة للقضاء. سندعم استقلال القضاء المصرى ضد أي سعي لتغول السلطة التنفيذية.»
واحتشد المتظاهرون أمام دار القضاء العالي التي تضم محاكم عليا ومكتب النائب العام رافعين لافتات كتب على إحداها «الشعب يريد تطهير القضاء». وكتب على لافتة أخرى «الثورة على القضاء قبل القضاء على الثورة».
ويقول الإسلاميون إنهم يمثلون الانتفاضة التي أطاحت بمبارك ويقول معارضوهم إنهم ركبوا موجة الانتفاضة التي رفضوا الاشتراك فيها من بدايتها. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية قال شاهد من رويترز إن مؤيدين ومناوئين لجماعة الإخوان المسلمين اشتبكوا بالحجارة والزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش في محيط المكتب الإداري لجماعة الإخوان بالمدينة مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين.
ووقعت الاشتباكات بعد مسيرة مناوئة للإخوان اصطدم المشاركون فيها بمتظاهرين إخوان هتفوا ضد القضاة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تهيب بالقوى السياسية «الالتزام بسلمية التظاهر وعدم اللجوء للعنف... والانسحاب من الشارع حقنا للدماء وحرصا على عدم سقوط ضحايا.»
ورفض المشاركة في المظاهرات المناوئة للقضاة سلفيون تحالفوا مع جماعة الإخوان المسلمين بعد سقوط مبارك وقالوا إن المظاهرات تثير عداوة قضاة ساندوا الإسلاميين في الانتخابات ومناسبات أخرى.
وعلى صعيد منفصل عقدت محكمة استئناف القاهرة امس، جلسة محاكمة داخل سجن مزرعة طرة للنظر في تظلم الرئيس السابق حسني مبارك من قرار حبسه على ذمة قضية الكسب غير المشروع.
وانتقلت هيئة المحكمة إلى مبارك داخل محبسه نظرا للظروف الأمنية وتجنبا لعمليات النقل من سجن طرة جنوب القاهرة إلى المحكمة شرق القاهرة.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، قضت برئاسة المستشار محمد رضا شوكت وعضوية المستشارين ابراهيم الصياد وعبدالجواد محمد علي وأشرف السعيد، بحبس الرئيس السابق على ذمة القضية المتعلقة بهدايا الأهرام، حيث يواجه تهما تتعلق بالكسب غير المشروع.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، أعلن المستشار مصطفى حسن عبد الله القاضي المكلف بإعادة محاكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته و6 من مساعديه تنحيه عن القضية لاستشعاره الحرج بعد افتتاح الجلسة بلحظات.
وصرح فريد الديب، محامي مبارك، بأن تنحي القاضي عن نظر قضية إعادة محاكمة مبارك بتهمة قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، يرجع إلى أسباب طبية.