
بغداد – «وكالات»: ادلى الناخبون في العراق امس بأصواتهم لاختيار أعضاء مجالس المحافظات في 12 محافظة تعرضت بعض مكاتبها لهجمات بقذائف، وسط إجراءات أمنية مشددة من شأنها أن تلقي بظلالها على ذلك الاقتراع الذي يأتي وسط تزادي أعمال العنف واستمرار المظاهرات ضد حكومة نوري المالكي.
وقالت تقارير صحافية من بغداد إن الإجراءات الأمنية التي تحيط بالعملية الانتخابية مشددة للغاية وخاصة بالعاصمة. مشيرة إلى أن الوضع الأمني هش للغاية ويتوقع أن يلقي بظلاله على مجرى الانتخابات حيث عبر عدد من الناخبين عن تخوفهم من مخاطر الذهاب بشكل جماعي مع أقاربهم إلى مكاتب التصويت.
وفي الساعات الأولى من الاقتراع أعلن مصدر أمني عراقي سقوط عدد من القذائف على بعض المراكز الانتخابية في مختلف مناطق العراق. وقال إن قذيفتي هاون سقطتا قرب مركز انتخابي بمدينة المسيب «50 كلم جنوب بغداد» مما أسفر عن إصابة مدني واحد بجروح.
وأضاف المصدر أن «عدة قذائف هاون سقطت على مركز انتخابي في بيجي «200 كلم شمال بغداد» من دون وقوع إصابات فضلا عن انفجار ثلاث قنابل صوتية بمدينة تكريت «شمال».
وتعتبر انتخابات مجالس المحافظات الثالثة من نوعها منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وأول انتخابات منذ انسحاب الأمريكان نهاية 2011. وتجري الانتخابات بـ12 محافظة من أصل 18، حيث لم يتقرر بعد إجراؤها بمدن إقليم كردستان وكركوك، في حين تأجلت بالأنبار ونينوى لدواع أمنية.
ويتنافس بالانتخابات 8302 مرشح، بينهم 2205 نساء، لشغل 447 مقعدا منها 116 للنساء وتسعة للمكونات المسيحية والأيزيدية والشبك والكرد الفيليين، يمثلون 265 كيانا سياسيا وخمسين ائتلافا.
ونشرت السلطات العراقية مئات الآلاف من قوات الجيش والشرطة بالمدن التي ستشهد عمليات الاقتراع وفي محيط المراكز الانتخابية. وقالت المفوضية العاليا المستقلة للانتخابات «اعتمد 48 ألفا و292 مراقبا محليا و23 ألفا و841 وكيلا للكيانات السياسية و271 مراقبا دوليا و1945 صحفيا محليا و174 صحفيا دوليا».
وبعد الإدلاء بصوته بالمركز الانتخابي الخاص بكبار المسؤولين بفندق الرشيد ببغداد، قال المالكي إن المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات تعكس قدرة العراقيين على مواصلة السير على طريق بناء الدولة العراقية وفق أسس ديمقراطية على حد تعبيره.
وتعهد رئيس الحكومة بمحاربة «البعث والقاعدة من خلال صناديق الانتخاب إضافة إلى المواجهة الشديدة لهم».
وأضاف «إن عراقنا بأيدينا، ورسالتي لكل السياسيين أثبتوا للعالم، وللمنطقة التي نحن فيها، أنكم أهل لقيادة بلد مثل العراق، إن الانتخابات التي تجري اليوم هي الأولى بعد خروج القوات الأجنبية من العراق وهي دليل على كفاءة وقدرة وصلابة العملية السياسية وسيطرة وقدرة الحكومة على إجراء مثل هذه الانتخابات».
وتجري هذه الانتخابات على وقع استمرار المظاهرات في ست محافظات عراقية ضد سياسات المالكي بينها العاصمة بغداد. وحملت مظاهرات أمس الاول الجمعة التي تستمر للشهر الرابع على التوالي شعار «دماء ديالي دماؤنا».
وخلال مظاهرات الجمعة أعلنت اللجان التنسيقية المشرفة على المظاهرات في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار وبغداد عصيانا مدنيا شاملا في هذه المحافظات غدا الاثنين.
وجرت مظاهرات الجمعة على وقع أعمال عنف نتج عنها العديد من الضحايا، حيث استهدفت قذائف مورتر مسجدا للسنة في بعقوبة «60 كلم شمال شرق بغداد» مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين. كما تم استهداف حسينية في كركوك، وانفجرت قنبلة داخل مسجد للشيعة في كركوك «240 كلم شمال بغداد».
غير أن التطور اللافت كان نشوب مواجهات بين المتظاهرين في قضاء الحويجة بكركوك والقوات الأمنية أسفرت عن مقتل متظاهر وجندي وإصابة ثلاثة متظاهرين بجروح.
وجاءت هذه الأحداث عقب يوم دام في بغداد سقط فيه 32 قتيلا وأصيب أكثر من خمسين آخرين بجروح جراء انفجار قنبلة قالت الحكومة إنها نجمت عن حزام ناسف في مقهى بحي العامرية غرب العاصمة.